يرى الدولي السابق منصور بوتابوت، أن منتخب الكاميرون الحالي في المتناول، وبإمكان رفاق القائد رياض محرز تجاوزه في مباراة الدور الفاصل، مضيفا في حوار مع النصر، بأنه لا يعترف بشيء اسمه الشبح الأسود، بقدر ما يؤمن بما يتم تقديمه فوق أرضية الميدان، كما تحدث بوتابوت الذي سبق له مواجهة الكاميرون في "كان" تونس 2004 عن نقاط قوة وضعف أشبال المدرب أنطونيو كونسيساو. *ما رأيك في قرعة الدور الفاصل التي أوقعتنا في مواجهة منتخب الكاميرون ؟ تابعت الكثير من الآراء، بخصوص نتائج القرعة، وهناك من ندب حظه لوقوعنا مع منتخب الكاميرون، كونه الأقوى من بين المنتخبات المنتمية إلى المستوى الثاني، وهو ما لا أشاطرهم فيه الرأي، على اعتبار أنه لا توجد قرعة رحيمة في هذا المستوى، وكل المنتخبات المتأهلة إلى المرحلة الأخيرة ستقدم كل ما تملك، في سبيل اقتطاع بطاقة التأهل إلى مونديال قطر، وهنا أعود بكم لما يحدث في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث قدمت المنتخبات المصنفة في خانة "الصغيرة" مستويات كبيرة جدا أحرجت بها "كبار" القارة، وما جرى لنا أحسن مثال. ننتظر مشاركة استثنائية في المونديال... فلا تخيبونا * كيف ترى حظوظ الخضر في تجاوز عقبة "الأسود غير المروضة" ؟ علينا طي صفة الإخفاق المسجل في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، والتطلع لما هو قادم، وأنا على يقين بأن الناخب الوطني جمال بلماضي سيجد حلولا مستعجلة، خاصة وأن موعد مباراتي الدور الفاصل على الأبواب، علينا أن لا نفكر سوى في التأهل، كوننا لا نملك خيارا آخر، إذا ما أردنا استعادة الثقة، وأرى بأن بطاقة العبور لمحفل قطر مرتبطة أكثر بلقاء الإياب، الذي سيلعب بميداننا وأمام أنظار جماهيرنا التي سيكون لها دور بارز في قيادة المجموعة لتخطي عقبة الأسود، ولكن قبل ذلك علينا العودة بنتيجة طيبة من سفرية الكاميرون، كما كان الحال في تنقل واغادوغو في سنة 2013، حيث انهزمنا بنتيجة 3/2، ما جعلنا نكتفي بهدف وحيد في لقاء العودة بتشاكر قادنا لمونديال البرازيل. *بماذا تنصح الناخب الوطني في هذه الفترة العصيبة ؟ بحكم معرفتي الجيدة بجمال بلماضي، فهو لا يحتاج مني أو من أي شخص آخر النصيحة، كونه سيعيد مراجعة حساباته، وسيحاول إيجاد مكمن الخلل، على أمل إيجاد الوصفة المناسبة القادرة على قيادته لنهائيات كأس العالم المقبلة، أنا واثق من أنه جد متأثر بالإقصاء المبكر، كونه لا يحب الخسارة في مباريات ما بين الأحياء، فما بالك كمدرب للمنتخب الوطني الذي لطالما كان يحظى بمكانة خاصة لديه، أنا متضامن معه وأدعمه، وواثق من مقدرته على تخطي هذه الفترة العصيبة. أرهقنا الكاميرونيين في تونس رغم قوتهم ونجومهم *بصراحة، ما رأيك في منتخب الكاميرون المتأهل للدور ربع النهائي ؟ مأموريتنا لن تكون سهلة أمام منتخب الكاميرون، في ظل الوضعية النفسية الصعبة التي تمر بها التشكيلة، عقب الخيبة الأخيرة، ولو أنني واثق من مقدرة بلماضي على التعامل مع هذه المعطيات، خاصة مع الخبرة الكبيرة التي اكتسبها كمدرب، كما أن الأخير على دراية بأن ما بناه على مدار آخر 3 سنوات مرتبط بالتأهل إلى المونديال المقبل،...أرى أن الحظوظ متكافئة مع أفضلية نسبية للخضر، باعتبار أن لقاء الإياب مقرر بالجزائر، ولذلك علينا التعامل مع المباراتين بحذر كبير، وعدم تكرار الأخطاء السابقة، التي قد تكلفنا غاليا. جزر القمر كشفت عيوب الأسود الجموحة *من الناحية الفنية، هل منتخب الكاميرون مخيف كما تحاول بعض الأطراف تصويره؟ علينا أن نعترف بأن الكاميرون تمتلك منتخبا جيدا يضم في صفوفه لاعبين متميزين، خاصة أولئك الذين ينشطون بأفضل الفرق الأوروبية، على غرار لاعب ليون الفرنسي إيكامبي، دون نسيان إينغيسا الذي أبهرني بما كان يقدمه مع نادي فياريال الإسباني، ولئن كنت غير مقتنع بما قدموه في الكان الحالية، حيث وجدوا متاعب كبيرة في كل مبارياتهم، وحتى تلك التي كانت يعتبرونها بالسهلة، على غرار لقاء جزر القمر، المنتخب الصغير الذي أحرجهم وكشف عيوبهم، رغم دخولهم اللقاء دون حارس مرمى، وتلقي أحد لاعبيهم لبطاقة حمراء في بداية المواجهة، ورغم ذلك وجدت "الأسود" صعوبات بالجملة في اقتطاع تأشيرة التأهل للدور ربع النهائي، في انتظار مواصلة المغامرة، على اعتبار الكاميرون عازمة على الظفر بالكأس القارية، خاصة وأنها تحظى بكل الدعم، سواء التحكيمي أو التنظيمي. بلماضي لا يحتاج نصيحة وصدمة دوالا ستجعله أكثر قوة *بماذا تريد ختم الحوار ؟ كرة القدم لا تعترف بأي منطق، وأنا ضد من يقول أن القرعة لم تكن رحيمة بنا، لا لشيء سوى لأن منتخب الكاميرون يعد شبحنا الأسود، بحكم أنه لم يسبق لنا الفوز عليه في أي لقاء رسمي، أنا أتذكر مباراتنا أمام الأسود الجموحة في "كان" 2004 بتونس، حيث كانوا يتفوقون علينا بكثير من حيث الأسماء، غير أننا قدمنا مباراة قوية أمام إيتو ورفاقه، وكنا قادرين على الفوز بالمباراة، لولا الحظ الذي عاندنا في بعض الفرص، على العموم منتخب الكاميرون الذي أرهقناه في 2004، رغم أنه كان يضم كتيبة من النجوم، على غرار إيتو وسونغ ومبوما وجيريمي أفضل بكثير من النسخة الحالية للمنتخب، وبالتالي أرى أن محرز ورفاقه قادرون على التأهل وإسعاد الجزائريين من جديد، خاصة وأن الجميع في انتظار مشاركة تاريخية في مونديال قطر، الذي سيكون دون شك استثنائيا على كل المستويات.