في دورة "عادية" كانت "ساخنة" في "الكواليس"

ترسيم استقالة عمارة من رئاسة الفاف بعد الحصول على - التبرئة -
وافق أول أمس، أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الجزائري لكرة القدم بالأغلبية الساحقة، على استقالة شرف الدين عمارة من رئاسة الفاف، مع حل المكتب الفيدرالي بصفة رسمية، عقب قبول انسحاب 6 من أعضاء الهيئة التنفيذية، في إجراء أفضى «الشرعية» على مخطط خروج عمارة وطاقمه من مبنى دالي إبراهيم، بعد تعليق النشاط، وتوقف العهدة عند 426 يوما، آخر 76 يوما منها كانت على وقع صراعات «قانونية» بين الأعضاء، وضعت شرعية الفاف على المحك، لتكون استقالة عمارة أمام الجمعية العامة، بمثابة نقطة النهاية لهذا المسلسل، بعد حصوله على شهادة «التبرئة» الرياضية.
الجمعية العامة والتي انعقدت بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام بعين البنيان عرفت حضور 85 عضوا من أصل 97 مسجلا، وكان من بين الحضور 80 عضوا يحوزون على حق التصويت، مقابل تواجد 5 أعضاء بصفة ملاحظ فقط، مع تواجد رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية عبد الرزاق حماد على المنصة كضيف شرف، وقد كانت أشغالها مسبوقة بأجواء مشحونة، انطلاقا من قضية منع رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي من المشاركة، بسبب تواجده تحت طائلة عقوبة صادرة عن لجنة الانضباط للرابطة المحترفة، وما انجر عن ذلك من ردود فعل «عنيفة» قام بها المعني، مرورا بقرار حرمان العديد من الأندية الناشطة حاليا في الرابطة الثانية من الدخول، بداعي فقدان صفة العضوية في الجمعية للفاف، إثر تجريد النوادي المعنية بصورة أوتوماتيكية من قبعة «الاحتراف»، وصولا إلى الملاسنات الكلامية «الساخنة» التي كانت داخل القاعة قبل بداية الأشغال بين عضو المكتب الفيدرالي «المحّل» عمار بهلول ورئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار.
خرجات «ساخنة» لزرواطي ومدوار وبهلول ينشران الغسيل
صنع رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي الحدث بالخرجات التي قام بها عند تواجده أول أمس، بالمدرسة العليا للفندقة، لأنه لم يتقبّل إطلاقا قرار منعه من دخول القاعة، وقد تهجم على رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، أثناء تواجد الرجلين على مستوى الجناح المخصص لتسليم الاعتمادات لأعضاء الجمعية العامة، حيث وجّه زرواطي جملة من الاتهامات لمدوار، واعتبره المتسبب الرئيسي في قرار منعه من المشاركة في أشغال هذه الدورة، على خلفية العقوبة التي سلطتها عليه لجنة الانضباط في جانفي المنصرم، ولو أن رئيس الرابطة لم يتقبل الاتهامات العلنية الموجهة إليه، ورد على زرواطي بعنف، مما استدعى تدخل بعض الحاضرين لتهدئة الأوضاع.
غليان زرواطي تواصل ليمتدّ إلى نائب رئيس لجنة التحكيم محمد بيشاري، حيث هاجمه مباشرة بوابل من التهم، وحملّه كامل المسؤولية في حرمان شبيبة الساورة من المركز الثاني في الترتيب، وبالتالي قطع الطريق أمام الفريق للمشاركة في منافسة دوري الأبطال، والاكتفاء بالظهور مجددا في كأس الكاف، ولو أن بيشاري التزم الصمت وتفادى الدخول في مناوشات كلامية مع زرواطي.
سخط رئيس شبيبة الساورة على قرار منعه من المشاركة في أشغال الجمعية العامة، بلغ الذروة عند انتهاء الدورة، حيث استغل فرصة خروج الأمين العام للفاف منير دبيشي من القاعة، ليدخل معه في شجار «كلامي» ساخن، كاد أن يأخذ أبعادا مغايرة، لأن زرواطي هاجم دبيشي باهتمامات خطيرة، لكن الأمين العام للاتحادية رد على ذلك وتوّعد زرواطي، وقد كادت الأوضاع أن تصل عتبة التشاجر لولا تدخل مجموعة من أعضاء الجمعية العامة.
