يتحدث الفنان أمين عبدلي المعروف باسم أمين هتلر عن أعماله الفنية الرمضانية التي شارك فيها ، وقال بأنه سيغيب عن الأعمال الكبيرة واقتصرت مشاركته على عملين فنيين فقط، وتحدث في هذا الحوار الذي خص به النصر عن علاقته بالفنان القدير صالح أوقروت وغيابه عن المشهد الفني بسبب المرض. النصر : هل ستكون حاضرا في الأعمال الرمضانية هذا الموسم ؟ الممثل عبدلي: نعم لي أعمال أشارك فيها خلال شهر رمضان، منها «سيتكوم» مع الفنان الحاج لخضر وعمار وأمين ومجموعة أخرى من الفنانين وهذا العمل في شكل سلسلة فكاهية اجتماعية، كما لي عمل فني آخر نحضر له مع الفنانة فريدة حرحار التي تلعب دور زوجتي، يتطرق العمل ليوميات جزائري خلال الشهر الفضيل، وسلوكياته خصوصا خلال اللحظات الأخيرة قبل الافطار، وما يكتنف يومه من نرفزة وقلق في المطبخ، هذه الظاهرة الموجودة في المجتمع نحاول معالجتها بأسلوب فكاهي، هذا إلى جانب كاميرات خفية تم الإيقاع بها خلالها، نتركها مفاجأة للجمهور خلال شهر رمضان. هذه الأعمال بعضها يعرض في قنوات عمومية وأخرى في قنوات خاصة . النصر: كيف تقيّم البرامج الرمضانية خلال المواسم السابقة، وكيف تتوقعها خلال هذا الموسم؟ الممثل عبدلي:حاليا لا أملك نظرة عن البرامج التي ستقدم، ولا يمكن الحكم على الأعمال إلا بعد تقديمها، لكن هذا العام لاحظت غيابا كبيرا لممثلين من عمالقة الفن، بحيث لم تكن لهم مشاركات في الأعمال المعلن عنها، ويتقدمهم الفنان القدير صالح أوقروت الذي نتمنى له الشفاء، إلى جانب ممثلين آخرين، وحتى بالنسبة لي لم يكن لي عمل كبير هذا الموسم . النصر: ما سبب ظهورك المحدود هل هي قلة العروض أم هو ابتعاد للعودة القوية ؟ الممثل عبدلي: السبب مرتبط بالسيناريو، بحيث لم تكن هناك نصوص في المستوى، والممثل يطمح دائما للتقدم أكثر، وليس العودة إلى الخلف، وكل ذلك مرتبط بوجود سيناريو في المستوى، وهذا ما ينقصنا حاليا، وجمهورنا تعود على أعمالنا ويستفسر معنا حينما يلتقينا في الشوارع حول الأعمال التي نشارك فيها، وهذا ما يجعلنا نبقى في الساحة الفنية ولا نغادرها ونشارك بما نستطيع، ولهذا أبقى حاضرا على الساحة الفنية ولكن ليس بأعمال كبيرة. النصر: في رأيك ما سبب أزمة ضعف السيناريوهات التي يطرحها فنانون وحتى مخرجون؟ الممثل عبدلي: أعتقد أن السبب مرتبط بغياب كتاب كبار ينجزون نصوصا ذات قيمة، وليس كل شخص مؤهل لكتابة سيناريو، ولابد أن يكون مختصا وعلى دراية كبيرة بمعنى السيناريو و طريقة كتابته، فالسيناريو بالنسبة للممثل لا يختلف عن الخياط الذي يخيط قميصا لشخص ما، بحيث إذا لم يكن على المقاس لا يلبسه، ونفس الشيء بالنسبة للنص إن لم يكن على مقاس الممثل لا يشارك في العمل الفني. النصر: قلت أنك ممن أوقع بهم في «الكاميرا الخفية» وهو نوع من البرامج كان محل انتقادات شديدة المواسم الماضية، كيف ترى هذا النوع من الإنتاج المرتبط عادة بشهر رمضان. الممثل عبدلي:ما يقدم في القنوات الجزائرية ليس كاميرا خفية وإنما كاميرا عنف، لأن الكاميرا الخفية هدفها هو التنفيس عن المشاهد، الملاحظ أن هناك بعض المنتجين لهذا النوع من البرامج يريدون منافسة ممثل مصري شهير يقدم أعمالا كبيرة، لكن برنامجه خلفه شركات تمويل كبرى ويدفع للمشاركين فيه أموالا مقابل «الأدوار» التي يقدمونها و هي مجرد تمثيل فقط، على عكس ما يحصل عندنا، لاحظنا كاميرا خفية تتضمن عنفا كبيرا واعتداءات واستعمال أسلحة بيضاء، كل هذا نرفضه ونتمنى أن تتحسن الأمور، لا بد من فرض رقابة دقيقة على هذه البرامج من طرف كل الجهات المختصة. النصر :وزارة الثقافة وترقية الفنون أطلقت ورشات من أجل ترقية العمل السينمائي و الصناعة السينموغرافية، ما رأيك في هذه المبادرة؟ الممثل عبدلي:المبادرة جيدة ولا بد من صناعة سينمائية قوية في الجزائر، لأن عدد الممثلين في الجزائر قليل، ولو نحاول إنجاز فليم مثل « الرسالة « لا نملك فنانين، والقلة الموجودة من الفنانين يجب استغلالهم في تكوين فنانين آخرين، وأيضا يجب العودة للمسرح والسينما، نحن نهتم بأعمال فنية خاصة برمضان فقط، ونتساءل لماذا لا يكون هناك عرض للأفلام في قاعات السينما، والجمهور يتابعها، حينما كنا في سن الطفولة نتذكر كيف كان آباؤنا يصطحبوننا لقاعات السينما لمتابعة الأفلام، ونعتبر هذا الحدث كبيرا، لكن التكنولوجيات الحديثة والإنترنت ربما أثرت بشكل كبير على هذه المشاهد القديمة، في حين يجب دائما النظر إلى الماضي لنسير نحو المستقبل. النصر: غاب الفنان صالح أوقروت عن الساحة الفنية بسبب المرض في المدة الأخيرة وتعد أنت من بين أصدقائه المقربين، كيف تصف لنا مشاعرك في ظل غياب هذا الفنان القدير عن المشهد الفني؟ الممثل عبدلي: الفنان أوقروت ترك فراغا كبيرا في الساحة الفنية، وتعودنا عليه بأعماله المميزة، حتى أنا كصديق لي في الميدان الفني كنا نلتقي في شهر رمضان، نرافقه إلى وادي الشفة بالبليدة للسباحة، وإلى الشريعة، وسيدي الكبير لاقتناء بعض الأغراض الرمضانية كالخبز مثلا، وكنت ألتقيه بشكل أكبر في شهر رمضان نقضي يومياتنا مع بعض، في حين منذ عامين ترك فراغا كبيرا بيننا ولم تعد تجمعنا هذه اللقاءات الحميمية معه، ونتمنى له الشفاء إن شاء الله، ونجدد التأكيد مرة أخرى بأن أوقروت ترك فراغا كبيرا في السينما الجزائرية، مثلما تركه عمالقة السينما الآخرين، ومنهم الفنان القدير عثمان عريوات وقامات أخرى كثيرة تركت الميدان، لأن الفنان حساس وشديد التأثر لأبسط الأمور.