تم أمس في فرنسا الإعلان عن وفاة السفاح الجنرال مارسيل بيجار الذي مارس كل أشكال التعذيب ضد الجزائريين خلال الفترة الاستعمارية، وهو الذي اعترف أنه لو ملك ثلاثة رجال كالشهيد العربي بلمهيدي لأصبح العالم تحت سيطرته. وذكرت مختلف وسائل الإعلام الفرنسية أن الإعلان عن موت صاحب الماضي المخزي بيجار قد جاء على لسان زوجته صباح أمس التي أوضحت أنه قد توفي في منزله بمدينة تول التابعة لإقليم مورث موسيل البعيدة عن مدينة نانسي بنحو 25 كلم. وتقلد الجنرال بيجار صاحب 94 عاما مناصب هامة في السلطة الفرنسية أهمها كاتب الدولة لشؤون الدفاع في عام ,1970 كما شغل منصب نائب في البرلمان الفرنسي عن منطقة مورث موسيل. ويعرف بيجار بماضيه سيئ السمعة من خلال الجرائم التي قادها في كل من الهند الصينية، والجزائر التي قام فيها بكل أنواع التعذيب، وأقام كل المخططات في محاولة منه لإيقاف زحف الثورة الجزائرية في طريقها نحو الاستقلال من خلال استهداف رموزها وقادتها الكبار، حيث عرف هذا المجرم بحادثته الشهيرة مع الشهيد العربي بلمهيدي حينما اعتقله نهاية شهر فيفري ,1957 وقام بتعذيبه ليلة الثالث إلى الرابع من مارس .1957 وقد قال السفاح الفرنسي وقتها بعد أن تلقى درسا في البطولة والصبر من قبل العربي بن مهيدي، حينما فشلت كل مخططاته التعذيبية في الحصول على أي اعتراف أو وشاية، رغم قيامه بسلخ جلد وجهه بالكامل، وبعد أن واجه بلمهيدي التعذيب الفرنسي بابتسامة ساخرة قبل موته، ''لو أن لي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم''، كما قام برفع يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له. ويغادر بيجار الحياة دون الاعتراف بما ارتكبه من جرائم ليواصل بذلك السياسة الفرنسية المنتهجة في هذا الإطار والتي ترفض البوح بحقيقة ماضيها الاستعماري، وهذا بالرغم من أن الجنرال الفرنسي بول أوساريس الذي كان يعمل تحت إمرة بيجار قد اعترف عام 2001 أنه هو من قتل العربي بلمهيدي شنقاً بيديه. وكانت عائلة العربي بلمهيدي قد طالبت من خلال أخته ظريفة والمحامي محمد القورصو بضرورة متابعة بيجار وأوساريس في المحافل الدولية جراء تعذيبهما للعربي بن مهيدي، والوقوف وراء اغتياله، إلا أن محاولتهما لم تأت بأي جديد في ظل تمسك الدولة الفرنسية بغلق أي ملف يتحدث عن تاريخها المخزي في الجزائر.