سارت امتحانات شهادة التعليم المتوسط في يومها الثاني أمس في أجواء هادئة وتنظيم محكم على مستوى مختلف مراكز الإجراء، دون أن تتخللها تجاوزات أو حالات غش، مما سمح للمترشحين بالتركيز مع المواضيع التي كانت في المتناول، خالية من الأخطاء ومن أي لبس. واصل أزيد من 740 ألف مترشح لنيل شهادة التعليم المتوسط أمس اجتياز ما تبقى من امتحانات في ظروف حسنة، ساهمت في توفيرها مختلف الهيئات المعنية بتأطير هذه المحطات البيداغوجية الهامة، واستهل التلاميذ الفترة الصباحية بإجراء الامتحان في مادة الرياضيات، وسط إجماع على سهولة الموضوع، في حين اشتكى البعض من صعوبة الوضعية الإدماجية. وأكد العديد من المترشحين بأن مستوى الأداء في امتحان الرياضيات التي تعد من بين المواد الأساسية كان مرضيا، آملين في تحقيق أحسن المعدلات، استعدادا لاختيار أفضل الشعب عند الانتقال إلى الطور الثانوي، وأكدوا أن الشعور بالخوف والقلق قبل انطلاق هذه الامتحانات، كان مجرد مخاوف لم يجدوا ما يبررها على أرض الواقع، لا سيما بالنسبة للتلاميذ الذين حضروا جيدا لهذا الموعد. كما اتفق مجمل الممتحنين على سهولة موضوع اللغة الإنجليزية، الذي كان بدوره في المتناول، مؤكدين أن الأسئلة تمحورت حول ما درسوه خلال السنة مع أساتذة المادة، وغادر أغلب التلاميذ مراكز الإجراء عقب انقضاء الفترة الصباحية والأمل يحدوهم لاستكمال ما تبقى من الامتحانات في نفس المستوى من الأداء. وساهم التأطير الجيد لهذه الامتحانات الرسمية، وكذا المرافقة التي يحظى بها المترشحون من قبل القائمين على مراكز الإجراء في إنجاح هذه الدورة التي تنقضي آخر مراحلها اليوم، لا سيما وأن الكثير من المراكز وفرت وجبات للمترشحين القادمين من مناطق بعيدة، بفضل التنسيق مع السلطات المحلية، إلى جانب مساهمة الجمعيات الناشطة في المجال. ويشمل الجانب التنظيمي لامتحانات شهادة التعليم المتوسط أيضا تنظيم حركة المرور عبر الطرقات والمحاور المؤدية إلى مراكز الإجراء، بفضل المخطط الأمني الذي تم وضعه من قبل السلطات المعنية، والرامي إلى ضمان انسيابية الحركة عبر الطرقات، وتفادي الازدحام، خاصة وقت دخول وخروج الممتحنين من مراكز الإجراء. وحرص كثير من الأولياء من جهتهم، على اصطحاب أبنائهم صباحا ومساء إلى مراكز الامتحان، لرفع معنوياتهم وتشجيعهم على بذل أقصى جهودهم لتحقيق النجاح عن جدارة واستحقاق، وكذا من أجل تقديم النصح والإرشاد لهم، باحترام الإجراءات التنظيمية داخل مراكز الإجراء، والتركيز في الموضوع لفهم محتواه، وتفادي اللجوء إلى الغش الذي يؤدي إلى الإقصاء والرسوب. ولم تختلف انطباعات غالبية المترشحين بعد اجتياز مادتي التاريخ والجغرافيا في الفترة المسائية عما شعروا به من ارتياح واطمئنان عقب انتهاء الفترة الصباحية، فقد سار الامتحانان في نفس الظروف التنظيمية، وكانت بدورها الأسئلة في المتناول ومستنبطة من المقرر الدراسي، لا سيما وأن جل التلاميذ أكدوا على إنهاء البرنامج قبل انقضاء الموسم الدراسي، مما ساعدهم على التحضير الجيد لشهادة التعليم المتوسط، بمرافقة من الأساتذة والأولياء. كما خصت وزارة التربية الوطنية مؤطري مراكز الإجراء بالتكفل التام، من خلال توفير الظروف المناسبة لأداء مهامهم على أكمل وجه، فقد حرصت مختلف مراكز الإجراء على توزيع الوجبات الغذائية على المكلفين بالحراسة والإشراف على سير الامتحانات، تم تحديد قيمتها هذه السنة بما لا يقل عن 400 دج للوجبة، بهدف تحسين ظروف العمل، وإنجاح الامتحانات الرسمية التي ترصد لها الدولة سنويا ميزانية هامة. ولم يتم تسجيل عمليات غش أو تسريب للمواضيع أو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قصد التشويش على الممتحنين، منذ انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط، فقد غابت كافة هذه الممارسات غير القانونية عن دورة جوان 2022، التي يمكن وصفها بالناجحة من حيث التأطير والتنظيم، في انتظار إنهاء آخر ما تبقى من الامتحانات اليوم. ويجتاز المترشحون في اليوم الثالث لشهادة التعليم المتوسط الامتحان في اللغة الفرنسية والعلوم الطبيعية في الفترة الصباحية، واللغة الأمازيغية مساء بالنسبة للمعنيين بها.