تحول ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، من ملعب قديم كلاسيكي إلى تحفة فنية مزودة بتجهيزات حديثة ومتطورة جعلت منه تحفة فنية تفننت في تشكيلها ثلة من الأيادي المحلية، لتكون اليوم جاهزة لاحتضان مباريات المنافسة القارية وإبهار الوفود الإفريقية. روبورتاج: حاتم بن كحول و قبل حوالي 10 أيام من إعادة استغلال هذا الملعب الذي يعتبر مكسبا لولاية قسنطينة بعد سلسلة من الأشغال التي أنجزت على مستواه طيلة الأشهر الماضية من أجل تجهيزه للموعد القاري، أصبح جاهزا تماما لاحتضان مباريات قارية لما يتوفر عليه من إمكانيات تجعله من بين أفضل الملاعب على المستوى المحلي. و قامت النصر أمس، بجولة للوقوف على مدى جاهزية هذا الملعب القديم الجديد، للحدث الكروي الهام، أين وقفت على تغيير كلي لوجه المنشأة خارجيا وداخليا، ورغم أن الهيكل العام للملعب لم يتغير بعد مطالب بتغطية كل المدرجات المكشوفة، إلا أنه ظهر بأبهى حلة وبصورة مغايرة تماما عن تلك التي كانت قبل سنوات.و عند الاقتراب من الملعب بعشرات الأمتار يلاحظ تغيرا كبيرا من حيث تنظيف المسالك والطرق المؤدية إليه، إضافة إلى تزويدها بإشارات توجيهية تقود الغريب مباشرة إلى الملعب من دون تكبد عناء السؤال ، مظاهر التغيير تجلت أكثر بعد تزيين محيط الملعب بإنشاء مساحات خضراء زادتها جمالا أشجار النخيل الشاهقة.كما عرفت الأكشاك ومداخل الملعب الخارجية إعادة تهيئة وظهرت بشكل جميل بعد طلائها وتطوير واجهاتها بصفائح الألمنيوم، واستفاد الملعب من مداخل إضافية تسهل ولوجه والخروج منه، بعد استحداث 6 أبواب إلكترونية من الجهة الغربية ومدخلين رئيسيين، ومدخل مؤدي إلى القاعة الشرفية و4 مداخل من الجهة الشرقية ومدخل رئيسي للملعب خاص بالفرق والمنتخبات، كما تتوفر أكشاك في كل مداخل تتيح فرصة اقتناء التذاكر. وتزين محيط الملعب بواجهات وشعارات المنافسة الإفريقية فضلا عن الملصقات عند دخول الملعب من بابه الرئيسي، أين تزينت الأروقة والمسالك باللونين الأخضر الذي يرمز لشعار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم واللون البرتقالي الرامز إلى الكاف، إضافة إلى وضع ملصقات خاصة بالتميمة الجديدة "قبطان" والتي زادت من جمالية بعض الواجهات بالقرب من مدخل غرف تغيير الملابس. غرف حفظ ملابس عصرية مدعمة بأحدث التجهيزات وعند التقدم أكثر داخل الملعب وتحديدا بالرواق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس، لاحظنا أن بعض العمال من مختلف المؤسسات كانوا منهمكين في وضع آخر الروتوشات على غرار عمال لمقاولات وكذا لاتصالات الجزائر ولسونلغاز، ولاحظنا أن المدخل المؤدي إلى غرف حفظ الملابس قد تغير كثيرا بعد أسابيع قليلة من إعادة تهيئته، حيث تم تعويض الكراسي التي تحفظ بشأنها المسؤولون سواء محليين أو من الكاف، وتم وضع أخرى أكثر جمالية وتتناسب مع الغرف المتطورة بالملاعب، وبلغ عددها 25 كرسيا في كل غرفة.وعرفت أيضا الحمامات عمليات تجديد، إضافة إلى استحداث غرفة للمدربين وقاعة "سونا" وحمامات وقاعة تدليك، مجهزة بمكيفات و مدافىء، وتقابلها عدة قاعات تتمثل في مكتب المنسق العام وقاعة انتظار اللاعبين وغرفة مراقبة المنشطات، وخارجها تقع عدة قاعات منها مكاتب وقاعات اجتماعات وقاعة الندوة الصحفية وحجرتين لتغيير الملابس إضافيتين. كما تم تزيين جداريات الملعب داخليا بملصقات المنافسة القارية، إضافة إلى تحديث النفق المؤدي إلى أرضية الميدان الذي