إلى ذلك، فإن هذه الدورة كانت مسبوقة بمحطة لنشر الغسيل بين رئيس عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول ورئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، حيث تفجر شجار كلامي بين الطرفين عند الدخول إلى القاعة، على اعتبار أن مدوار لم يتقبل تداول إسمه من طرف بهلول في «الكواليس»، على أساس أنه اتصل برؤساء أندية الرابطة المحترفة، وطلب منهم المصادقة على التقريرين المالي والأدبي لعمارة، ليدخل في شجار مع رئيس رابطة عنابة الجهوية، وبلغ درجة تراشق الرجلين بوابل من التهم والنعوت، مما استوجب تدخل بعض الأعضاء لتهدئة الأوضاع داخل القاعة.
دبيشي يُبطل مخطط التشكيك في شرعية الدورة
الأجواء المشحونة التي سبقت الدورة، كانت بمثابة مؤشر أولي على أن الأمور لم تكن على ما يرام في «الكواليس»، بوجود جناح «معارض»، كان قد رسم مخططا يرمي إلى رفض الحصيلتين المالية والأدبية، وبالتالي إرغام شرف الدين عمارة على الخروج من الفاف عبر أضيق الأبواب دون عرض استقالته على أعضاء الجمعية العامة، لكن المعطيات تغيّرت كلية بمجرد أن دقت ساعة الحقيقة، ولو أن عمار بهلول، كان قد سجل تحفظه بشان شرعية ترأس عمارة الجلسة، وأكد بأنه مستقيل رسميا من رئاسة الاتحاد منذ نهاية مارس الفارط، ولا يحق له حسبه حتى المشاركة في أشغال الجمعية العامة، واستند في ذلك إلى نص المادة 26 من القانون الداخلي، إلا أن الأمين العام للاتحادية منير دبيشي سارع إلى احتواء الوضع، ورد على هذا الانشغال، من خلال مطالبة بهلول بضرورة التقيّد بالإجراءات القانونية المعمول بها، والتأكيد على أن شرف الدين عمارة ملزم بترؤس الجلسة، وفقا لما هو منصوص عليه في الفقرة 4 من المادة 20 من القانون الأساسي، بحكم أنه الرئيس الشرعي للفاف، خلال الفترة المعنية بالحصيلة المقدمة لأعضاء الجمعية العامة قصد المناقشة.
سداسي فقط لم يصادق على حصيلتي عمارة
بداية أشغال الجمعية العامة، كانت بعرض جدول الأعمال للمصادقة، وقد كانت تزكيته بالأغلبية الساحقة، الأمر الذي فسح المجال أمام شرف الدين عمارة لتقديم ملخص عن حصيلته الأدبية، والتي اعتبرها جد إيجابية، وقد عمد إلى استعمال الكثير من الدبلوماسية للرد على موجة الانتقادات التي طالته بعد الإخفاق في تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال قطر، إذ أكد بأن هذه «النكسة» ليست نهاية العالم، لكن صدمة الجزائريين كانت كبيرة، والإقرار بالفشل دفع به إلى رمي المنشفة، وإعلان استقالته من رئاسة الفاف، ولو أن عمارة أصر على وصف حصيلته بالإيجابية، واعتبر الانجازات التي حققتها الكرة الجزائرية على الصعيد العربي في سنة 2021 دليل ميداني على النجاحات التي شهدتها السنة الأولى من عهدته.
هذا، وقد أكد الأمين العام للاتحادية منير دبيشي في نفس الصدد على أنه لا يحق لأي عضو التدخل لمناقشة مضمون التقرير الأدبي، طبقا لما هو منصوص عليه في الفقرة 2 من المادة 28 من القانون الأساسي، بحجة أن الأمانة العامة للفاف لم تتلق أي مقترح أو طلب، للتدخل بخصوص الحصيلتين المالية والأدبية، وعليه فقد تم الإلقاء بالكرة مباشرة في مرمى أعضاء الجمعية العامة، حيث كانت التزكية من طرف 74 عضوا، بينما تم تسجيل حالتي امتناع، مقابل 4 حالات رفض.
