أكد، أمس، رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أن رص الجبهة الداخلية والتلاحم المجتمعي، والتأكيد على أهمية الجانب التاريخي في صناعة الوعي بالحاضر ودوره في بناء المستقبل، هو صمام الأمان والضامن لتفويت الفرصة على المتآمرين الذين لا يستسيغون عودة الجزائر إلى سالف مجدها بمؤسسات قوية عصرية مدركة لحجم التحديات والرهانات. وتوقف رئيس الغرفة السفلى للبرلمان، أمس، خلال يوم برلماني تحت عنوان «الذاكرة والوحدة الوطنية» تزامنا وذكرى الثامن ماي 1945، عند الأهمية البالغة للذاكرة في صناعة الحاضر والمستقبل والوعي بهما وتمتين الجبهة الداخلية، وقال بهذا الخصوص إن الجزائر التي عقدت العزم على أن تعود لدورها المحوري الفاعل في الساحتين الإقليمية والدولية «تدرك أهمية الجانب التاريخي في صناعة الوعي بالحاضر ودوره في بناء المستقبل». وأضاف بوغالي في ذات السياق أن هذه الجزائر تدرك أيضا أن «الجبهة الداخلية المتراصة، والتلاحم المجتمعي هو صمام الأمان، والضامن لتفويت الفرصة على المتآمرين الذين لا يستسيغون عودة الجزائر إلى سالف مجدها بمؤسسات قوية عصرية مدركة لحجم التحديات والرهانات، في خضم عالم متنازع الأهواء، متغير الخرائط والمعالم والتكتلات». كما أبرز المتحدث أن اضطلاع الجزائر بدورها المحوري يفرض عليها أن تكون منيعة من كل عوامل الاختراق التي تستهدفها لا سيما من جهة الذاكرة الجماعية، ودعا بالمناسبة رجال الإعلام إلى إيلاء المادة التاريخية كل العناية لصد مثل هذه المحاولات، حاثا إياهم على توظيف الصورة والصوت بالذكاء المطلوب لترسيخ عوامل الأمن وتعزيز اللحمة الداخلية و رص الصفوف لمجابهة التحديات. وأوضح المتحدث بأن الجزائر التي باتت اليوم دولة محورية تستحق هذه المكانة التي تعود إليها بحكم التاريخ، وبحكم الإمكانيات والموارد، تجعلها تراعي في سياستها الخارجية معطيات معقدة تتداخل في محيط وجوار له خصوصيات لا يمكن إلا أن تؤخذ بعين الاعتبار. وتابع بأن جزائر اليوم المحملة بالرصيد التاريخي المشرف وبتجاربها السابقة في محاربة كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب والعازمة على تجاوز كل العقبات بوحدة شعبها وجيشها وبوعي نخبها، مصممة على المضي لتحقيق الأهداف التي رسمتها وبدأت معالمها تتضح وتتجسد يوما بعد يوم من خلال البرنامج الواعد لرئيس الجمهورية. وبالمناسبة حيا بوغالي مبادرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قبل عام عندما أقر محطة الثامن ماي كيوم وطني للذاكرة، الذي سيكون سانحة متجددة نستلهم منها العبر و نربط فيها الأجيال الصاعدة بتاريخها المجيد كي تتحلى بدورها بنفس عزيمة الأسلاف وهي مقبلة بعزم على بناء الجزائر الجديدة. وقال إن تنظيم هذا اليوم البرلماني و الموسوم ب «الذاكرة والوحدة الوطنية» يرمي إلى تبيان علاقة المرجعية التاريخية و الأحداث الوطنية الناصعة والضاربة في عمق تاريخنا بالوحدة الوطنية واللحمة بين مكونات الشعب، وتماسك النسيج المجتمعي، خاصة في هذا الوقت بالذات التي تكشر فيه قوى الشر عن أنيابها مستهدفة تفكيك الشعوب وتدميرها وعزلها عن ماضيها وتشكيكها في موروثها الحضاري والزج بها في متاهات الفتنة. وختم بوغالي كلمته بالتأكيد على أن الجزائر وبما تحمله ذاكرتها الوطنية من أمجاد وبطولات وتضحيات عبر مراحلها تؤكد اليوم أنها على العهد ثابتة، وأن واجبها التاريخي والحضاري يملي عليها أن تناصر الشعوب التي تدافع عن حقها وتطالب بحريتها واستقلالها واسترجاع أراضيها على غرار الشعب الفلسطيني والصحراوي، ذلك أن هذا الموقف مستوحى من ضمير شعبها وذاكرتها التي لا تمحى. وقد تابع المشاركون في هذا اليوم البرلماني وثائقي المخرج السعيد عولمي حول الجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا ونظم بالمناسبة معرض خاص بالصور حول ذكرى الثامن ماي، من جانبه أكد الدكتور المؤرخ جمال يحياوي في كلمة له بالمناسبة حول موضوع اليوم البرلماني أن دولتنا ووحدتنا الوطنية مرتبطة بالذاكرة، وشدد على ضرورة تخليد كل ما له علاقة بالتاريخ والذاكرة الوطنية من مقولات وشعر وأغان وأحداث وغيرها. إلياس -ب