تشهد بلدية الياشير الواقعة بالمدخل الغربي لعاصمة البيبان على بعد 11 كلم حركية كبيرة تزامنا ودخول شهر رمضان الكريم بل أصبحت قبلة للعديد من المواطنين من داخل وخارج الولاية من أجل شراء اللحوم بمختلف أنواعها وخاصة اللحوم الحمراء التي تعرف بها منطقة الياشير على المستوى الوطني بجودتها العالية. ويعتبر موقع المنطقة الذي يعبره الطريق الوطني رقم 5 ووجود محول للطريق السيار ”شرق-غرب” بذات البلدية من بين الأسباب الذي جعل من المدينة قطب لعديد الزوار من أجل اقتناء لحوم الأغنام من مختلف القصابات التي تهيأت هي الأخرى للاستقبال هذا الشهر الفضيل بداية بتخفيض السعر في الكيلوغرام الواحد والذي لا يتعدى مبلغ 600 دينار جزائري والقيام بعرض منتوجاتهم بطريقة تسيل لعاب العابرين للطريق. ولعل ما يجعل توقف العائلات عند مختلف تجار اللحوم بمنطقة الياشير هي الطريقة الفريدة من نوعها في كيفية عرض لحوم الأغنام على واجهات المحلات والتي تحتم على مستعملي الطريق التوقف من أجل الشراء ولو الشيء اليسير وذلك بالنظر لغلاء الأسعار بالمحلات التجارية الأخرى عبر مناطق الوطن المختلفة. وللإشارة فإن منطقة الياشير تعرف منذ وقت طويل ببيع اللحوم والتفنن في كيفية وطريقة طهيها إذ يتوقف عندها معظم مستعملي الطريق الوطني رقم 5 أو الطريق سيار ”شرق-غرب” من أجل التلذذ بمختلف أطباق اللحوم في أيام غير رمضان، وما ميز هذه السنة عن سابقاتها هو انخفاض أسعار اللحوم الذي وصل إلى 500 دج والذي ساهم بشكل كبير في توافد مختلف العائلات على القصابات المتواجدة على مستوى حافة الطريق الوطني رقم 5 والذي يعبر وسط مدينة الياشير، وبالرغم من كثرة المحلات والقصابات التي تبيع اللحوم واختلاف الأسعار وتباينها إلا أن هذا لا يشكل عائقا بالنسبة لهم بل يزيد من شهرة المنطقة في بيعها لأجود لحوم الأغنام وهذا ما أوضحه لنا بعض أصحاب هذه القصابات والذين أكدوا بأن تباين الأسعار يرتبط بحنكة التجار في طريقة اختيارهم للماشية الصالحة للذبح والتي تمكنهم من المحافظة على هامش ربح معين مقابل الحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك الذي وجد ضالته خاصة في هذه السنة، ليبقى انخفاض السعر يشكل أحد التساؤلات الكبيرة التي يطرحها الوافدين على منطقة الياشير هذه المرة، غير أن بعض التجار أوضحوا بأن عملية انخفاض الأسعار من ارتفاعها تعود لطبيعة أصحاب المحلات في النظر لهامش الربح فمنهم من يعتمد على بيع الكمية بسعر مقبول والذي يتحصل على هامش ربح محترم مقابل بيعه لكميات كبيرة من اللحوم ومنهم من يريد بيع كمية قليلة بثمن مرتفع نوعا ما، في السياق وحول الانخفاض المحسوس في سعر اللحوم لهذه السنة أوضح بعض التجار بأن السبب يتعلق بالنقص الكبير لعمليات تهريب الماشية نحو تونس وليبيا والتي تلاشت هذه السنة نتيجة الظروف الأمنية التي يعيشها البلدين على مستوى الحدود بينها وبين الجزائر.