تقلّص تركيبة الجناح المعارض إلى 6 أعضاء فقط، رسم معالم التزكية بالأغلبية الساحقة لحصيلتي عمارة، ولو أن المعني بالأمر فضل تقديم بعض المبررات بشأن الأرقام التي جاءت في التقرير المالي، سيما منها ما يتعلق بكتلة أجور الطاقم الفني لمنتخب الأكابر، وكذا مكافأة التأهل إلى «كان 2021»، فضلا عن ارتفاع مؤشر المصاريف، لتكون بعدها التزكية بالأغلبية الساحقة للحصيلة المالية من طرف 75 عضوا، مقابل انكماش كتلة «المعارضة» إلى سداسي، مع التساوي بين حالات الرفض والامتناع بثلاثة أصوات لكل مقترح، وحالات الرفض كانت من طرف عضوي المكتب الفيدرالي عمار بهلول والمولدي عيساوي، إضافة إلى ممثل نادي بارادو، رغم أن الحصيلة المقدمة تتعلق بفترة كان فيها بهلول وعيساوي ضمن الهيئة التنفيذية.
موافقة على استقالة عمارة وحل المكتب الفيدرالي
حصول عمارة على شهادة «التبرئة» الرياضية، من خلال تزكية حصيلتيه بالأغلبية الساحقة جعله يعرض مقترح استقالته على أعضاء الجمعية العامة، على اعتبار أنه كان قد أعلن عن انسحابه من رئاسة الفاف في أواخر شهر مارس الفارط، قبل أن يصطدم بإشكال قانوني عقب استقالة 6 أعضاء آخرين من طاقمه في أوائل ماي المنصرم، الأمر الذي استوجب حل المكتب الفيدرالي، بصورة «أوتوماتيكية»، وتعليق نشاطات كل الأعضاء لمدة 45 يوما.
وقد برر عمارة قرار استقالته بالظروف الاستثنائية التي عاشتها المنظومة الكروية الوطنية، بعد الفشل في التأهل إلى مونديال قطر، و»السيناريو» الدراماتيكي الذي عايشه الجزائريون، واعتبر تلك «الانتكاسة» بمثابة نقطة تحول في المسار، بصرف النظر عن الصراعات التي كانت قد طفت على السطح داخل المكتب الفيدرالي.
وفي نفس الإطار، فقد أشعر عمارة أعضاء الجمعية العامة، بقرار تعليق نشاط الهيئة التنفيذية للفاف بسبب استقالة 6 أعضاء آخرين من المكتب، وعليه فقد عرض على الحضور استقالات كل من عمار بهلول، ياسين بن حمزة، الجيلالي طويل ورشيد أوكالي، وهو الرباعي الذي فضل الانسحاب من الاتحادية ومواصلة المهام على رأس الرابطات، تنفيذا لمرسوم منع «ازدواجية» المناصب، فضلا عن استقالة كل من العربي أومعمر ورشيد قاسمي، وهو ما رفع عدد الاستقالات إلى 7، باحتساب استقالة الرئيس، مما استدعى حل المكتب الفيدرالي آليا.
هذا، وقد صادق أعضاء الجمعية العامة بالأغلبية الساحقة على الاستقالات السبعة المقدمة، وبالتالي انتهاء عهدة المكتب الفيدرالي بعد 14 شهرا فقط.
صالح فرطاس
شرف الدين عمارة يصر ويوقع
حصيلة عهدتي إيجابية ومليئة بالإنجازات !!
اعتبر شرف الدين عمارة التشكيك في الأرقام التي تضمنها التقرير المالي، حملة استهدفته قبل أشغال الجمعية العامة من طرف مجموعة من المعارضة، والتي تبناها كما قال «جناح منشق عن المكتب الفيدرالي، لكن الحقيقة أن حصيلة العهدة التي قضيتها على رأس الفاف كانت جد إيجابية، بدليل تزكيتها بالأغلبية الساحقة من طرف أعضاء الجمعية العامة، مما يجعلني أنسحب من رئاسة الاتحادية مرتاح البال».
عمارة، وفي تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام مباشرة عقب انتهاء الدورة، أوضح بأن ما حققته المنتخبات الوطنية في الفترة، التي تولى فيها رئاسة الفاف يكفي للتأكيد على أن العهدة كانت حسب تصريحه «مليئة بالإنجازات، خاصة بعد التتويج بكأس العرب التي نظمتها الفيفا، وكذا بلوغ منتخب أقل من 20 سنة نهائي المنافسة العربية، دون تجاهل مكاسب أخرى كنا قد سجلناها في سلك التحكيم وكذا تكوين المدربين وغيرها من المجالات، وهي إنجازات تجسدت ميدانيا، إلا أن البعض حاول غض البصر عنها لحاجة في نفس يعقوب». وأشار عمارة في نفس السياق إلى أنه لم يمض في رئاسة الفاف، سوى الربع من عهدته القانونية، ومع ذلك فإننا كما أردف « ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا، والظروف الاستثنائية التي عشناها، حاولنا توفير كافة الإمكانيات الكفيلة بتجسيد الأهداف التي كانت مسطرة».
