أكد مختصون بأن تحسن نتائج شهادة البكالوريا في شعبتي الرياضيات وتقني رياضي دورة جوان 2022، يعكس مستوى الاهتمام الذي أضحى يوليه التلاميذ لكل ما له صلة بالجانب التكنولوجي والتقني، ما سيساهم في تكوين نوابغ، وجيل متميز له كل القدرات لقيادة قاطرة النمو الاقتصادي. وأوضح في هذا الصدد حمري عقبة بروفيسور مساعد بالمدرسة متعددة التقنيات بالحراش بالعاصمة، وهو أستاذ مختص في الهندسة الصناعية، بأن تحسن نتائج البكالوريا لشعبتي الرياضيات وتقني رياضي يعد مؤشرا إيجابيا على توجه الطلبة نحو الفروع التكنولوجية، واستعدادهم لاستحداث مؤسسات مصغرة والاستثمار في المجال التقني مستقبلا. وأفاد البروفيسور حمري عقبة في تصريح "للنصر" بأن نسبة النجاح في شعبة الرياضيات التي فاقت 78 بالمائة، وكذا في شعبة تقني رياضي بفروعها الثلاثة، سيؤدي إلى تكوين جيل باستطاعته تحقيق النهوض الاقتصادي، وقيادة المؤسسات، لأن الطلبة الذين اختاروا تخصص الرياضيات، جد واعين بأهمية المواد العلمية والتكنولوجيا في تحقيق النمو والازدهار. ويؤكد المتدخل بأن التلاميذ الذين حققوا معدلات مرتفعة في مادة الرياضيات هم أنفسهم النخبة التي ستبني مستقبل البلاد، لا سيما وأن جلهم يتوجهون في الطور الجامعي إلى التخصصات التكنولوجية، وإلى كل ما له صلة بالرياضيات التطبيقية، بهدف ترجمة المعارف التي يتلقونها إلى تكنولوجيا. ويضيف البروفيسور حمري عقبة بأن مادة الرياضيات هي نفسها ولا تتغير بتغير المادة التي تدرس بها، لكن الفرق يكمن في المناهج، وفي ترقية طرق تلقينها، بالاعتماد أكثر على التطبيق بداية من الطور الثانوي، وصولا إلى المرحلة الجامعية، بدل الاكتفاء بالجانب النظري. ويرى المصدر بأن التوجه إلى التخصصات التقنية من قبل التلاميذ، لا يعني بالضرورة الدخول إلى الجامعة لمتابعة الدراسات العليا، لأنه يمكن للطالب أن يزاول تعليمه في معاهد متخصصة في كل ما له علاقة بالتكنولوجيا، بما يساعد على تكوين يد عاملة ذات كفاءة مؤهلة قادرة على تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني. ويفسر من جهته رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة النتائج المرضية لشعبتي الرياضيات وتقني رياضي في شهادة البكالوريا، بظروف الدراسة المريحة التي تحظى بها هذه الفئة من المتمدرسين، بفضل قلة عدد التلاميذ في القسم الواحد، مما يوفر للأساتذة الظروف الأمثل للعمل بكد، وإيصال المعلومة للتلميذ. ويضيف المصدر بأن الإقبال على الشعبتين لا يزال محدودا مقارنة بالعلوم التجريبية، لذلك فإن عدد التلاميذ في القسم يقدر في الغالب ب 12 تلميذا فقط، وهو تقريبا الهدف الذي يرمي إليه القانون التوجيهي للتربية 04/08، بعدم تجاوز عدد التلاميذ في القسم 25 تلميذا. ويرى الأستاذ عمورة في حديث معه، بأن اعتماد شعبتي الرياضيات وتقني رياضي على المواد العلمية أكثر، ساعد بدوره التلاميذ على تقديم نتائج جيدة في شهادة البكالوريا، عكس شعبة العلوم التجريبية التي تجمع ما بين المواد العلمية والأدبية مما يشكل عبئا على أغلب التلاميذ، ويجعل بعض الناجحين في شهادة البكالوريا لا يتمتعون بملمح علمي حقيقي، لذلك يصعب توجههم إلى التخصصات التقنية أو العلمية. الرياضيات وسيلة للتميّز وتكوين النوابغ والكفاءات وأضافت من جانبها عضو المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ فتيحة باشا بأن تنظيمها رفع قبل بضع سنوات انشغاله إلى وزارة التربية الوطنية، بعد أن تم تسجيل معدلات متدنية في هذه المادة، من أجل إعطاء المادة أهمية أكبر في مختلف الأطوار التعليمية، باعتبار الرياضيات مادة لتحسين مستوى اليقظة العلمية للتلميذ، ويتوقف عليها مستقبل المتمدرسين. وتمثلت مقترحات المنظمة في معالجة النقائص في مجال تدريس الرياضيات، من خلال تعديل المناهج وتكوين الأساتذة ذوي كفاءة، لا سيما أساتذة الطور الابتدائي، مع تخصيص أستاذ للمواد العلمية، عقب تسجيل إقبال من طرف التلاميذ على شعبتي الرياضيات وتقني رياضي، وتحقيق علامات ممتازة في شتى الامتحانات. وترى السيدة باشا بأن المعدل الموزون الذي اعتمدته وزارة التعليم العالي، يساهم بدور كبير في تثمين نتائج البكالوريا، لأنه سيدفع بالطلبة إلى تحسين العلامات في المواد الأساسية، وصولا إلى بكالوريا متخصصة دون اعتمادها رسميا من قبل الوزارة. وتؤكد ممثلة أولياء التلاميذ بأنه لو تم منح أهمية أكبر للرياضيات، لظهر التميز أكثر وبرز النوابغ من ذوي القدرات الخارقة في المادة، وارتفع الإقبال على التخصصات والفروع التقنية في الجامعة، بدل الطب والصيدلة، وذلك تطبيقا لتوصيات رئيس الجمهورية.