أخطاء الحكام لا تبرر اللجوء إلى العنف - رفض الحكم الدولي السابق وصاحب مبادرة إنشاء أول نقابة مستقلة خاصة بالحكام محمد زكريني تحميل مسؤولية العنف في الملاعب إلى فرسان الميادين (الحكام) لوحدهم، رغم اعترافه بوجود حكام ارتكبوا أخطاء فادحة كإعلان ضربات جزاء خيالية، أو حرمان فريق ما من احتساب هدف، أو غيرها من الأخطاء التحكيمية التي ساهمت في تحديد النتيجة النهائية لكم من مباراة مصيرية، سواء تعلق الأمر بتحديد المتوج باللقب أو النازلين إلى القسم الأدنى. زكريني الذي اتصلنا به صباح أمس وقبل الخوض في تفاصيل هذه الظاهرة التي استفحلت بشكل مخيف في الفترة الأخيرة، أصر على التوضيح بأن عنف الملاعب ظاهرة عالمية وليست خاصة بالجزائر فقط، ولو أنه اعترف بأن العنف بالملاعب الجزائرية استفحل بشكل غريب ومخيف خلال الفترة الأخيرة، مضيفا بأن ذلك يعود إلى عدة أسباب، يشترك كل الفاعلين في تواجدها، بداية بالتصريحات الاستفزازية- كما قال- التي يدلي بها رؤساء الفرق واللاعبين طيلة أيام الأسبوع، ناهيك عن تصرفاتهم اللامسؤولة خلال المباراة، وهو ما يكون غالبا وراء تهييج الأنصار ودفعهم إلى العنف، على أساس أن النتيجة بالنسبة له تأتي في المقام الأول. وفي السياق ذاته قال محدثنا بأن أخطاء الحكام سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، لا يبرر أبدا مثل التصرفات والاعتداءات التي شاهدناها السبت الفارط بملعب سعيدة، ولا الأحداث الأخرى التي سبقتها بملعب 5 جويلية مثلا وغيرها من الملاعب: "الأخطاء التحكيمية لا يجب أن نتخذها مبررا ليكون الرد بعنف، وهناك من الأخطاء التحكيمية من تسبب في إقصاء منتخبات وتأهل منتخبات إلى نهائيات المونديال، نذكر على سبيل المثال هدف تيري هنري باليد الذي أهل فرنسا إلى المونديال، ومع ذلك لم نسجل مثل الأحداث المؤسفة التي تسجل مؤخرا بملاعبنا. على كل حال نحن نندد بمثل هذه التصرفات، مع التأكيد على أن المسؤولية يتحملها الجميع، وعلى الجميع أن يلعب الدور المنوط به حتى لا تنزلق الأمور أكثر". أدرت الديربي القسنطيني أمام 50 ألف متفرج ولم يحدث مثل هذا العنف ومن أجل الحد من هذه الظاهرة الخطيرة أو القضاء عليها نهائيا، أقترح حكمنا الدولي السابق زكريني، يكون تكوين الحكام ورسكلتهم مستمرة، وأن يحمل المسؤولين على التحكيم شعار "أحسن حكم هو من يرتكب أقل عدد من الأخطاء في المباراة"، وأن تلجأ إدارات ملاعبنا إلى عمال محترفين يحرصون على نجاح التنظيم، لا إلى عمال مناصرين يتابعون اللقاء ولا يبالون بما يحدث بالمدرجات، هذا بالإضافة إلى كف مسؤولي الفرق واللاعبين عن التصريحات الاستفزازية، وحينها يمكننا أن نضمن الفرجة والمتعة، على غرار الديربيات القسنطينية بين الموك و السنافر التي أدرتها شخصيا خلال التسعينيات، سواء بملعب بن عبد المالك أمام 10000 متفرجا، أو بلعب 17 جوان سابقا أمام 50000 متفرجا، ولم يحدث شيئا من هذا القبيل رغم الندية والحساسية المفرطة بين أنصار الفريقين، بل بالعكس كنا نتمتع فعلا بمباريات في القمة. يجب تفعيل نقابات الحكام وإشراكها في الهيئات الرسمية زكريني وفي ختام حديثه إلى النصر عرج على نقابات الحكام، على غرار نقابة رابطة الوسط التي يرأسها الحكم الدولي السابق رومان، ونقابات البرج، مستغانم وتيزي وزو... مطالبا بضرورة تفعيلها وإشراكها كشريك وكطرف فعال في الهيئات الرسمية- في إشارة إلى المديرية الفنية الوطنية للتحكيم برئاسة لكارن- وذلك للدفاع عن حقوق الحكم الذي يبقى المشجب المفضل لتعليق الآخر أخطاءه عليه.