حقق فريق جمعية الخروب أمس، الأهم بفوزه في خنشلة على حساب نجم تازوقاغت بثنائية نظيفة، لأن هذا الانتصار رسم عودة "لايسكا" إلى الرابطة الثانية، بعد موسم كسب فيه "الخروبية" الرهان في آخر منعرج من السباق، باستعادة الريادة قبل جولتين من النهاية، فكان التتويج في آخر منعرج. المقابلة سارت على وقع انطلاقة جد حذرة من الجانبين، مع التزام عناصر النجم الحيطة في الدفاع، وذلك بسد المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس ميلود، الأمر الذي جعل الدقائق الأولى لا تشهد فرصا تستحق الذكر. أولى الفرص كانت قد أتيحت للزوار، الذين خرجوا من قوقعتهم بعد انقضاء ربع الساعة الأول، وقد كانت كرة افتتاح باب التسجيل بأرجل صابوني، الذي استغل تمريرة ايديو في العمق، ليتخلص من المراقبة، وينفرد بالحارس ميلود، إلا أنه فشل في الوصول إلى المبتغى، بعد أن تصدى حارس النجم لتسديدته. توجه "لايسكا" صوب الهجوم قابله أهل الدار بتكتل دفاعي، والاعتماد على المرتدات الهجومية، والتي كاد على اثر إحداها دقيش أن يهز الشباك في الدقيقة 24 لولا يقظة الحارس حلاسة. مع مرور الدقائق اتضحت بصورة جلية النزعة الهجومية للزوار، لكن الارتباك النفسي حال دون تجسيد الفرص المتاحة إلى هدف السبق، وقد كانت أخطر فرصة تلك التي صنعها صابوني في الدقيقة 34، ووجدت الحارس ميلود بالمرصاد لها، ليطلق الحكم الدولي عراب صافرة نهاية الشوط الأول دون فائز. المرحلة الثانية عرفت تكثيف الزوار من عملهم الهجومي، مع تراجع عناصر النجم إلى الدفاع، مما جعل اللقاء يسير في اتجاه واحد على وقع سيطرة مطلقة للضيوف، وقد أتيحت لملوك فرصة تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 54، إلا أن الحارس ميلود تصدى ببراعة، ليتكرر نفس السيناريو بعد دقيقتين، لما سدد رحيم من داخل منطقة العمليات، غير أن ميلود كان نجم هذه الفترة دون منازع، بتألقه في إخراج الكرة إلى الركنية. صمود النجم وحارسه ميلود رفيق، رفع من درجة الضغط المفروض على "الخروبية"، ليتواصل "السوسبانس" إلى غاية الدقيقة 63، لينجح ملوك في الوصول إلى المبتغى، وهز الشباك بتسديدة من داخل منطقة العمليات، بعد تلقيه تمريرة على طبق من كنون. هذا الهدف فجر فرحة عارمة في معسكر "لايسكا"، لأنه خلص رماش ورفاقه من ضغط نفسي رهيب، بينما انهارت تشكيلة المحليين بدنيا ومعنويا، مما جعل الدقائق المتبقية تسير في اتجاه واحد على وقع سيطرة "خروبية"، وقد تم إقحام خابية كورقة إضافية في الهجوم، ليتمكن من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 70، عن طريق نفس اللاعب، الذي استغل تمريرة رحيم، ليتخلص من الرقابة على مستوى الجهة اليمنى، ويسكن الكرة في الشباك بتسديدة قوية. هذه النتيجة حسمت في أمر الصعود، وقضت على آمال نجم تازوقاغت في العودة في النتيجة، مما الأجواء الاحتفالية تطغى على الدقائق الأخيرة، إلى حين إطلاق الحكم عراب صافرة النهاية، والتي كانت بمثابة إشارة انطلاق الأفراح في الخروب، احتفالا بالعودة إلى الرابطة الثانية