باشرت الجمعيات الخيرية إلى جانب الهلال الأحمر الجزائري وأئمة المساجد التحضير للحملة التضامنية لفائدة الأسر التي تواجه ظروفا اجتماعية صعبة، وقاطني المناطق المعزولة والحدودية، بهدف تمكينها من قضاء الشهر الفضيل في أحسن الظروف. انطلقت العملية التضامنية الخاصة بشهر رمضان بشكل مبكر على مستوى عديد المساجد خلافا للسنوات ماضية، عبر توجيه النداءات للمحسنين والخيرين ورجال الأعمال للمساهمة في رفع الغبن عن الأسر المحتاجة والفقيرة، والعائلات المتضررة من جائحة كورونا، من أجل المساهمة في حشد الإعانات والمساعدات الإنسانية من مواد غذائية وألبسة لتعميم فرحة استقبال الشهر الفضيل على كافة العائلات. فقد عجلت الظروف الاقتصادية الصعبة التي سببتها الوضعية الصحية وما ترتب عنها من توقف لعديد الأنشطة التي كان يقتات عليها العمال اليوميون، في إطلاق الحملات التضامنية الخاصة بشهر رمضان، بعد أن كان جمع الإعانات من مواد غذائية وألبسة وأفرشة ومختلف المستلزمات التي تحتاجها الأسر يتم عادة مع بداية شهر شعبان. إذ يجري هذه الأيام على مستوى عديد المساجد بالتنسيق مع لجان الأحياء وشيوخ الزوايا ولجان الهلال الأحمر الجزائري، التحضير لقفة رمضان، عبر جمع المساعدات وإعداد قوائم الأسر المحتاجة وفق شروط محددة، حتى تذهب الإعانات إلى مستحقيها، إلى جانب القيام بتحقيقات مسبقة حول الوضعية الاجتماعية لطالبي المساعدات. وأفاد في هذا السياق رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي «للنصر» بأن الأئمة لا يفوتون الفرصة لمناشدة القلوب الرحيمة والخيرة للإسهام في إنجاح الهبة التضامنية، كما يعملون بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني ومختلف الفعاليات للإعداد لشهر رمضان، للتخفيف من التداعيات الاقتصادية للجائحة على الأسر محدودة الدخل، والتي لا تملك أي مورد مالي. ونفى المتدخل تأثير الجائحة على إنجاح الهبة التضامنية، لأن الجميع تعود عليها ويتعايش معها بصورة جد عادية، لكنه اعترف بصعوبة تنفيذ المهمة هذا الموسم بسبب طبيعة الظرف العام، وتأثر مختلف القطاعات بالوضعية الوبائية، لا سيما المؤسسات الاقتصادية، لكنه توقع إقبالا من الخيرين لمؤازرة ومساعدة الفئات الهشة مع اقتراب شهر رمضان. وأفادت من جهتها رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس بأن اتساع قائمة الأسر التي تحتاج إلى المساعدات والإعانات بسبب الظرف الصحي، أضحى يفرض على متطوعي هذه الهيئة ولجانها المحلية بذل مزيد من الجهود لتلبية أكبر قدر من طلبات الإعانة التي تصل مكاتب الهلال الأحمر، الذي قرر في سنة 2014 التخلي التام عن مساعدات الدولة، والتركيز على العمل الميداني لجمع الإعانات والتبرعات من عند المحسنين. وأكدت المتدخلة في تصريح «للنصر» حيازة الهلال الأحمر الجزائري على قوائم مضبوطة للأسر المحتاجة، تقطن الكثير منها في النقاط الحدودية والمناطق النائية، ونظرا لعدم حيازة معظمها على بطاقة التعريف الوطنية وحسابات جارية، يقوم الهلال الأحمر بمنحها مساعدات إنسانية من مؤونة وألبسة وأفرشة وحفاظات، حتى تشمل الحملة الفئات الهشة حيثما وجدت. وينتظر أن تصل مناطق أقصى الجنوب من بينها عين قزام وإليزي وتمنراست قافلة تضامنية محملة بشتى أنواع المساعدات، ستخص أيضا مناطق الهضاب، تطبيقا لاستراتيجية الهلال الأحمر الجزائري القائمة على منح الأولوية للمناطق المعزولة والبعيدة. ووجهت من جانبها قيادة الهلال الأحمر الجزائري على غرار أئمة المساجد، نداء للميسورين ورجال الأعمال والتجار للانضمام إلى الهبة التضامنية التي يجري التحضير لها، بهدف توسيع الاستفادة من الإعانات التي يجري حشدها إلى أكبر عدد من الأسر، بالتنسيق مع الأعيان ولجان الأحياء والأئمة. وبحسب السيدة بن حبيلس فإن الأزمة الصحية وسعت قائمة المعوزين التي يتعامل معها الهلال الأحمر سنويا، لذلك فإن تلبية كافة الطلبات أضحى مهمة غير سهلة تحتاج إلى مضاعفة العمل والتعاون لدعم جهود الدولة التي تستهدف الفئات الهشة، في إطار تطبيق السياسة الاجتماعية.