وبخصوص الأرقام التي جاءت في الحصيلة المالية، أكد عمارة بأن الحملة التي استهدفته في الأسبوع الفارط، عبر مختلف «البلاطوهات» وكذا مواقع التواصل الاجتماعي، كانت عبارة عن مخطط رسمه جناح معارض، ولو أن الحقيقة على حد قوله « أننا لم نلجأ إلى صرف أي سنتيم من الخزينة، وسعينا للمحافظة على التوازن المالي للفاف، وقد كانت نتيجة ذلك الرفع من قيمة الأصول المثبتة بنحو 140 مليار سنتيم، وهو مكسب كبير من الناحية المادية».
وفي رده على سؤال، بشأن ما تم تداوله بخصوص رواتب الطاقم الفني وكذا مكافأة التأهل إلى «كان 2021» أوضح عمارة بأن الناخب الوطني بلماضي كان قد تفاوض وأمضى على عقد رسمي عند موافقته على قيادة المنتخب، وذلك بعد جلوسه حول طاولة المفاوضات، وهذا أمر منطقي، ومنحة التأهل معمول بها حسبه في كل النوادي والمنتخبات، وما صنعه اللاعبون من فرحة للشعب الجزائري لا يمكن تقديرها بأي ثمن».
ص / فرطاس
الانتخابات مبدئيا يوم 7 جويلية
علي مالك على رأس لجنة الترشيحات وقاسحي للطعون
شهدت أشغال الدورة العادية، إثارة عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول قضية «شرعية» لجنة الانتخابات التي كان يرأسها عبد المجيد ياحي، والتي تم تنصيبها بعد التزكية خلال الجمعية العامة المنعقدة بتاريخ 05 أفريل 2021، وألح بهلول في مداخلته على ضرورة الإبقاء على هذه اللجنة إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية الجارية، لكن الأمين العام للفاف منير دبيشي، عمد إلى تبرير مقترحه القاضي بإدراج هذه القضية في جدول الأعمال، بفقدان بعض أعضاء هذه اللجنة صفة العضوية في الجمعية العامة للاتحادية، مما دفع به إلى فض هذا الخلاف القانوني، باللجوء إلى أعضاء الجمعية العامة، حيث حظي مقترحه بالتزكية من طرف الأغلبية الساحقة.
من هذا المنطلق، فقد تقدم الأمين العام للفاف ببعض المقترحات، بشأن تركيبة اللجنة التي ستتولى الإشراف على تنظيم الانتخابات، والتي حظيت بالموافقة بالإجماع دون أي تحفظ، وعليه فقد تم تعيين رئيس الرابطة الوطنية للهواة علي مالك على رأس هذه اللجنة، والتي ستتكفل بمهمة دراسة ملفات الترشح سواء لرئاسة الاتحادية أو عضوية المكتب الفيدرالي، مع الإشراف على العملية الانتخابية.
والملفت للانتباه في هذا الشأن أن مقترح الأمين العام للاتحادية منير دبيشي، لم يتضمن أي ممثل عن كتلة رؤساء النوادي، سعيا منه لتفادي إشكالية فقدان العضوية التي كانت قد طفت على السطح مؤخرا، مقابل المراهنة على تركيبة جلها من رؤساء الرابطات، وبالتالي فقد تم تنصيب 4 رؤساء رابطات ولائية ضمن لجنة الترشيحات، ويتعلق الأمر بكل من رشيد حمري، نائب رئيس اللجنة، ومصطفى لوقباني، محمد الكامل سمرة ومكي عبيد، فضلا عن تواجد 3 أعضاء في الاحتياط تحسبا لأي طارئ.
من جهة أخرى، فقد تم تنصيب لجنة جديدة للطعون، خلفا لتلك التي كان يرأسها محمد زرواطي، وقد تم تعيين رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية جمال قاسحي رئيسا لها، مع تركيبة تضم رئيس رابطة باتنة الجهوية شوقي بوخالفة كنائب وكذا نظيره لرابطة عين الدفلى الولائية محمد محمودي عضوا.
