تجرع أمس، شباب باتنة مرارة الهزيمة على أرضه أمام مولودية قسنطينة، في مباراة طبعتها الإثارة بحكم طابعها المحلي، بغض النظر عن توخي الحيطة والحذر من الجانبين، ما جعل الصراع يشتد أكثر في وسط الميدان، ولو أن الضيوف حملوا مبكرا مشعل المبادرات من خلال التنظيم الجيد في الدفاع والاستحواذ على منطقة الوسط، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك الحارس بولطيف، رغم فرصة ماتيب بقذفة (9). أصحاب الأرض حاولوا الخروج من قوقعتهم والتصعيد من حملاتهم، إلى درجة أن غضبان كاد يهز شباك نايلي عن طريق كرة ثابتة(د16)، ثم بقذفة قوية (د21)، قبل أن يهدر دربال فرصة خطف هدف السبق عند الدقيقة (24) للمولودية. ومع ذلك، حاول الباتنيون الرفع من ريتم الأداء وإقلاق سكينة الحارس نايلي، باللجوء إلى الهجمات التي كادت أن تثمر لولا تسرع قزاير الذي جانب التهديف(د26)، قبل أن يتمكن الزوار الذين كانوا أكثر واقعية، من صنع الفارق بواسطة دربال، وفي غفلة من الدفاع الذي كان مرتبكا في الدقيقة (28). هدف وخز شعور أشبال وزاني، الذين حاولوا تنظيم صفوفهم والانطلاق بواسطة المرتدات التي كانت تنقصها الدقة، بفعل صلابة دفاع المنافس والضغط البسيكولوجي للمباراة، حيث فشل غضبان في مخادعة الحارس نايلي بعد مخالفة (د33)، قبل أن يلاحق سوء الطالع المهاجم قزاير إثر عمل فردي(د38). أخطر فرصة في هذه المرحلة للمحليين، جاءت في الدقيقة (42) عن طريق لوصيف، الذي لم يحسن استغلال تواجده أمام شباك شاغرة، ليتواصل اللعب على نفس المنوال حتى نهاية الشوط الأول. المرحلة الثانية دخلها رفقاء الحارس بولطيف بكثير من العزم على إعادة الأمور إلى نصابها من خلال الرفع من نسق الهجومات التي لم تشكل خطرا على مرمى نايلي، ولو أن محرزي عجز إتمام العمل الذي قام به عبد المالك بيطام في الدقيقة (50) . ومع مرور الوقت، حاول أبناء المدرب الجديد بلعريبي امتصاص حرارة المحليين، حيث كاد ماتيب مضاعفة مكسب فريقه بعد تمريرة من بن عثمان (د52)، لينسج على منواله دربال الذي خانته الفعالية(د62). بعدها انتعش اللعب في ظل ارتفاع درجة الضغط النفسي، سيما بالنسبة للشواية الذين رموا بكامل ثقلهم في المعسكر المقابل، وكادوا الوصول للشباك لو لا رشاقة الحارس القسنطيني، بتصديه لقذفة غضبان عند الدقيقة (63). وكان بإمكان البديل بزوزة تعديل النتيجة عند الدقيقة (79)، حيث جانبت كرته مرمى الضيوف، الذين تحملوا ضغط الشباب الذي أنهى المقابلة بعشرة لاعبين بعد طرد غضبان (د84)، لتنتهي المواجهة بانتصار مستحق للموك، ويكسب بذلك المدرب بلعريبي الرهان في أول اختبار له مع المولودية.