تم طلاؤه باللون البرتقالي مزينا بأضواء من نوع "لاد"، فيما كانت أرضيته عبارة عن عشب اصطناعي لونه أخضر ومزين بالأحمر في الوسط. جسور قسنطينة وزخارف محلية بالملعب وشد انتباهنا أن جل اللوحات التوجيهية بالملعب كتبت باللغتين العربية والإنجليزية، وعند الصعود إلى المدرجات لاحظنا أنها زينت بعدة رسومات وزخارف ترمز لقسنطينة على غرار الجسور المعلقة والتي تزينت بها مقاعد البدلاء بأرضية الميدان و مقاعد غرف تغيير الملابس، وكذا واجهات المدرجات المغطاة والمزينة بزخرفات تقليدية وتاريخية إضافة إلى أشكال هندسية ورموز محلية.وعند التجول بالمدرجات اتضح أن الجهة المشرفة على تجهيزه تعمدت وضع اللافتات والملصقات الضخمة التي ترمز "للشان" المزينة بألوان العلم الجزائري وكذا الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، إضافة إلى وضع صور كبيرة للتميمة الجديدة التي هي عبارة عن فنك يرتدي قميص المنتخب الوطني، كما تدعم الملعب بشاشة عملاقة تتيح للمتواجد في الملعب متابعة الإعادات أو أهم اللقطات، إضافة إلى شاشة أخرى أصغر في الجهة المقابلة. تزويد الملعب بمكبرات الصوت والألواح الإلكترونية وشد انتباهنا أن الملعب مزود بمكبرات الصوت وعلى مسافات متباعدة لا تفوق 3 أمتار وحتى بالنفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس أو بالغرف ومختلف القاعات وصولا إلى ملاحق التدريبات، إضافة إلى لوحات إلكترونية محيطة بأرضية الميدان ستزيد الملعب جمالا دون شك، وستستغل كواجهات إشهارية وللإعلانات، كما تزود الملعب بسرعة تدفق عالية للأنترنت من أجل إتاحة استخدامها من طرف الجماهير أو الصحفيين وكل الحاضرين في الملعب. وأكد مدير الشباب والرياضة أن أجهزة مكبرات الصوت موجودة داخل كل أنحاء الملعب، متحدثا عن نظام بيع التذاكر إلكترونيا مع الدخول بطريقة مغايرة عن تلك التقليدية وهو ما يحدث لأول مرة في ملعب حملاوي. مراحيض للرجال والنساء وأكشاك لبيع الوجبات وعانت كثيرا الجماهير القسنطينية لسنوات من انعدام بعض المرافق الضرورية على غرار المراحيض التي كانت غير صالحة تماما بملعب حملاوي، على غرار المراحيض والتي فاق عددها عشرة منها مخصصة للرجال وأخرى للنساء، إضافة إلى تجديد كلي لأكشاك ستخصص لبيع الوجبات الخفيفة والمشروبات، وعند تجولنا داخل الملعب وقفنا أيضا على استحداث مساحات خضراء مزينة بالورود وخاصة في الجهة المقابلة للقاعة الشرفية، يذكر أن كل المرافق سالفة الذكر علقت بها لوحات تعريفية باللغتين العربية والإنجليزية.وأكد مدير الشباب والرياضة أن الملعب يتوفر على عدد كبير من المراحيض ومن أكشاك بيع المأكولات والمشروبات لضمان أفضل الظروف في الملعب للمتفرجين خاصة وأن العائلات ستكون معنية بمتابعة مباريات "الشان". مدرجات وكراسي بأرقام منظمة وفق حروف لاتينية أما بخصوص المدرجات فإنها شهدت تطويرا هي الأخرى يتوافق مع طريقة بيع التذاكر إلكترونيا، حيث من المنتظر أن يتم تحديد مكان جلوس كل شخص، وبالتالي تم تزويدها بأرقام منظمة على صفوف يرمز لها بأحرف لاتينية، وزادت الكراسي البلاستيكية من جمالية الملعب خاصة وأن ألوانها أختيرت بعناية كانت متناسقة، عكس ما كانت عليه سابقا لما تم اختيار لون واحد وهو الرمادي ثم البرتقالي والأصفر بعد تجديدها. وعند الاقتراب من القاعة الشرفية لاحظنا أن كل المسالك المؤدية من منطقة إلى أخرى كانت معبدة ومهيأة، لنصل إلى القاعة الشرفية التي تستوعب عددا كبيرا من