توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة 17 للرابطة الوطنية هواة، بإمكانية حدوث تغيير في وضعية معادلة الصعود، في ظل تواجد أغلب الطامحين للعب في حظيرة الاحتراف على صفيح ساخن، انطلاقا من الرائد شباب برج منايل، المجبر على القيام بثلاث سفريات على التوالي، مرورا بالوصيف اتحاد عنابة، الذي سيحط الرحال بباتنة في قمة واعدة، وصولا إلى اتحاد خنشلة، الذي سيكون على موعد مع "ديربي" واعد بعين مليلة. أنظار المتتبعين، ستكون مشدودة صوب ملعب الوحدة المغاربية ببجاية، أين سيكون شباب برج منايل على المحك، بنزوله في ضيافة الموب، في مباراة تكتسي نتيجتها أهمية بالغة في حسابات الصعود والسقوط، في ظل تواجد الفريقين على طرفي نقيض، لأن الزوار يسعون لمواصلة التألق، بتفادي الهزيمة للمباراة 13 تواليا، وبالمرة الخروج من أخطر منعرج بسلام، رغم أنهم مطمئنون على كرسي الريادة لجولة أخرى على الأقل، بالنظر إلى هامش المناورة الذي يحوزونه، لكن المهمة تبدو للوهلة الأولى في غاية الصعوبة، بحكم أن "الموب" تتواجد على مشارف منطقة الجاذبية، وتبقى بحاجة ماسة إلى المزيد من النقاط للإبتعاد نهائيا عن دائرة الحسابات، رغم أنها تبقى مختصة في التعادلات داخل وخارج الديار، وضيف هذه الظهيرة يبقى استثنائيا، لأن أبناء "الكوكليكو" يراهنون على النقاط الثلاث لإثراء حظوظهم في الصعود، سيما وأنهم تعودوا على حسن التفاوض في السفريات، بعد نجاحهم في إحراز 5 انتصارات بعيدا عن قواعدهم. من جهته، سيكون اتحاد عنابة على المحك، لأن الرحلة إلى باتنة ليست محمودة العواقب، في ظل تمسك "الكاب" ببصيص الأمل في قلب الطاولة، وخطف تذكرة الصعود في المنعرجات الأخيرة، وعليه فإنه يراهن على ورقة الأرض في هذه القمة التقليدية بحثا عن نقاط يدعم بها رصيده، بينما يبقى لزاما على "الطلبة" التمرد على المنطق، والعودة بنقطة على الأقل، ولو أنها لن تكون كافية في حال نجاح الرائد في العودة بفوز من بجاية، لأن التأخر بأربع خطوات عن قائد القافلة يضع كوكبة الملاحقة أمام حتمية تحقيق انتصارات لتقليص الفارق. ما قيل عن الرائد ووصيفه، ينطبق أيضا على ثالث أطراف معادلة الصعود، اتحاد خنشلة، المجبر بدوره على الدفاع عن حظوظه ، والرحلة إلى عين مليلة محفوفة بالمخاطر، لأن "لاصام" مازال بحاجة إلى بعض النقاط للإطمئنان على مكانتها في هذا القسم، وبالتالي الخروج نهائيا من دائرة الحسابات، بينما سيخوض "الخناشلة" هذا "الديربي" تحت ضغط النتيجة، لأن وضعيتهم ضمن كوكبة المطاردة تحتم عليهم الانتفاضة، والبحث عن النقاط الثلاث، على أمل النجاح في تقليص الفارق عن الرائد. إلى ذلك، فإن نادي التلاغمة يتواجد في طريق مفتوح لتعزيز رصيده، وتمرير الاسفنجة على تعثره الأخير بعنابة، خاصة وأنه سيستقبل شبيبة سكيكدة، التي تتخبط في أزمة، طفت على السطح من جديد بعد عودة إشكالية مستحقات اللاعبين إلى الواجهة. باقي اللقاءات، تكتسي أهمية بالغة في حسابات السقوط، لأن شبح التدحرج إلى قسم ما بين الرابطات يهدد أزيد من ثلثي التركيبة الإجمالية للمجموعة، بالنظر إلى الفارق الضئيل الذي يفصل أول المهددين بصاحب الصف السادس، ورزنامة جولة اليوم تتضمن مواجهات مباشرة بين بعض الأندية المعنية بحسابات السقوط، كما هو الحال بالنسبة للقمة التي ستجمع حمراء عنابة بشبيبة بجاية، والتي تسعى من خلالها "الحمراء" إلى العودة مجددا إلى سكة الانتصارات، وبالتالي تعقيد من وضعية الزوار ضمن منطقة الخطر، بينما ستعلب مولودية العلمة فرصة الحظ الأخير عندما تستضيف اتحاد ورقلة، وأي مكسب دون النقاط الثلاث سيلحق "البابية" بالثنائي أهلي البرج وإتحاد الأخضرية على متن قطار النزول، في حين ستكون مولودية قسنطينة أمام اختبار تأكيد "الصحوة" في قمة كلاسيكية بأم البواقي، لأن "الموك" لم تنهزم في آخر 7 مقابلات، ومع ذلك فإنها مازالت تتواجد على مشارف منطقة الجاذبية، بينما يبحث اتحاد الشاوية عن فوز يسمح له بمد خطوة عملاقة نحو بر الأمان.