أكد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني، أمس، أن تقوية الجبهة الداخلية وتلاحم المجتمع، هما صمام الأمان لحماية الوطن وتفويت الفرصة على المتآمرين الذين يزعجهم مجد الجزائر بمؤسّساتها القوية. شقال بوغالي في افتتاح اليوم البرلماني حول "الذاكرة والوحدة الوطنية"، أن "الجزائر التي عقدت العزم على أن تعود لدورها المحوري الفاعل على المستوى الإقليمي والدولي، تدرك أهمية التاريخ في صناعة الوعي بالحاضر ودوره في بناء المستقبل"، مضيفا بأن الجبهة الداخلية المتراصة والتلاحم المجتمعي، يضمنان تفويت الفرصة على المتآمرين، "الذين لا يستصيغون عودة الجزائر إلى سالف مجدها بمؤسسات قوية عصرية، في عالم متنازع الأهواء ومتغير الخرائط والتكتلات". وأشار إلى أن جزائر اليوم المحمّلة برصيد تاريخي مشرف، وبتجاربها السابقة في محاربة كل أشكال التطرّف والعنف والإرهاب، عازمة على تجاوز كل العقبات بوحدة شعبها وجيشها، وبوعي نخبها، متطلعة إلى بناء مستقبلها، بما أتيح لها من إمكانيات، ومصمّمة على المضي لتحقيق الأهداف التي رسمتها وبدأت معالمها تتضح وتتجسد يوما بعد يوم من خلال برنامج رئيس الجمهورية. وأكد رئيس الغرفة السفلى للبرلمان أن الجزائر باتت اليوم دولة محورية، بحكم التاريخ وبحكم الإمكانيات والموارد التي تجعلها تراعي في سياستها الخارجية معطيات معقدة تتداخل في محيط وجوار له خصوصيات تؤخذ بعين الاعتبار، موضحا بأن لاضطلاعها بهذا الدور كان عليها أن تكون منيعة من كل عوامل الاختراق التي تستهدفها خاصة من جهة الذاكرة الجامعية. ودعا بوغالي إلى إيلاء المادة التاريخية عناية لصد مثل هذه المحاولات وترسيخ عوامل الأمن وتعزيز اللحمة الداخلية ورصّ الصفوف لمجابهة التحديات. من جهته أكد عبد المجيد شيخي مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف والذاكرة أن الشعب الجزائري يجمعه تاريخ مجيد وذاكرة مشرفة وهي عناصر قوية تجعله يتلاحم ويلتقي حول هذه العناصر مهما كانت الاختلافات، مشيرا إلى أن هذه العناصر التي تجعله كتلة واحدة متحدة تسري في المجتمع، ويجب تمجيدها وتمجيد من ضحوا من أجلها لحماية الجزائر. كما دعا المؤرخ جمال يحياوي عضو اللجنة المشتركة الجزائرية- الفرنسية للتاريخ والذاكرة، من جانبه، إلى صيانة وديعة الاستقلال وبناء جزائر قوية. واعتبر أن كتابة التاريخ وحمايته، الحجر الأساس لبناء الدولة الوطنية المتشبعة بقيم الهوية.