تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة الثانية زوال اليوم، صوب ملعب حمّام عمار بخنشلة، الذي سيكون مسرحا لقمة الموسم، والتي قد تكون نتيجتها حاسمة في هوية بطل مجموعة "وسط - شرق"، لأنها ستضع الرائد الحالي شباب برج منايل ووصيفه اتحاد خنشلة وجها لوجه، في مقابلة بطابع "النهائي"، في حين ستكون كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن، على اعتبار أن الصراع من أجل تفادي التذكرتين المتبقيتين على متن قطار النزول، متواصل بين 8 أندية والجولة 25 تتضمن قمتين واعدتين بالعلمة و ورقلة . قمة الموسم، بخنشلة ستجرى بحسابات مكشوفة، لأن أهل الدار لا يملكون أي خيار سوى توظيف ورقتي الأرض والجمهور، بحثا عن فوز يسمح لهم باستعادة مشعل القيادة، التي كانوا قد تنازلوا عنها قبل أسبوع، وبالمرة مد خطوة عملاقة نحو منصة التتويج، خاصة وأن الاتحاد لم ينهزم سوى مرة واحدة منذ انطلاق الموسم، كانت بسكيكدة في الجولة الثامنة، والنجاح في مواصلة المشوار بنفس "الديناميكية" سيعبّد طريقه نحو الصدارة، لأن الخروج من مباراة اليوم بكامل الزاد سيشفع له بتنفيذ مخطط انقلابي، وذلك بإرغام الضيف شباب برج منايل على التنازل عن كرسي الريادة، وبالتالي إذاقة أبناء "الكوكليكو" مرارة الهزيمة لأول مرة منذ الجولة الخامسة، لأن الشباب يجيد التفاوض في سفرياته، لكن الرحلة إلى خنشلة تبقى "استثنائية"، لأنها ستضع طرفي معادلة الصعود وجها لوجه، مع حيازة "الخناشلة" على أفضلية العوامل الكلاسيكية، في مواجهة من المرتقب أن تجرى أمام مدرجات مكتظة عن آخرها وبشبابيك مغلقة، مادامت نقاطها "مفصلية" في حسابات اللقب، بصرف النظر عن أنها تضع الاتحاد الذي يمتلك أقوى خط هجوم، بمجموع 42 هدفا أمام أقوى دفاع، لأن شباك الشباب لم تهز سوى 13 مرة. إلى ذلك، فإن هذه الجولة تعد حاسمة في حسابات تفادي السقوط، خاصة وأن الرؤية مازالت غامضة، بخصوص الثنائي الذي سيرافق أهلي البرج واتحاد الأخضرية إلى قسم ما بين الرابطات، والوضعية الراهنة مرشحة للتأزم أكثر، سيما وأن مولودية العلمة ستخوض مباراة الموسم، عند استقبال مولودية بجاية، في قمة لا تملك فيها "البابية" أي خيار سوى الظفر بالنقاط الثلاث من أجل التمسك بحظوظها في البقاء، وتأكيد الانتفاضة المسجلة في الجولات الأخيرة، على اعتبار أنها لم تنهزم في آخر 6 جولات، ولو أن المأمورية صعبة للغاية أمام ضيف يسعى بدوره للخروج من دائرة الحسابات، كما أن "الموب" تحوز على الرقم القياسي من حيث التعادلات، بخروجها بنقطة من ثلثي عدد اللقاءات التي لعبتها، والهزيمة في العلمة ستضع الفريقين جنبا إلى جنب، بصرف النظر عن إمكانية إلتحاق شبيبة بجاية بطرفي هذه القمة، لأن الشبيبة تتواجد في أفضل رواق لتدعيم الرصيد بثلاث نقاط إضافية، مادام الضيف اتحاد عنابة قد انهار كلية، ودخل في عطلة مبكرة. وفي سياق متصل، فإن مولودية قسنطينة مهددة بمواصلة الغوص نحو مربع النزول، لأن السفرية إلى ورقلة تضعها أمام واحد من أصعب الاختبارات في المنعرج الأخير من السباق، في ظل حاجة أهل الدار للنقاط من أجل الخروج نهائيا من المنطقة الحمراء، الأمر الذي قد يكلف الموك الاقتراب أكثر من عتبة السقوط. إلى ذلك، فإن حمراء عنابة تراهن على ورقة الأرض، بحثا عن انتصار يسمح لها بالحصول على جرعة أوكسجين، بعد التراجع الرهيب للفريق، واكتفائه بنقطة وحيدة في آخر 4 جولات، والأمر ذاته ينطبق على جمعية عين مليلة، التي ستكون على موعد مع "ديربي" أحادي الأهمية، عند استضافة اتحاد الشاوية، مع بحث "لاصام" عن فوز ضمان البقاء، بينما ستشد شبيبة سكيكدة الرحال إلى البرج لملاقاة الأهلي المحلي، في لقاء يبقى لزاما فيها على الضيوف،و تجنب الهزيمة للتمسك بحظوظهم في النجاة.