توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة 21، لبطولة الرابطة الثانية، بإمكانية حدوث تغيير على مستوى قمة هرم ترتيب المجموعة الشرقية، لأن تواجد الرائد جمعية الخروب على صفيح ساخن بالحراش، كفيل بفتح شهية كوكبة المطاردة، رغم أن المطارد المباشر الاتحاد السوفي سيكون بدوره أمام اختبار عسير، الأمر الذي من شأنه أن يخدم أكثر نادي التلاغمة، وكذا مولودية قسنطينة، شريطة نجاح هذا الثنائي في استغلال عاملي الأرض والجمهور. سفرية جمعية الخروب إلى الحراش، تبقى محفوفة بالمخاطر، لأن "لايسكا" أصبحت مجبرة على العودة بكامل الزاد، للاطمئنان على مشعل القيادة لجولة أخرى على الأقل، وتجنب أي "سيناريو" قد يكلفها التنازل عن مشعل القيادة، الذي ظلت تحتكره منذ الجولة الثالثة، ولو أن "الخروبية" برهنوا في سابق الرحلات، بأنهم يجيدون التفاوض خارج الديار، إلا أن المعطيات تغيرت، بدخول السباق منعرجه الأخير، لأن التعادلات المحرزة في أغلب التنقلات ساهمت بقسط كبير في تقليص الفارق في الصدارة إلى نقطة واحدة، الأمر الذي زاد في درجة الضغط المفروض على المهاجم شرارة ورفاقه، ومباراة اليوم تكتسي أهمية بالغة، وتعد مفصلية في مصير الريادة، ولو أن أبناء "لافيجري" يبقى حصادهم متذبذبا داخل القواعد، ووضعيتهم الحالية تبقيهم على عتبة منطقة الجاذبية، كونهم يتقدمون بثلاث خطوات فقط عن مثلث السقوط، مما يجعل نقاط هذه القمة مهمة للفريقين. وعلى غرار الرائد، فإن الوصيف الاتحاد السوفي سيكون على المحك بباتنة، وذلك عند النزول في ضيافة "الكاب"، في قمة النقيضين، التي لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، ومعطياتها من مستنسخة من تلك المقترنة بموقعة الحراش، لأن الشباب المحلي يصارع من أجل الخروج من دائرة حسابات السقوط، بينما يراهن "السوافة" على هذه الرحلة للعودة بكامل الزاد، أو على الأقل تفادي الهزيمة لمواصلة مراقبة السباق عن كثب. تواجد ثنائي المقدمة في خطر بالحراش وباتنة تواليا، قد يعبد الطريق أمام نادي التلاغمة لاعتلاء الصدارة، ولو بعقد شراكة، وهذا بحكم استفادته من فرصة اللعب داخل الديار، خاصة وأن وضعيته ضمن كوكبة المتنافسين على تأشيرة الصعود جعلت نقاط ملعب خبازة غير قابلة للتفاوض، رغم أن الضيف اتحاد خميس الخشنة متعود على تفجير المفاجآت، و"سيناريو" الخروب في الجولة 12 يبقى راسخا في الأذهان، لكن تشكيلة المدرب زمامطة تراهن كثيرا على هذه الموقعة لمواصلة المشوار بريتم منتظم، على وقع "ديناميكية" النتائج الإيجابية، بصرف النظر عن إمكانية التربع على عرش الريادة في حال فشل الرائد والوصيف في الخروج من هذه الجولة بالنقاط الثلاث. من جهة أخرى، فإن وفاق سور الغزلان سيكون على صفيح ساخن بعين مليلة، لأن "لاصام" تبقى مطالبة بالمزيد من النقاط للخروج من دائرة الخطر، بعد نجاحها في تفادي الهزيمة منذ انطلاق مرحلة الإياب، وعلى مدار 5 مباريات متتالية، وعليه فإن الوفاق سيلعب فرصة الحظ الأخير في سباق الصعود، وأي تعثر سيرهن نسبة كبيرة جدا من حظوظه، في الوقت الذي تتواجد فيه مولودية قسنطينة أمام فرصة تدارك التعثرين الأخيرين، والاهتداء مجددا إلى سكة الانتصارات، لبعث أمل الصعود في قلوب الأنصار، وهذا باستضافة اتحاد الشاوية في "ديربي" تبقى فيه كفة الموك أرجح، لأن الزوار ليسوا في أحسن أحوالهم هذا الموسم، ووضعيتهم على مشارف منطقة الجاذبية تحتم عليهم الاستفاقة قبل فوات الأوان. والملفت للانتباه، أن أغلب لقاءات هذه الجولة تربط بين حسابات الصعود والسقوط في آن واحد، جراء تواجد منشطيها على طرفي نقيض، ولو أن معطيات القاعدة الخلفية تنطلق من وضعية مولودية العلمة، التي ستستقبل اتحاد ورقلة، لأن "البابية" تسعى للفوز على اتحاد ورقلة من أجل الخروج من مثلث السقوط، والمأمورية في غاية التعقيد، مقابل رهن شبيبة سكيكدة وحمراء عنابة كامل الحظوظ، وانتظار التعرف على هوية الزبون الثالث على متن قطار السقوط.