لاحظ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، انتشارا كبيرا لصور أًعيد تخيلها وتصميمها لتماثل عوالم خرافية كشخصيات رسوم متحركة أو كائنات خارجية لا تشبه البشر الطبيعيين، و يعود هذا الرواج الملفت لهذا «الترند» إلى تطبيق روسي يُدعى « لينسا آل»، يوظف الذكاء الاصطناعي لتقديم صور رقمية بناءً على الصور الحقيقية التي يرسلها المستخدمون. واجتاحت الصور عالية الجودة المعدلة من «لينسا» شبكة الانترنت، لدرجة أنها أصبحت موضع قلق من قبل خبراء الخصوصية والفنانين الرقميين إلى جانب المستخدمين الذين لاحظوا أن التطبيق يجعل بشرتهم أكثر شحوبا وأجسامهم أرفع مما هي عليه في الواقع. وأكد خبراء، أنه من خلال استخدام «فلاتر» البرامج الإلكترونية على غرار «لينسا» و»داون» الذي شهد انتشارا واسعا هو أيضا، خاصة في المجتمعات العربية يتم تغيير الملامح بشكل تدريجي، إذ أن هناك «فلاتر» تخفي العيوب، وأخرى تضيف القليل من مساحيق التجميل و قد لاحظ مستخدمون أن هناك» فلاتر» وعلى الرغم من التغيرات البسيطة التي تقوم بها، إلا أنها تحدث فرقا واضحاً في الشكل النهائي، كتصغير الأنف ونفخ الشفاه وشد الجبهة والرقبة، الأمر الذي يجعل المستخدم منبهرا بها فيشعر بأنه غير راضٍ و لا متقبل لشكله الحقيقي، وقد وصل الحد حسب تقارير إعلامية، إلى إصابة مستخدمين بالاكتئاب والوحدة خوفاً من أن يراهم الآخرون بشكلهم الطبيعي دون «فلاتر» . وعلق العديد من الفاعلين في المجال التكنولوجي على انتشار استخدم برنامج تحويل الصور ل «أفاتار»، على أنه تشابه شخص حقيقي مع آخر وهمي شكلاً وموضوعاً، فيكون المستخدم معجبا بنفسه في تلك الحالة الوهمية، ليبدأ تدريجياً دون وعي في محاولة الدخول إلى تلك الشخصية غير الحقيقية والتعمق و التماهي فيها و تقليدها في الواقع، مما يعكس بشكل جلي أفعال غير مناسبة له وقد لا يتقبلها المجتمع. كما يرى باحثون في الجانب الاجتماعي، أن الإفراط في استخدام هذه التطبيقات على اختلافها يضعف الثقة في النفس، عن طريق إيهام المستخدم بشكل وصفات لا يمتلكها، و يدفعه ذلك إلى تفضيل النسخة الرقمية و الابتعاد عن الواقع ونبذه، ويعد استخدام تلك المؤثرات الموجودة ضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تحويلا لشخصية المستخدم بمبادئها، إلى شخصية هشة يسهل التلاعب بأفكارها ومشاعرها وردود أفعالها، بالإضافة إلى دخولها في عالم العزلة والاكتئاب، الذي أصبح يطلق عليه مؤخرا بالعالم الافتراضي التكنولوجي، وهو ما يزيد من الشعور بالدونية وهذا ما أسماه الأخصائيون بعدم الفخر بالذات، الذي يؤثر سلبياً على طاقة الأشخاص الداخلية، ليظهر تأثيره على المدى القريب. وبالعودة إلى تطبيق لينسا، الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في فترة وجيزة، فإن عدد تحميلاته بلغ 4 ملايين تحميل في أقل من خمسة أيام، وهو رقم مرتفع بالنسبة لتطبيق تعديل صور. مخاوف من اختراق الخصوصية من جانبها، أكدت الشركة المطورة للتطبيق أن صور الأشخاص و النموذج النهائي يتم من خوادمها فور إنشاء الصورة المعدلة وذلك حفاظا على خصوصية المستخدمين، خاصة بعد المخاوف المثارة حول مصير الصور الحقيقة التي يتم إدخالها في التطبيق. وتفاعل العديد من المشاهير العرب والجزائريين مع نتائج التطبيق التي أصبحت متداولة على نطاق واسع من جميع شرائح المجتمع، وبخاصة مستخدمين «فيسبوك» الذي ساعد في الانتشار السريع لها إذ أنه ولّد فضولا غير مسبوق ورغبة شديدة في التجربة لدى أشخاص من مختلف الأعمار خاصة صغار السن والمراهقين، مما أثار الخوف أكثر من نتائج هذا الإدمان