حقق مجمع سوناطراك، أمس، اكتشافا نفطيا مهما في منطقة رقعة السبع بولاية أدرار تتراوح تقديراته الأولية بين 48 و 150 مليون برميل من النفط، وهذا بعد 28 سنة عن آخر اكتشاف بترولي بهذه المنطقة. وأعلن مجمع سوناطراك في بيان له أمس تحقيق نتيجة ايجابية خلال حفر بئر حاسي إيلاتو شرق (ل.ثي .او 1) المنجزة في رقعة "السبع" بولاية أدرار، و يتراوح التقدير الأولي لحجم هذا الاكتشاف بين 48 و 150 مليون برميل من النفط –يضيف البيان. وأضاف مجمع سوناطراك بأن هذه النتيجة الإيجابية مشجعة للغاية لاستمرار نشاط التنقيب عن المحروقات السائلة في رقعة السبع من أجل ضمان إمداد مصفاة أدرار، كما أكد أن هذا الاكتشاف يأتي بعد 28 عاما عن آخر اكتشاف للنفط في رقعة السبع وكان ذلك في سنة 1994، وهو يقع على بعد 6 كيلومتر عن مركز المعالجة لحاسي إيلاتو. ويعتبر هذا الاكتشاف الجديد مهم بالنسبة لسوناطراك كونه يقع خارج منطقة حاسي مسعود المعروفة بالنفط، وهو يضاف لسلسلة الاكتشافات التي حققها المجمع منذ بداية العام الجاري. و كانت سوناطراك قد حققت منذ بداية العام الجاري ثلاثة اكتشافات نفطية أخرى منها اكتشاف يقع في منطقة "زملة العربي" الواقعة في "حوض بركين" جنوب شرق البلاد، بتقديرات أولية تصل إلى 140 مليون برميل من النفط، بالتعاون مع شركة "إيني" الإيطالية، وأنتجت البئر خلال مرحلة الاختبارات الأولية 7 آلاف برميل من النفط يومياً، و140 ألف متر مكعب من الغاز المصاحب يوميًا، حسب سوناطراك. أما الاكتشاف الثاني فيقع في بئر ترسيم" في منطقة حاسي مسعود الذي يقدر الاحتياطي النفطي به بنحو 415 مليون برميل، وهو ما يرفع إجمالي احتياطيات الخام في الحقل إلى 961 مليون برميل من النفط. وأشارت الاختبارات إلى أن اختبارات البئر الجديدة انتجت 5094 برميل يوميا من النفط و 186 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي. أما الاكتشاف الثالث كان في منطقة "العوابد" بولاية البيض في بئر "أولاد سيدي الشيخ" بمعدل تدفق وصل إلى 925 برميلً يوميا من النفط، و6 آلاف و456 مترا مكعبا يوميا من الغاز، واكتشاف آخر حقق في جويلية الماضي بالشراكة مع الشريك الإيطالي " إيني" بحوض بركين. وفضلا عن هذا حقق مجمع سوناطراك اكتشافات غازية مهمة منذ بداية السنة كان أكبرها على الإطلاق مطلع شهر جوان الماضي في حقل "حاسي الرمل"، وحسب سوناطراك فقد أظهر التقييم الأولي وجود ما بين 100 و340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف به، فضلا عن اكتشافين غازيين آخرين في 25 جويلية الماضي بمنطقة عين أمناس 2 بإليزي، واكتشاف آخر في رقعة أبحاث "تاغيت" بحوض بشار. ونشير فقط أن الجزائر تصدر حاليا ما مجموعه 1 مليون و 57 ألف برميل يوميا من النفط بعد الزيادة التي أقرها آخر اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبيك و المنتجين من خارج المنظمة. خبير: الاكتشاف الجديد يمثل 10 مليار دولار إضافية وعن أهمية هذا الاكتشاف الجديد بالنسبة لمجمع سوناطراك وللبلاد ككل يقول الخبير الدولي، محمد حميدوش، أنه و من حيث الأصول فإن اكتشاف أمس يمثل ما قيمته 10 ملايير دولار لسوناطراك إذا كان من مجهودها لوحدها، إذا قيمنا الحوض الجديد على أساس 15 ألف برميل يوميا، ومن الناحية المحاسبية فهو يمثل 1.2 مليون دولار يوميا تضاف إلى خزينة الدولة، وهو ما يعني أن الاكتشاف له قيمة مضافة بالنسبة لحزينة الدولة ولمجمع سوناطراك. و من الناحية التجارية- يضيف حميدوش في تصريح "للنصر" أمس بأن هذا الاكتشاف يعزز قدرة سوناطراك على الوفاء بالتزاماتها والحفاظ على حصتها من الإنتاج البترولي في السوق العالمية، والتي تتجاوز حاليا مليون برميل يوميا. و من الناحية الإستراتيجية ثمن محدثنا المجهود الإضافي الذي تقوم به سوناطراك، لكنه يشدد على أنه من الأفيد للبلاد ككل تحقيق ما يقارب 120 بئرا جديدة من النفط كل سنة، و دعا هنا إلى التفكير في تكوين احتياطي نفطي يمتد على مدى 50 سنة، و قال أن الوقت قد حان لتكوين هذا الاحتياطي المهم بالنسبة للشركة وبالنسبة للبلاد. وعليه يرافع حمديوش من أجل تنويع شراكات مجمع سوناطراك و التواجد في أكبر عدد ممكن من دول العالم وليس في دولة أو دولتين فقط، حتى تكون الاحتياطي المطلوب، مبديا في نفس الوقت تفاؤلا واضحا ودائما فيما يتعلق بالاكتشافات الجديدة بالنظر للإمكانيات الطاقوية الكبيرة التي يحوز عليها باطن الأرض في الجزائر سيما الغازية والنفطية منها.