الحاضرين، إضافة إلى تزويدها بغرف لتقديم مختلف المستلزمات من مأكولات ومشروبات، وتم وضع كراسي مريحة وحديثة لضمان أفضل الظروف للجالسين بها، كما تم استحداث قاعات "في آي بي" على أعلى طراز، وتم إزالة السياج الحديدي الفاصل والمقابل للقاعة الشرفية، وتم استبداله بزجاج فاصل. توسيع قاعة الصحفيين وتوفير إنترنت من الجيل السادس كما تقع بمحاذاة القاعة الشرفية قاعة مجهزة خاصة بالصحفيين، إضافة إلى مساحة كبيرة مخصصة لرجال الإعلام من أجل ممارسة مهامهم على أكمل وجه، وأكد مدير الشباب والرياضة توفير العدد المطلوب من الكاف بخصوص مقاعد الصحفيين، متحدثا عن توفير قاعة أولى وثانية استفادت من توسعة، مضيفا أن المديرية أوفدت 30 منظما للعاصمة من أجل التكوين حول طريقة تسيير وكيفية بيع التذاكر. وأضاف المتحدث أنه من بين أهم المكاسب، ضمان تغطية الملعب بالإنترنت، مؤكدا أنه تزود بالجيل السادس عالي وسريع التدفق، شاكرا مؤسسة اتصالات الجزائر التي جهزت الشبكة في وقت قياسي، متحدثا عن إعجاب وفد الكاف بسرعة تدفق الأنترنت بالملعب حيث وقف أعضاؤه على توفير أكثر مما طالبوا به. وظهرت أرضية الميدان في أبهى حلة حيث تبدو جاهزة تماما لإجراء المباريات وزادتها جمالا الواجهات الجديدة المتمثلة في لوحات إشهارية محيطة بالأرضية تشتغل بالكهرباء، وأكد حقاص أن أرضية الميدان مهمة جدا بالنسبة لملعب حملاوي، وعليه تم الاعتناء جيدا بهذا الجانب ما مكن، حسبه، من ضمان أفضل أرضية، حتى أن خبير الكاف والفيفا من جنسية إسبانية أكد إعجابه بالأرضية، مذكرا أنها أنجزت من طرف مؤسسة التهيئة سيدي موسى والتي ستتكفل بعمليات صيانتها لعامين مقبلين، وأضاف أن مناجير المنتخب الوطني أعجب كثيرا بالأرضية وتمنى أن تبرمج مستقبلا مباريات للخضر على هذه الأرضية. إضاءة عالية وتحديد أماكن لوضع الكاميرات لضمان أفضل صورة للمشاهد و عملت مديرية الشباب والرياضة على ضمان أفضل إضاءة بالملعب، بعد جلب أضواء حديثة مجهزة بقوة 2591 لوكس، وهو ما أكده مدير الشباب والرياضة، والذي أضاف أن المطلوب من الكاف هو قوة 1600 إلى 1800 لوكس، موضحا أن الغرض الأول هو ضمان أفضل إضاءة بالملعب سواء بالنسبة للحاضرين به أو للمتواجدين خلف الشاشة الصغيرة.وأضاف أنه تم تخصيص أماكن لوضع كاميرات التلفزيون حددت بالتنسيق مع خبراء وكذا مع تقنيين بمؤسسة التلفزيون الجزائري، مع ضمان تغطية الأماكن المخصصة لها في حالة تهاطل الأمطار، خاصة وأن موقعها سيكون أعلى المدرجات. * مدير الشباب والرياضة بقسنطينة الملعب مكسب لقسنطينة ووجوب المحافظة عليه أكد مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة، سعيد حقاص، أن ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة جاهز تماما لاحتضان مباريات "الشان"، متحدثا عن حالة الملعب سابقا وما هي عليه اليوم، مؤكدا أن هذا التغيير الإيجابي والتطور الكبير كان بفضل مجهودات الدولة الجزائرية والتي وفرت حسبه كل ما يمكن توفيره من إمكانيات مالية سمحت بظهور الملعب بهذه الحلة الجديدة. وأضاف المدير، أن الملعب يتميز بأرضية ميدان رائعة، بشهادة الأخصائيين والخبراء، متحدثا عن ملاعب التدريبات والتي يبلغ عددها 3 رغم أن لجنة "الكاف" اشترطت ملعبين، وكلها محيطة بالأرضية الرئيسية، مضيفا أن أعضاء اللجنة المعنية أعجبوا كثيرا بأرضياتها ولما تتوفر به من إمكانيات سواء غرف تغيير الملابس وغيرها، مؤكدا أن ملعب حملاوي يعتبر مكسبا وجب المحافظة عليه.