هذا، وقد تم التنصيب الرسمي للجنتين في جلسة عمل عقدت مساء أول أمس، بمقر الفاف، وعرفت تنظيم انتخابات فرعية لتزكية علي مالك على رأس لجنة الترشيحات وجمال قاسحي كرئيس للجنة الطعون، في الوقت الذي تم فيه تحديد تاريخ 7 جويلية القادم كموعد مبدئي لتنظيم الجمعية العامة الانتخابية، في انتظار ترسيم الأمور بعد تلقي الترخيص من الوصاية، بينما تم ضبط رزنامة تتضمن الآجال المقترنة بعملية تجديد المكتب الفيدرالي، والموعد الأولي لإيداع ملفات الترشح للرئاسة وعضوية الهيئة التنفيذية، ينقضي يوم 26 جوان الجاري، على أن تكون مهلة الطعون 48 ساعة، ولو أن الأمين العام للاتحادية منير دبيشي، ألح على ضرورة الحسم في كل الملفات المطروحة على طاولة كل الهيئات القانونية، منها لجنة الطعون، لجنة أخلاقيات الرياضة والمحكمة الرياضية الوطنية، وذلك لضبط القائمة الرسمية للأعضاء الشرعيين للجمعية العامة، والوقوف على مدى شرعية كل عضو في الترشح، لأن القانون الأساسي يربط الترشح بضرورة تقديم كل مترشح للرئاسة قائمة تضم 13 عضوا، وكذا مشروع برنامج عمل، والانتخاب يكون دفعة واحدة على الرئيس والقائمة والبرنامج.
ص / فرطاس
نشاط الكواليس كشف عن مؤشرات
جهيد زفيزف المرشح الأبرز
مدّدت أشغال الجمعية العامة «السوسبانس» أكثر بخصوص هوية الرئيس الجديد للفاف، لأن نشاط «الكواليس»، باح ببعض المؤشرات الأولية، عن عزوف بعض الشخصيات التي كانت متداولة للترشح، مقابل التزام البعض الآخر «الصمت»، تحسبا لأي طارئ، ولو أن اسم جهيد زفيزف أصبح الأكثر تداولا، سيما بعد تحفظ محمد روراوة، بشأن إمكانية عودته لرئاسة الاتحادية لعهدة أخرى.
التحركات التي شهدتها المدرسة العليا للفندقة أول أمس، كشفت عن وجود جناح كان يسعى لإقناع روراوة بالعودة لرئاسة الفاف لعهدة رابعة في مشواره، لكن المعني بالأمر أبدى الكثير من التردد، وتفادى الحديث إطلاقا لوسائل الإعلام، إلا أن «الكواليس» التي كانت ببهو مدرسة الفندقة قبل انطلاق الأشغال، كانت كافية للوقوف على الموقف المبدئي لروراوة، والقاضي بتحفظه على المقترح المقدم من طرف المحسوبين على جناحه، وكل ما تم تداوله عبر الفضاء الأزرق منذ أسبوع، لأن المعني بالأمر تحاشى الحديث كلية عن هذه القضية مع كل المقربين منه.
واللافت للانتباه أن روراوة فضل تجاذب أطراف الحديث لفترة أطول مع رمز الكرة الجزائرية محمد معوش، والذي ظل يتواجد في المكتب الفيدرالي لأربع عهدات، قبل أن تكون له جلسة «حميمية» علنية مع بعض الأعضاء، غالبيتهم ممن كانوا ضمن طاقمه، في صورة عبد القادر شعبان وجهيد زفيزف، إضافة إلى رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر ورئيس رابطة المسيلة العمري بن حميدوش، وهي الجلسة التي لفتت الانتباه، لكنها لم تكن «حاسمة» بشأن موقف روراوة من إمكانية عودته لرئاسة الفاف، ولو أن مغادرته مدرسة الفندقة مباشرة بعد انتهاء أشغال الدورة، جعل المتتبعين يقتنعون بعزوفه عن فكرة الترشح لعهدة أخرى.
إلى ذلك، فقد اعتبر عبد الحكيم سرار ترشحه لرئاسة الفاف طموحا مشروعا، لكنه فضل التزام الصمت، وقد ردّ بصريح العبارة على عمار بهلول في هذا الشأن، في الوقت الذي أظهرت فيه تحركات «الكواليس» حدوث انقسام كبير في كتلة رؤساء الرابطات، بسعي كل طرف للتموقع في جناح، وتجنب الانضواء في تكتل واحد يقوده رئيس رابطة، وهو ما تم تصنيفه في خانة الرد الصريح على المناورات التي يقوم بها عضو محسوب على هذه الكتلة، والذي يضع نفسه في خانة مرشح الرابطات.
