شرع، نهاية الأسبوع الماضي، بولاية أم البواقي، في توزيع كميات كبيرة من اللحوم الحمراء للعجول البرازيلية المستوردة، على أصحاب القصابات التي أبدت رغبتها في عرضها للبيع بأسعار معقولة، وسط تسجيل امتناعِ العشرات من أصحاب القصابات عن استلامها، في مشهد أرجعته مصادرنا إلى سعي بعض التجار لطرح اللحوم بأسعار مضاعفة بعيدا عن هامش الربح الذي لا يتعدى 100 دينار في تلك المدعمة، وباشرت السلطات المحلية حملات لتحسيس التجار بالهدف وراء بيع اللحوم مقننة السعر للمواطنين. وذكر المكلف بالإعلام بمديرية التجارة وترقية الصادرات بأم البواقي خالد دليلش، أن أعوان الرقابة رافقوا تموين القصابات المعتمدة لعرض هذه اللحوم، وتمت مباشرة العملية من المركب الجهوي للحوم الحمراء بعين مليلة، أين كانت البداية بتوجيه 7 أطنان لست قصابات بالمدينة، وكذا ست بمدينة أم البواقي إضافة إلى عدد آخر بمعين البيضاء، وأكد المتحدث بأن عملية التوزيع التي يقوم بها متعامل اقتصادي معتمد في مجال توزيع اللحوم الحمراء، لا تزال مستمرة، وشملت يوم أمس عددا من القصابات بمدينتي مسكيانة والضلعة، أين تجري بمرافقة من مصالح مديرية التجارة بالولاية. وبخصوص التعهد الذي يوقعه أصحاب القصابات، بالالتزام ببيع اللحوم الحمراء بأسعار مقننة لا تتجاوز 1200 دينار، بين المتحدث بأن صاحب القصابة يوقعه مع الموزع، أين يلتزم فيه بطرح اللحوم التي تصله من المركب الجهوي للحوم الحمراء، بسعر لا يتعدى 1200 دينار، مضيفا بأن اللحوم التي توزع تصل من خلال رؤوس العجول حية للمذبح الجهوي، أين يتم ذبحها وإخضاعها للرقابة البيطرية، ثم يأتي الدور على تسويقها. من جهة أخرى سجلنا في جولة ميدانية قادتنا لعديد القصابات ببعض مدن الولاية، على غرار قصر الصبيحي وعين ببوش وأم البواقي وعين البيضاء ومسكيانة، عدم استلام العديد من القصابات للحوم الموجهة للتسويق بسعر مقنن، وأرجع أصحابها ذلك لقيامهم تحضيرا لشهر رمضان، بشراء رؤوس للعجول والأبقار، تكفيهم للاستجابة لطلبات زبائنهم خلال الشهر الفضيل، فيما ذهب آخرون للتأكيد بأن هامش الربح هو السبب، فاللحوم التي يبيعونها حاليا تغطي تكاليف عملية الذبح والنقل وصولا للمحلات المؤجرة، على عكس اللحوم مقننة السعر، التي لا يتعدى هامش الربح بها مبلغ 100 دينار. وبفكيرينة وواد نيني سجلنا عزوفا تاما للتجار من أصحاب القصابات عن استلام اللحوم مقننة السعر، وأكد بعض أصحاب القصابات بأنهم رفض التوقيع على التعهد ببيعها بسعر 1200 دينار، بل ورفض استلامها أصلا، لكي لا يتخلى الزبون عما يعرضونه خارج اللحوم المقننة. وأكد رئيس دائرة فكيرينة، أحمد نايل، للنصر، بأن السلطات المحلية سعت جاهدة لتحسيس أصحاب القصابات ببلديتي فكيرينة وواد نيني لاستلام وعرض اللحوم مقننة الأسعار، غير أن جميعهم رفضوا استلامها، وعددهم يتجاوز 15 تاجرا إلى جانب 3 بمدينة واد نيني، وأكد المتحدث بأن مساعي السلطات المحلية تبقى قائمة لإقناعهم بالعدول عن قرارهم، واستلام اللحوم حماية للقدرة الشرائية للمواطنين.