أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، على أهمية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، " يناير "، والاستمرار في بذل المزيد من الجهود الرامية للتعميم التدريجي لاستعمال اللغة الأمازيغية، باعتبار أن ذلك غذي مرجعيتنا التاريخية وينمي الشعور بانتماءاتنا إلى الأمة الجزائرية الواحدة. وخلال إشرافه بمعية والي ولاية تمنراست، مصطفى قريشي، على انطلاق البرنامج الرسمي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، 2972، تحت شعار» التلاقي... والهوية " من دار الثقافة بتمنراست، أبرز عصاد، أن "الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، يغذي مرجعيتنا التاريخية وينمي الشعور بانتماءاتنا إلى الأمة الجزائرية الواحدة والموحدة"، مبرزا بأن مشاركة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي وحضورها المميز في هذه الاحتفالات، من خلال فرقة الحرس الجمهوري التي أدت السلام الوطني، " دليل آخر على الرابطة المتينة الموجودة بين الجيش الوطني الشعبي وشعبه المتشبع بالوعي الوطني." وعبر المتحدث بالمناسبة عن فخره واعتزازه بتنظيم الاحتفال الرسمي برأس السنة الأمازيغية 2022/2972، "الذي حضي هذه السنة برعاية سامية من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون"، مشيدا في ذات الوقت بالتنسيق "المحكم" بين المحافظة السامية للأمازيغية و وزارة الثقافة والفنون، و ولاية تامنغست، وقال "إن هذه التظاهرة هي ثمرة إسهام مؤسساتي وثمرة لمختلف المجهودات التي تبذلها الدولة لترقية اللغة والثقافة الأمازيغية" مبرزا بأن الهدف من تنظيمها يهدف الى ابراز موروثنا الثقافي. وأشار سي الهاشمي عصاد، بذات المناسبة إلى أن برنامج ذات التظاهرة، يتضمن تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الثانية يوم 12 يناير وسط تفاؤل بالخير بالسنة الجديدة للجزائر التي تستحق – حسبه - أن يكون الجميع في مستوى حبها وخدمتها وذلك من خلال صون ركائز كينونتها ومقومات هوية الأمة التي هي رصيد مشترك بين كل أبناء الشعب الجزائري". من جهته أبرز والي ولاية تمنراست في كلمته، أهمية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2022-2972 تحت شعار» التلاقي... والهوية " من عاصمة الأهقار تامنغست، تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية، "تجسيدا لقيم الحضارة الأمازيغية وتاريخها في إطار الأبعاد والقيم العلمية و الثقافية". وأعرب السيد قريشي عن قناعته بأن" ماضينا الحضاري، يلزم علينا الحفاظ و ضروة التشبث بهويتنا الأمازيغية وكذا مقومات تاريخنا المجيد عبر عصور غابرة، التي ترجمتها نماذج ما خلفه الإنسان الأول على مر حضارات متعاقبة"، مبرزا بأن " الثقافة الأمازيغية لها خصوصيتها لما تحتويه من تنوع ثقافي وحضاري، ولاسيما في بلدان شمال إفريقيا". من جهة أخرى اعتبر السيد الوالي بأن "إن اختيار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لولاية تامنغست من أجل احتضان الاحتفال الرسمي برأس السنة الأمازيغية له أكثر من دلالة، باعتبار أن ما تزخر به ولايتنا من تراث ثقافي وحضاري يترجم حقيقة وعمق هويتنا الأمازيغية، و امتدادها الاجتماعي والثقافي الكبيرين مع شعوب دول الجوار وإفريقيا ، كما يترجم حقيقة التوجه الحكيم للسلطات العليا في البلاد لتعزيز التقارب بين الشعوب". كما نوه من جهة أخرى بالمجهودات المبذولة من طرف المحافظة السامية للأمازيغية، وعلى رأسها أمينها العام، من أجل إنجاح هذه الاحتفالات التاريخية، انطلاقا من تجسيد التوجهات الحكيمة للرئيس لرئيس الجمهورية، في الحفاظ على موروثنا الحضاري الأمازيغي عبر تراب وطننا المفدى." وشهدت مراسم إعطاء إشارة انطلاق الاحتفالات الرسمية بعيد " يناير " إلقاء رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية تمنراست كلمة باللهجة الترقية، فيما قدم الأستاذ محمد حارش الهادي، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الجزائر، مداخلة حول البعد التاريخي والحضاري لعيد "يناير". ودعا بالمناسبة إلى إعادة كتابة التاريخ العام للجزائر، مبرزا أهمية " خلق تراكم معرفي للحصول على الحقائق التاريخية سواء من خلال المخطوطات أو التراث المادي اللامادي ومختلف المصادر والمراجع". وتم بذات المناسبة زيارة الوفد الرسمي للمعارض المقامة بذات المناسبة، في بهو وساحة دار الثقافة، الخاصة بالصناعات التقليدية للمكون الأمازيغي المحلي في بعض الولايات والحلي واللباس التقليدي، إلى جانب معرض للكتاب الأمازيغي يتضمن أهم إصدارات المحافظة السامية للغة الأمازيغية وتلك التي أصدرتها بشراكة مع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، ومعرض للصور والفنون التشكيلية. وتضمن برنامج اليوم الأول عروضا استعراضية لمختلف المشاركين سهرة فنية من تنشيط فرق قادمة من مختلف أنحاء الوطن فيما سيتم اليوم الاثنين تنظيم ملتقى أكاديمي حول السكن التقليدي في الجزائر من العصر القديم إلى القرن الحالي. تجدر الإشارة إلى أن احتفالات أمس بيناير في تمنراست جرت بحضور السلطات المحلية وأساتذة ومختصين وإعلاميين وأعضاء لجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية. وكان الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية قد نشط عشية انطلاق هذه الاحتفالات ندوة صحفية أكد خلالها على أهمية الاستمرار في بذل المزيد من الجهود الرامية للتعميم التدريجي لاستعمال اللغة الأمازيغية، باعتبار أن ذلك يغذي مرجعيتنا التاريخية وينمي الشعور بانتماءاتنا إلى الأمة الجزائرية الواحدة الموحدة. وشدد عصاد بالمناسبة على ضرورة تفعيل وتحيين الاتفاقيات التي أمضتها هيئته مع العديد من القطاعات والدوائر الوزارية من أجل ترقية استعمال اللغة الأمازيغية، ومواصلة تعميم تدريسها في مختلف الأطوار التعليمية عبر الوطن، مشيرا إلى أنه من ثمار دسترة اللغة الأمازيغية وتوسيع استعمالها والتدريس به ، "فإن لدينا- كما قال - 3750 أستاذ لغة أمازيغية مرسّم و 150 صحفي مؤهل يمارس عمله باللغة الأمازيغية". وكشف في ذات السياق عن عديد الإصدارات التي تم إنجازها سيما القواميس للمساعدة على تعميم استعمال هذه اللغة الوطنية وتوحيد مصطلحاتها بين مختلف المكونات، فضلا عن إطلاق منصة رقمية لفائدة الصحفيين".