عمارة مهددة بالانهيار في قلب المدينة تعيش عشرات العائلات بعمارة بنهج غمري أحمد لكحل بحي المنظر الجميل بوسط مدينة قسنطينة، في ترقب و خوف مستمرين منذ سنوات طويلة بسبب الحالة التي أل إليها الطابق الأرضي للبناية ما جعلها مهددة بالانهيار، على الرغم من مطالب السكان المتكررة للسلطات بضرورة ترميمها. العمارة التي تقع بقلب مدينة قسنطينة و يعود تاريخ بنائها إلى الحقبة الاستعمارية و بالتحديد لسنة 1958، بدأت جدرانها الواقعة بالطابق السفلي بالتشقق قبل سنوات عديدة، و معها بدأ سكان العمارة بالتحرك في كل الاتجهات من أجل قيام السلطات المحلية بترميم البناية، و حسب ما أفاد به أحد السكان و الذي يملك ملفا يضم كل الرسائل التي وجهت للسلطات و الردود التي تلقوها منهم، فإن أولى المراسلات تعود إلى سنة 1987، تلتها أكثر من 12 مراسلة للجهات المعنية من البلدية و الدائرة و الولاية و الديوان الوطني للترقية و التسيير العقاري، لكن كل هذه الهيئات لم تقم، حسب محدثنا، بأي خطوة من أجل ترميم أو حتى طمأنة السكان، على حد تعبيره ، حيث أكد محدثنا بأن 3 ولاة سابقين تعاقبوا على قسنطينة قاموا جميعهم بزيارة العمارة، لكن هذه الزيارات لم تأت بنتيجة ملموسة. حالة العمارة و خاصة الطابق الأرضي متدهورة جدا، و هو ما تظهره التشققات الكبيرة على الجدران، و التي تبدو على وشك السقوط، و بالأخص مدخل العمارة و بعض الشرفات الواقعة في الطابق الأول، كما أن العمارة تظهر و كأنها في وضعية غير مستقيمة، و هي حالة تعود لسنوات حسب ما أكده بعض القاطنين بها. السكان أكدوا بأن مطالبهم واضحة، حيث شددوا على أن العمارة يجب أن تخضع للترميم و يعاد لها الاعتبار في أقرب وقت، قبل أن تتفاقم وضعيتها أكثر، و ذكروا بأنهم يرفضون تماما هدمها، و ترحيلهم نحو المدينة الجديدة، خاصة أن الدراسة التي قامت بها هيئة الرقابة التقنية للبنايات، و التي أعدت تقريرا مفصلا حول حالة البناية سنة 2010، أكدت فيه أن العمارة قابلة للترميم. و أكد التقرير كذلك بأن الأساسات بحاجة إلى إعادة بناء و دعم بالإسمنت المسلح، إضافة إلى إعادة الاعتبار لنظام تصريف المياه، و كذا ترميم الشرفات و واجهة العمارة، في حين لم يحمل أي إشارة إلى وجود تصدعات و تشققات داخل الشقق 29 التي تضمها البناية، و هو ما وقفنا عليه، حيث بدت لنا الشقق التي دخلناها في حالة جيدة. و قد أبدى السكان تخوفهم من أن يكون مصير بنايتهم، نفس الذي ألت إليه "دار الشعب"، التي كانت تقع في موقع قريب منهم، غير أنه تم هدمها، و هو ما لن يقبلوا به، حسب ما ذكروه لنا.