اتهم سفير السعودية لدى الجزائر عبد الله بن ناصر البصيري، جهات لم يسمها بالسعي لتعكير العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، عبر حسابات وهمية، وقال إن "محاولات بائسة للفتنة بين الجزائريين والسعوديين، تقف ورائها حسابات مجهولة". وشدد على أن هذه المحاولات لن تؤثر على "العلاقة الراسخة" بين الشعبين. تحدّث السفير السعودي لدى الجزائر عبد الله بن ناصر البصيري، عن "محاولات بائسة للفتنة بين الجزائريين والسعوديين". وقال إن "حسابات مجهولة" تقف وراءها. مؤكدا أن هذه المحاولات لن تُؤثر على "العلاقة الراسخة" بين الشعبين. وكشف السفير السعودي في الجزائر، بمناسبة الاحتفال بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، أنه لاحظ على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا قيام أشخاص بحسابات وهمية مجهولة، بنشر أخبار ومواضيع لبث الفتنة والفرقة بين الشعبين السعودي والجزائري الشقيقين، وذلك عبر صفحات وهمية تحمل أسماء أشخاص من السعودية يقومون بشتم الجزائر وهي في الأصل حسابات مندسة مدلسة تختار أسماء إعلاميين ومثقفين سعوديين أمثال كولومبس وغيرهم الكثير. وأكد أن مثل هذه المحاولات البائسة لتأجيج الفتن أيا كانت جنسية أصحابها، لا تعبر إطلاقا عن المشاعر الصادقة والراسخة بين السعوديين والجزائريين. وأضاف أنه على ثقة بأن تجاهل مثل هذه الحسابات المشبوهة، وتجنب الانجرار إلى متاهات، سيؤدي إلى إخفاقها وفشلها، كون العلاقة السعودية الجزائرية عصية على دعاة الفرقة والانقسام. وعبر السفير عن اعتزاز بلاده بالعلاقات القائمة بين البلدين والتي امتدت إلى عقود طويلة من التعاون المثمر والبناء، مستدلا على استمرار هذه العلاقات، من خلال قيام عدد كبير من المسؤولين السعوديين بزيارات مهمة إلى الجزائر في الآونة الأخيرة ومنها زيارة صاحب السمو الملكي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ومعالي وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق الربيعة ومعالي رئيس مجلس الشورى الدكتور، عبد الله بن محمد آل الشيخ. وقال الدبلوماسي السعودي، إن هذه الزيارات تؤكد أن التنسيق بين البلدين الشقيقين، بدأ يتجه نحو مستويات متقدمة وهو ما يتطابق مع توجيهات القيادة في المملكة ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، وكذلك حرص القيادة الجزائرية ممثلة في السيد الرئيس عبد المجيد تبون، على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيزها دائما، خاصة في الشق الاقتصادي، سيما وأن هناك رغبة كبيرة من قبل مستثمرين ورجال أعمال من المملكة حيث ستقوم وفود بزيارة الجزائر. واستحضر السفير في هذا السياق، الموقف المشرف الذي اتخذته الجزائر عندما أعلنت المملكة ترشحها لاستضافة معرض "إكسبو 2030"،. تأسيس قاعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين وكان سفير الجزائر لدى السعودية، قد أكد في تصريح صحفي قبل يومين، أن العلاقات السعودية الجزائرية تشهد تطوراً ملحوظاً، تجلّت في المستوى الرفيع للتشاور والتعاون بين الجزائر والرياض، وترجمتها الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين على أعلى المستويات، مؤكدا بان الجزائر تخطط حالياً لتأسيس قاعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري مع المملكة. وأوضح السفير محمد علي بوغازي، بأن الجزائر تسعى إلى الارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى إن أولى الأولويات حالياً هي العمل على تكثيف الزيارات المتبادلة بين المستثمرين ورجال الأعمال من كلا البلدين، وتشجيعها من أجل بحث سبل تأسيس قاعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وتابع: «من جهتنا، سنسعى إلى بذل قصارى جهدنا في سبيل رفع علاقات التعاون بين بلدينا إلى أعلى المستويات؛ إذ تجاوز عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ال30 اتفاقية، تغطي مجالات متنوعة منها الاقتصادية والتجارية، منها (إنشاء الشركة المختلطة للاستثمار، ومجلس رجال الأعمال المشترك)، بجانب اتفاقيات في مجال الثقافة والأرشيف». واعتبر بوغازي، بان الظروف مواتية جداً لرجال الأعمال السعوديين لخوض تجربة استثمارية في الجزائر، في قطاعات واعدة على غرار الفلاحة والصناعة والسياحة والمناجم والطاقة، يمكن من خلال ما هو متاح من فرص من خلق قوة اقتصادية واستثمارية هائلة بين البلديْن. وأضاف في السياق: «سنعمل مع السعوديين على تذليل الصعوبات لتنفيذ المشاريع الاستثمارية النّاضجة، ومرافقتها... بجانب العمل على تنفيذ العديد من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري... توجد عدة مشاريع بعضها جاهز للتوقيع والآخر قيد الدراسة».