طور طالبان من كلية العلوم التجارية والاقتصاد بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، منصّةً رقميةً تربط بين المرشدين السياحيين والسياح، حيث قدماها كمذكرة تخرج في طور الماستر، في حين أوضحا أنهما يسعيان من خلالها إلى المساهمة في دفع السياحة، فضلا عن أنهما سيعملان على تحويلها إلى مشروع مؤسسة. وأفاد الطالب المتخرج رامي بوفايضة في تصريح للنصر، أن العمل البحثي الذي قام به رفقة زميله عبد الرحمن بوبيدي، في تخصص تسويق الخدمات، نابع من المعاينة الواقعية للمشاكل التي يواجهها المرشدون السياحيون، فضلا عن السياح أنفسهم، حيث أوضح أن الدراسة تضمنت استبيانات لأخذ آراء عينة مُكوّنة من مئة سائح، أجمعوا كلّهم على أنهم يرغبون في الاستعانة بمرشد سياحي خلال رحلاتهم، فضلا عن تأكيدهم على ضرورة وجوده، لكنهم نبهوا في الوقت ذاته على ضرورة أن تكون التسعيرة المعروضة من طرف المرشدين مقابل خدماتهم معقولة بالنسبة للسياح. وقد استهدفت دراسة عينات من آراء السياح، تحديد احتياجاتهم في مجال السياحة، خصوصا عند زيارة مناطق جديدة التي تطرح مشكلة التعرف على تاريخها، فيما أوضح محدثنا أن المرشدين السياحيين أكدوا رغبتهم في العمل مقابل تسعيرة معقولة. وذكر محدثنا أن الدراسة جاءت تحت عنوان «تصميم منصة رقمية لتثمين دور المرشد السياحي في ترقية السياحة الداخلية في الجزائر»، حيث أوضح أن المنصة، التي تحمل تسمية «نحوّس بيكم» عبارة عن موقع إلكتروني يتيح للمستخدم الوصول إلى المرشدين السياحيين من خلال إدخال المعلومات الخاصة بتاريخ رحلته، حتى تكون المقترحات محينة مع برنامج المرشدين المتوفرين خلال الفترة المعنية، فضلا عن أن نتائج البحث عن المرشدين تُظهِر سيرتهم الذاتية وتخصصاتهم، على غرار المختصين في المواقع الأثرية والتاريخية وفي المواقع الخاصة بالاستجمام وغيرهم. وذكر محدثنا أن إنجاز الجانب الرقمي للمنصة الإلكترونية قد تم بالاستعانة بطالبة الدكتوراه صبرينة بن رجم من كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال. وأضاف نفس المصدر أن السائح يصبح زبونا للمنصة عندما يقوم بالتسجيل، في وقت يقوم فيه المرشدون بالتسجيل أيضا، كما أشار إلى أن المنصة تتعامل أيضا مع الوكالات السياحية في تنظيم الرحلات، ويمكن أن تُطوّر لتشمل رحلات منظمة متنوعة مثل الخرجات الجبلية، كما تشمل جميع ولايات الوطن، موضّحا أن الدراسة وجدت أن نشاط المرشد السياحي غير مؤطّر بشكل واضح من الناحية القانونية. من جهة أخرى، أفاد معد الدراسة أنه يسعى إلى احتضانها على مستوى حاضنة الأعمال لجامعة قسنطينة 2، فضلا عن تطويرها لتستغل تجاريا، في حين ذكر الدكتور نذير عزيزي، المشرف على تأطير الطالبين في إعداد المذكرة، أن اختيار إنجاز هذه المنصة يندرج في إطار تثمين مشاريع التخرج لتكون موجهة نحو العالم المهني، فضلا عن جعلها ذات تأثير على الواقع المعاش، حيث تسعى إلى إيجاد حلول لمشاكل مطروحة واقعيا، كما أشار إلى أن مشروع منصة السياحة المذكورة سيحظى بالمرافقة من خلال البحث عن شركاء اقتصاديين واجتماعيين في القطاع السياحي بهدف تجسيده على أرض الواقع. وخلصت الدراسة إلى أن المشكلة الأكبر في قطاع السّياحة تكمن في المبيت، الذي ترتفع أسعار خدماته بشكل مبالغ فيه، في حين بينت أن «فيسبوك» يتصدر قائمة شبكات التواصل التي يستخدمها المرشدون السياحيون في الجزائر بنسبة 75 بالمئة، لتليها «فايبر» بنسبة 16.7 بالمئة، ثم «تويتر» بنسبة 8.3 بالمئة. وقد حاولت الدراسة أيضا التعرف على طريقة عمل المرشدين السياحيين، حيث خلصت إلى أن حوالي 41 بالمئة منهم يستخدمون البطاقة المهنية لتعريف أنفسهم، في مقابل أكثر من 16 بالمئة يعتمدون على وكالات الأسفار، كما أكد حوالي 41 بالمئة آخرون أنهم يقدمون أنفسهم من خلال الفنادق التي يتعاقدون معها.