تعيش عائلات تقطن بعمارة في الشطر الثالث من حي بوالصوف بمدينة قسنطينة، حالة من الخوف بسبب تزايد وتيرة التصدعات بالبناية بشكل خطير، فيما شرع مكتب الخبرة والتشخيص التابع لهيئة الرقابة التقنية، في إجراء معاينات ميدانية أرِسل تقرير بشأنها إلى ديوان «أوبيجيي» الذي أكد أن طبيعة التدخل ستُحدد بناء على توصيات الوالي و الوزارة الوصية. العمارة التي تحمل رقم 33- 34 تتألف من 7 طوابق تضم 30 شقة، وهي تابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري «أوبيجيي»، حيث بدأت العائلات تقطنها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي في إطار السكن الاجتماعي. وتعد البناية من أقدم العمارات بحي بوالصوف وتقع في مدخل الشطر الثالث مقابل مسجد «الوحدة»، حيث يمكن ملاحظة تشققات طولية كبيرة على مستوى واجهتها الأمامية، تكاد تفصلها إلى نصفين بسبب تشكّل فراغ بعرض يقارب 6 سنتيمترات، لنكتشف وضعا أكثر خطورة بولوج العمارة، أين وجدنا أن الجدران الداخلية متصدعة وسقطت أجزاء منها، فيما كانت السلالم مهترئة و مائلة، وقد شعرنا بأنها تتحرك تحت أرجلنا، كما لاحظنا أن أغلب أبواب المنازل أصبحت لا تغلق نتيجة انفصالها عن الحائط. التقينا بعدد من سكان العمارة الذين رافقونا إلى غاية الشقق، حيث أكدوا أنهم يشعرون كل ليلة بتحرك البناية، وعند النهوض صباحا يجدون أن حجم التشققات قد زاد. وأخبرتنا ربة عائلة تقطن بالطابق الأخير أنها تعيش كابوسا كلما تهاطلت الأمطار خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، أين تتسرب المياه إلى داخل الغرف، حيث يشعر أفراد العائلة باهتزازات طفيفة ومتتالية بمجرد هبوب الرياح وهو الأمر الذي يزيد من مخاوفهم. ويقول المتضررون بأنهم يترقبون في أية لحظة انهيار العمارات فوق رؤوسهم، مؤكدين أن الوضع زاد تعقيدا على إثر الهزات الأرضية المسجلة بشرق البلاد خلال العامين الأخيرين، و علّق أحد السكان قائلا «نعيش على أعصابنا بسبب الضرر الكبير الذي لحق العمارة وأصبحنا لا ننام خوفا من انهيارها»، قبل أن يضيف «نحن مجبرون على الإقامة تحت أسقفها في ظل أزمة السكن وغياب البديل». ويضيف السكان أن هناك كبارا في السن اضطروا إلى مغادرة الشقق وتوجهوا إلى بيوت أبنائهم إلى حين التوصل لحلول، كما أخبرونا أن التجار الذين كانوا ينشطون تحت البناية غادروا محلاتهم خوفا من تعرضهم لأي خطر. وقد تم قبل نحو 5 سنوات، إخلاء عمارة مماثلة ظهرت عليها نفس التشققات، حيث تقع بالشطر الخامس و تم ترحيل قاطنيها مؤقتا إلى علي منجلي، فيما تكفل ديوان الترقية و التسيير العقاري بعملية الترميم من خلال تعيين مؤسسة عمومية، وهو ما زاد من مخاوف قاطني سكان العمارة 34- 33 و كذلك البنايات المماثلة التي أنجزت في الفترة نفسها، خاصة في ظل مشكلة الانزلاقات التي يشهدها حي بوالصوف، و تشقق العمارات المهجورة بحي «كناب» و التي يخشى السكان المجاورون لها من سقوطها. وأوضح مدير مركز التشخيص والخبرة بقسنطينة، و التابع لهيئة الرقابة التقنية للبناء «سي تي سي»، فرابي الزبير، في لقاء بالنصر، أنه على علم بالحالة التي آلت إليها العمارة 34- 33، و ذكر أن المشكلة محل دراسة، بحيث قامت مصالحه بناء على طلب من ديوان «أوبيجيي»، بتشخيص المنطقة و وُجهت له مراسلة من أجل «اتخاذ الإجراءات المناسبة لإخلاء الموقع مع طلب تكملة ملف تقني»، مضيفا أن الخبرة ما تزال متواصلة وستشمل القيام بخرجات ميدانية، كما استبعد اللجوء إلى الهدم و قال إنه يتم في معظم الحالات القيام بأشغال الدعم و الإصلاح. من جهة أخرى، ذكر مدير ديوان الترقية و التسيير العقاري «أوبيجيي»، عصادي فاضل، في اتصال بنا أمس، أنه لم يطلع بعد على التقرير الذي أعدته هيئة الرقابة التقنية للبناء، مضيفا أنه و بمجرد قراءته، سيتم تحويله إلى والي قسنطينة و وزارة السكن قبل اتخاذ القرار المناسب. و أضاف المسؤول أنه و في حال تبيّن أن العمارة تشكل خطرا على قاطنيها، فسيتم ترحيلهم مؤقتا، فيما تتوقف عمليات الترميم على المبلغ المالي المطلوب الذي يمكن أن يتكفل به «أوبيجيي» إذا كان في حدود إمكانياته، أما في حالة كان المبلغ كبيرا فسيتم البحث عن طرق تمويل من الوزارة الوصية أو مصالح الولاية. لينة دلول