شرعت المكتبة المركزية لجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة في عملية رقمنة الرسائل الجامعية القديمة، حيث مست 3 آلاف رسالة منذ انطلاقها قبل حوالي شهرين إلى اليوم، في حين افتتح أمس المعرض السنوي للكتاب الجامعي بمشاركة 29 عارضا وسيستمر إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري. وأفاد مدير جامعة الإخوة منتوري، البروفيسور بن شهرة شول، في تصريح للنصر، أن الأسبوع الوطني للكتاب يتزامن مع الأسبوع الوطني للرياضيات الذي تحتضنه الجامعة أيضا، حيث يضم مجموعة من العارضين والمتعاملين في مجال الكتاب، موضحا أن المناسبة مخصصة لتسهيل الحصول على أحدث الإصدارات والعناوين التي يحتاج إليها الباحثون. وأضاف نفس المصدر أن جامعة الإخوة منتوري تضم تخصصات لم تفتح على المستوى الوطني، إلا في جامعتين أو ثلاث، ما يستوجب دعمها بركائز البحث، من خلال الكتاب الورقي والتوثيق الإلكتروني، واعتبر أنها تتوفر على كتب منشورة بمخابر الجامعة لكنها «بنسبة محتشمة نوعا ما»، مثلما قال، في حين أكد أن باحثين قد نشروا كتبا بجهدهم الشخصي، مؤكدا أن كفاءات الجامعة تحوز صيتا دوليا، وقد شهدت خلال السنة الجارية تكريمات لمجموعة أساتذة، من بينهم من صنفوا على أساس أفضل الإصدارات، فيما استفاد آخرون من التصنيف ضمن 51 أفضل باحث متميز عالميا. ونبه المسؤول أن الجامعة توفر للباحثين ما يساعدهم، في إطار انتمائهم إلى مخابر البحث أو في أطر أخرى، حتى تصبح جهودهم في المتناول. وذكر مدير المكتبة المركزية بجامعة الإخوة منتوري، عثمان بلغيث، أن المعرض يضم 29 عارضا، حيث تم فتح المجال لجميع دور النشر بحسب اختصاصاتها العلمية والأدبية، في حين أشار إلى أن عدد العناوين المعروضة يفوق الألف. وشرح محدثنا أن جائحة كورونا قد تسببت في تبعات سلبية على الكتاب، بعد غلق الاستيراد، حيث اختارت الجامعة العديد من الكتب، لكن الموردين وجدوا صعوبة في استيرادها، ما جعل من صرف الميزانية الخاصة بها أمرا صعبا. أما فيما يخص عدد الكتب الموجودة على مستوى المكتبة المركزية، فقد أوضح المدير أنها تضم عددا هائلا، وتتضمن حتى مخطوطات من العهد العثماني، بينما أشار إلى أن بعض الكتب قد استبعدت بسبب عدم حاجة الطلبة إليها اليوم. وسجلت مكتبة جامعة الإخوة منتوري 518 طالب ماستر ودكتوراه في النظام الوطني للتوثيق على الخط «أسانديال» منذ أكتوبر من العام الماضي، مثلما أكده لنا مدير المكتبة المركزية، بينما كشف أنه قد تم الشروع في رقمنة الرسائل الجامعية القديمة، والتي مستها عوامل الرطوبة من خلال مسحها، حيث تم تصوير حوالي 3 آلاف رسالة جامعية خلال الشهرين الأخيرين، مضيفا أن بعضها تعود حتى إلى الثمانينيات. وأكد مسؤول أن العملية تستهدف مسح جميع الرسائل المخزنة لديها، مضيفا أنه تم تخصيص فريقين للعمل على المشروع، فضلا عن أن مدير الجامعة قد وفر الأجهزة الضرورية لفائدة المكتبة للقيام بعملية الرقمنة. وقمنا بجولة في معرض الكتب الذي تحتضنه المكتبة المركزية، حيث لاحظنا وجود كتب تصب في مختلف التخصصات، على غرار كتب التاريخ واللسانيات واللغات والأدب، إلى جانب الكتب الخاصة بالمجالات التكنولوجية والعلمية، فضلا عن بعض الدوريات المتخصصة. وقد دعا ناشر، في حديث مع رئيس الجامعة ومرافقيه خلال تجوالهم على أجنحة العرض، أنه ينبغي الانتباه إلى ضرورة طلب كتب جديدة لا يتجاوز تاريخ صدورها 3 سنوات على الأكثر، مشيرا إلى أن بعض الكتب القديمة تدرج في الملكية العامة بسبب قدمها، ويتوقف الناشرون عن إنتاجها. وقد عقب مدير الجامعة على تدخل الناشر بالقول إن ميزانيات اقتناء الكتب الجامعية لا تستهلك بنسبة تصل إلى 60 بالمئة في بعض الأحيان، مضيفا أن السبب هو طلب بعض العناوين من الناشرين، لكنها في النهاية لا تُورّد للجامعة. وشدد المسؤول في حديثه مع عمداء الكليات الحاضرين معه، أن إدارة الجامعة توفر الأغلفة المالية وتمنح الفرصة للأساتذة والباحثين والطلبة ومسؤولي التخصصات من أجل المشاركة في اقتناء العناوين، حتى تكون خاضعة للاحتياج وفق المعايير المعمول بها ومتوفرة. من جهة أخرى، صرح مدير الجامعة أن السنة الدراسية الجارية تحصي 163 طالب دكتوراه جديد، بينما تعكف الجامعة حاليا على قبول تسجيل الطلبة الجدد من حاملي الماجستير، حيث يقدر عددهم بأكثر من 5، في حين أشار محدثنا إلى فتح تخصصات جديدة هذا العام، على غرار الإعلام الآلي الحيوي في شعبة البيولوجيا، حيث يفتح لأول مرة على المستوى الوطني بستة مناصب، بالإضافة إلى 9 مناصب في تعليمية اللغة الإنجليزية بعد سنوات من عدم فتح مناصب دكتوراه في اللغة الإنجليزية. أما نائب مدير الجامعة المكلف بدراسات ما بعد التدرج، الدكتور حمزة شهيلي، فقد أوضح أن فتح مناصب الدكتوراه قد أخضع لإستراتيجية وزارة التعليم العالي، والحكومة بصفة عامة، مشيرا إلى أن التركيز منصب على اللغة الإنجليزية من أجل تعزيز الدكتوراه على المستوى الوطني، فضلا عن الذكاء الاصطناعي والرياضيات، التي فتح فيها 19 منصبا خلال هذا العام، بفضل البعد الهام الذي تكتسيه، كما أشار إلى أن ذلك يستهدف إعادة إحياء هذه الشعبة لكونها أساس الذكاء الاصطناعي. وأضاف محدثنا أن اختيار الإعلام الآلي الحيوي يعود إلى كونه أساس الطب الحديث.