بالموازاة مع ذلك، فقد أجمع المتتبعون على أن جهيد زفيزف يبقى أبرز مرشح لخلافة عمارة على رأس الاتحادية، رغم أن المعني بالأمر فضل التزام «الصمت» ورفض رد على أسئلة الإعلاميين بشأن هذه القضية، لكن زفيزف كان قد شرع في الاتصال ببعض رؤساء الرابطات، وعرض عليهم المعالم الأولية لمشروع ضبط قائمة، من الممكن جدا أن يراهن عليها لدخول معترك الانتخابات، وقد كانت خطوته الأولى حصوله على تفويض رسمي لتمثيل النادي الرياضي القسنطيني في الجمعية العامة للفاف، في خطوة متحصل بها على صفة العضوية.
ص / فرطاس
طلب «غريب» لفريقي أولمبي المدية والنصرية
رؤساء 5 فرق يطعنون في قرار «الشطب» من الجمعية العامة
لم يتمكن رؤساء بعض أندية الرابطة الثانية، من المشاركة في أشغال الدورة العادية بسبب تمسك الأمانة العامة للفاف، بموقفها القاضي بتجريد 8 فرق تنشط في القسم الثاني من صفة العضوية في الجمعية العامة، بعد فقدان صفة «الاحتراف».
وحضر إلى المدرسة العليا للفندقة كل من رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي، ونظيره لاتحاد عنابة عبد الباسط زعيم، إضافة إلى رئيس اتحاد الحراش مزيان لفقي، وممثل عن مولودية العلمة وآخر عن مولودية سعيدة، لكن هذا الخماسي اضطر إلى البقاء خارج القاعة، الأمر الذي أثار حفيظة هؤلاء الأعضاء، والذين وجهوا أصابع الاتهام للأمين العام للاتحادية منير دبيشي، واعتبروه المسؤول الأول عن قرار منعهم من المشاركة في هذه الدورة.
وذهب ياحي إلى التشكيك في شرعية الجمعية العامة، وأكد بأنه يبقى الرئيس الشرعي للجنة الترشيحات على مدار عهدة كاملة، كما أوضح بأن النوادي تبقى حائزة على صفة الاحتراف، وأن نص المادة 82 من القوانين العامة للفاف يكون ساري المفعول على الفرق التي تسقط إلى الرابطة الثالثة، وليست حسبه الثانية، بينما تساءل زعيم عن مستقبل الشركات الرياضية للنوادي المعنية، خاصة ما يتعلق بوضعياتها المالية، وكيفية اللجوء إلى التصفية وتسديد الديون المقيّدة عليها، في ظل إصرار الاتحادية على تطبيق قرار الحل الأوتوماتيكي لهذه الشركات بعد انقضاء موسمين من التواجد في الرابطة الثانية، في الوقت الذي أعرب فيه مزيان لفقي عن تذمره من خرجة الأمين العام للاتحادية، خاصة بعد رفضه تسلم شكوى رسمية من ممثلي الفرق المعنية.
هذا، وقد قرر رؤساء النوادي الخمسة التقدم بطعن رسمي إلى اللجنة الفيدرالية، بشأن قرار تجريدهم من صفة العضوية في الجمعية العامة للفاف، على اعتبار أن الهيئة الوصية، كانت قد طالبتهم بتسديد حقوق الاشتراك لسنة 2022 في نهاية شهر فيفري الماضي، لكنها شطبتهم من قائمة أعضاء الدورة العادية.
هذه القضية كانت النقطة التي ارتكز عليها رئيسا نصر حسين داي وأولمبي المدية لتبرير مطلبهما القاضي بالإعفاء من السقوط من الرابطة الثانية، والحجة في ذلك أن الجمعية العامة الاستثنائية المنعقدة في نوفمبر 2021، والتي كانت قد زكت مشروع تعديل نظام المنافسة لم تكن حسبهما شرعية، في وجود أعضاء جردتهم الاتحادية من صفة العضوية، فضلا عن كون تغيير نمط البطولة يتم عرضه على الجمعية العامة قبل سنتين من دخوله حيز التطبيق، وعليه فإن المطلب يتمثل في اعتماد بطولة للرابطة المحترفة بفوج من 18 فريقا الموسم القادم، وإنقاذ أبناء «التيطري» و«النهد» من السقوط، من خلال تثبيت الصيغة التي كانت معتمدة وفق ما جاء في دورة سبتمبر 2019.