قضية محمد مراح خدمت أطرافا فرنسية و أؤيد رفض الجزائر استقبال جثته اعتبر الفكاهي الفرنسي ذو الأصول الجزائرية اسماعين فيروز أن قضية “محمد مراح”خدمت أطرافا و أساءت لأخرى مؤكدا تأييده لموقف الجزائر في عدم قبول دفن جثمان هذا الشاب الفرنسي المولد و النشأة و الجنسية. و في رد عن سؤال طرحته النصر على الفنان في ندوة صحفية نظمتها أمس جمعية “كان يا مكان”على هامش انطلاق الطبعة الثالثة للأيام الدولية للحكاية و القصة بقسنطينة حول قراءته لأحداث مقتل الفرنسي ذو الأصول الجزائرية محمد مراح المتهم منفذ هجمات تولوز الفرنسية، قال الكوميدي بأنه ليس لديه الإجابة لعدم وجود الأدلة الكافية بخصوص هذه القضية التي لا زالت تثير الجدل بفرنسا :”القضية كانت بالفعل مأساوية بالنسبة لوالده ، للعائلات مهما كانت معتقداتهم و دياناتهم، بالنسبة لي كأب اعتبر ذلك مأساة حقيقية”. و أضاف معلقا :” هناك أمور قبل و بعد الحادثة لكن كل ما يمكنني قوله أن القضية خدمت أشخاصا و أساءت لآخرين”. كما أيّد موقف الجزائر بخصوص رفض دفن محمد مراح على أراضيها معتبرا أن ذلك نابع من كرامة و عزة هذا الوطن، لأن المسلّح ولد على الأراضي الفرنسية و يحمل الجنسية الفرنسية و مات على أرض فرنسية فلا بد أن يدفن في مقبرة بمسقط رأسه. و حتى لا يخوض أكثر في الموضوع قال ضاحكا”أنا كوميديا و لست رئيس جمهورية”. و أسهب الكوميدي في الحديث عن كتابه “هذا الكتاب كما هو” الذي قال بأن الجمهور سيتابع عرضا غير الذي تعوّد على رؤيته من قبل اسماعين و إنما قراءة لكتاب يروي رحلته منذ ولادته بقسنطينة و حياة طفل يحمل اسم اسماعين حمله القدر إلى فرنسا ليمّر بمختلف المحطات ، وسيرد قصة أو ينقل مقتطفات من محطات طريق طويل قال أنه سيحاول اختصاره في أيام الحكاية و القصة التي تحتضن قسنطينة فعالياتها طيلة 15يوما. كما تحدث الفنان عن إحساس الفكاهي قائلا أن “المهرّج فنان، و رجل ذو ضمير فهو ككل فكاهي و كوميدي مثلي حتى إن تظاهر بأنه لا يبكي فهو يفعل ذلك في الخفاء”. معتبرا الضحك” طريقة لتقاسم الألم و جمع الكل هذا ما فعلته أنا مع آلام طفولتي و هو ما أرويه في كتابي أو بالأحرى هذا ما أردت فعله بطبع آلامي على صفحات كتاب بدل أن تبقى ظاهرة على تقاسيم وجهي “. و في سؤال آخر عن سبب زيارته للجزائر و إذا كانت لها علاقة باحتفالات الذكرى الخمسين للاستقلال قال أنه لم يفكر في ذلك معلقا” يمكننا الحديث بلباقة لكن الحديث المنمق لا يخلو دائما من الأكاذيب لكن إذا نبع من القلب فتأكدوا بأنه صادق و أنا كلامي نابع من القلب و ليس لدي أي أغراض سياسية”. واسترسل قائلا “ بعد حياتي كطفل يتيم ولد بقسنطينة و كبر و عاش بفرنسا أعتبر أن هذه الحرب لا تعنينا و إنما تعني أولياءنا و أنا أرفض حمل أوزار الحرب على كتفي”. معتبرا نفسه رابطا بين البلدين و نقطة لقاء بينهما لأنه ابن البلدين. و قال “لا بد من ترك أمور التاريخ للمؤرخين و السياسيين حتى و إن تابعت الكثير من الأفلام الوثائقية عن فظاعة الحرب “و استشهد بمقولة أحدهم بأنه يمكن قلب الصفحة أو طيها لكن لا يمكن أبدا تمزيقها. و عن رد فعله بعد ادعاء احدى العائلات بأنها عائلته الحقيقية أكد الفنان أنه تلقى الكثير من هذه الادعاءات و قال ساخرا “ انهم يقومون بالسياسة على حسابي، لكنه فات الآوان”. و من جهته قال رئيس جمعية “كو دي سولاي” (ضربة شمس) جورج موران أنه على فرنسا الاعتراف بجرائمها و فظاعتها بالجزائر معلقا”يكبر الرؤساء في عيوننا إذا اعترفوا بفظاعة الحرب و ما ارتكبه الأولون” و ذكر أسماء بعض الرؤساء الفرنسيين منهم جاك شيراك. و للتذكير يشارك الكوميدي الفرنسي اسماعين في الحفل الافتتاحي لفعاليات الأيام الدولية للحكاية و القصة التي ستحتضنها قسنطينة بين 02و 16أفريل الجاري.