تتوقع النقابة الوطنية للصيادلة الخواص الإفراج قريبا عن المرسوم الوزاري المشترك الذي سينظم نشاط إنتاج المواد شبه الصيدلانية من بينها المكملات الغذائية، لا سيما ما تعلق بمنع الادعاءات الكاذبة بشأن المفعول السحري لهذه المنتجات، بهدف التشجيع على الإقبال عليها. سجل المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية زيادة في الإقبال على اقتناء المكملات الغذائية تزامنا مع استعداد الطلبة لاجتياز الامتحانات الرسمية، مؤكدا في تصريح "للنصر" بأن نهاية الموسم الدراسي أصبح فترة جد ملائمة للمنتجين لإغراق السوق بكميات معتبرة من المواد شبه الصيدلانية، من بينها التركيبات الموجهة للمساعدة على تنشيط الذاكرة والحفظ وتقوية الجسم. وأضاف المتدخل بأن زيادة الإقبال على المكملات الغذائية أصبح يفرض على الجهات الوصية الإسراع في إصدار النصوص القانونية لضبط الأمور، لا سيما وأن بعض الأصناف من هذه المنتجات أخذت محل بعض الأدوية، اعتقادا من المرضى بأنها أكثر فعالية للتخفيف من الآلام أو حالة الانزعاج التي يسببها المرض. وتوقع المتدخل الإفراج قريبا عن المرسوم التنفيذي المشترك ما بين وزارات الصناعة والتجارة والصحة الذي سينظم سوق المكملات الغذائية، ويضبط أسعارها التي تصل إلى مستويات قياسية بالنسبة لبعض الأصناف من هذه المواد، فضلا عن تحديد مجالات استهلاكها ومدى فعاليتها في مواجهة الحالات المرضية المختلفة. وأضاف السيد شابونية بأن المرسوم التنفيذي المرتقب صدروه قريبا، سيضع حدا للادعاءات الكاذبة بشأن مفعول المكملات الغذائية، التي يتم الترويج لها عبر الومضات الإشهارية التي تظهر بعض المكملات الغذائية على أساس أنها تضمن العلاج النهائي لأمراض مستعصية. كما سيمنع المرسوم التنفيذي المشترك قيد الإعداد تدوين معلومات مغلوطة على الغلاف الخارجي للمواد شبه صيدلانية، حول مفعول المنتوج بهدف استقطاب المستهلكين ودفعهم إلى اقتناء ما يتم عرضه في الصيدليات من مكملات غذائية مهما ارتفعت أسعارها. وأوضح عضو النقابة الوطنية للصيادلة الخواص بأن استهلاك المكملات الغذائية تحول إلى موضة في السنوات الأخيرة، التي شهدت ارتفاعا في مستوى الإقبال على هذه المواد وذلك لعدة أسباب، من بينها توجه بعض المنتجين لتوفير هذه التركيبات لتعويض النقص في بعض الأصناف من الأدوية في فترات سابقة. وأكد المصدر بأن المواد شبه صيدلانية من بينها الفيتامينات لا يمكنها أن تحل محل الأدوية، أو أن تعالج الأعراض المرضية، مبررا لجوء بعض الصيادلة إلى اقتراح المكملات الغذائية على الزبائن، بحرصهم على التقليل من نسبة الاستهلاك المفرط للأدوية التي تسبب أثارا جانبية على صحة المريض، في حال ما إذا كان الوضع لا يستدعي تناول الدواء الذي يحتوي على تركيبات كيميائية، قد تؤدي إلى رفع الضغط الدموي أو التأثير على صحة القلب مثلا. وينتظر أن يتم حصر العدد الإجمالي للمكملات الغذائية المنتجة محليا، إلى جانب إحصاء عدد المنتجين الذين يوفرون هذه الأصناف من المواد شبه صيدلانية، وذلك في إطار المرسوم التنفيذي المنتظر الإفراج عنه لاحقا، علما أن القانون الحالي يضع منتجي المكملات الغذائية تحت وصاية وزارة التجارة، لكونها لا تعد موادا صيدلانية، وبالتالي فهي لا تخضع لرقابة مصالح وزارة الصحة. وتوجه المصدر إلى الأولياء بضرورة مساعدة الأبناء على انتهاج الطرق السليمة للحفاظ على مستوى التركيز خلال الإعداد للامتحانات الرسمية، من بينها شهادة البكالوريا، بالحرص على توازن الوجبات الغذائية والنوم لساعات كافية عوض البحث عن حلول تعجيزية لرفع مستوى أداء أبنائهم يوم الامتحان. كما حذر من جهته الدكتور امحمد كواش مختص في الصحة العمومية من الانسياق وراء ما تروج له منصات التواصل من خلطات وهمية مضرة بالصحة، ومكملات تتضمن نسبا مختلفة من الفيتناميات تفوق ما يحتاجه الجسم، يؤدي استهلاكها المفرط إلى الإصابة بأعراض خطيرة من بينها الفشل الكلوي. واقترح المصدر في حديث معه، توفير المرافقة الصحية والنفسية للمقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، عوض دفعهم إلى استهلاك تركيبات قد تبدو أنها مساعدة على الفهم والتركيز والاسترجاع يوم الامتحان، غير أنها تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.