عوار وحيماد جديد المنتخب حملت قائمة المنتخب الوطني، المعنية بفترة التوقف الدولي المقبلة العديد من المفاجآت، وإن كان أهل الاختصاص يعتبرونها منطقية إلى أبعد الحدود، خاصة مع استدعاء رباعي اتحاد الجزائر الذي كافأه الناخب الوطني جمال بلماضي، على المشوار الرائع في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية، دون نسيان الدعوة المستحقة لبعض العناصر المتألقة مع أنديتها الأوروبية، في صورة حيماد عبد اللي وبن رحمة وفيكتور لكحل، الذين استغلوا غياب بعض الركائز . ووجه مدرب الخضر الدعوة إلى 26 لاعبا، تحسبا للمباراتين المقررتين أمام أوغنداوتونس يومي 18 و20 جوان الجاري، من بينهم سبعة عناصر جديدة، مقارنة بآخر معسكر تحضيري (شهر مارس الماضي)، ويتعلق الأمر بكل من بن بوط ولوصيف وعوار وعبد اللي ومحيوص وفيكتور لكحل وبن رحمة، حيث عوضوا كلا من أوكيدجة وآيت نوري وبن ناصر وزرقان وقادري وبلايلي ودولور. كما شهدت القائمة أيضا بعض الغيابات، جراء الإصابة ونقص الجاهزية، ولو أن الناخب الوطني، وجد بعض الحلول البديلة التي ستسعى جاهدا لإثبات أحقيتها بدعوة المنتخب الوطني، المقبل على تحديات مهمة بداية من جانفي 2024. هذا، وجدد بلماضي الثقة في خدمات العناصر المستدعاة في تربص مارس، باستثناء آيت نوري الذي فضل عليه خيار لوصيف المتألق في منصب الظهير الأيسر مع سوسطارة، مع امتلاكه ميزة اللعب في مركز الظهير الأيمن أيضا. بلماضي يكافئ رباعي سوسطارة بالعودة إلى القائمة المعلن عنها سهرة أمس الأول، نجد أن أبرز شيء ملفت فيها هو استدعاء أربعة عناصر من البطولة المحلية على غير العادة، ويتعلق الأمر بنجوم اتحاد الجزائر الذين نجحوا في قيادة فريقهم لنهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، ويقتربون من التتويج بالكأس القارية، ونعني بالذكر كلا من الحارس أسامة بن بوط والمدافع الأيمن هيثم لوصيف وزميله في الخط الخلفي زين الدين بلعيد الذي جدد فيه بلماضي الثقة، ناهيك عن الهداف أيمن محيوص الذي كان الجميع في انتظار منحه الفرصة، بعد تألقه الملفت، سواء مع ناديه أو مع المنتخب المحلي الذي سجل معه خمسة أهداف كاملة في بطولة «الشان». واستغل لاعبو الاتحاد، فرصة غياب بعض الأسماء للإصابة وقلة الجاهزية، من أجل التشرف بالتواجد ضمن قائمة المنتخب الأول، وهو ما من شأنه أن يمنحهم دافعا أكبر في إياب كأس الكاف، المقرر يوم السبت أمام يونغ أفريكانز. جدير بالذكر، أن بن بوط ومحيوص سيتواجدان مع المنتخب الوطني لأول مرة في مشوارهما، بينما سيجدد هيثم لوصيف العهد مع تشكيلة الخضر، بعد غياب استمر لفترة 4 أعوام، وتحديدا منذ مواجهة غامبيا ضمن تصفيات «كان» 2019. عوار وعبد اللي جديد المغتربين حملت القائمة مفاجأة أخرى، تتمثل في توجيه الدعوة لصانع ألعاب نادي أونجي الفرنسي حيماد عبد اللي الذي حقق حلمه أخيرا بتمثيل بلده الأصلي الجزائر، وهو الذي لم يمل من مغازلة بلماضي طيلة الأشهر الماضية، بدليل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها لجريدة «أونز مونديال» التي وعد خلالها بجلب الإضافة للخضر، في حال تحصل على الفرصة، وفي هذا الخصوص قال:» « أبي جزائري وأمي من جزر المارتينيك، ولكنني أشعر أكثر كوني جزائري، وأحب الجزائر أكثر هو إحساس هكذا لا أستطيع شرح ذلك، لقد كنت اذهب للجزائر عندما كنت صغيرا.. أنا ونبيل بن طالب نتحدث كثيرا عن الجزائر والمنتخب الوطني وعن كرة القدم في إفريقيا»، وتابع:» بمجرد الحصول على استدعاء المنتخب الوطني، يبقى الأمر بيدي لتأكيد من أكون، فعند بداية الموسم، لم أكن أحصل على فرص كثيرة للعب مع فريقي، ولذلك كنت أعلم جيدا أن حظوظ استدعائي للمنتخب كانت منعدمة، أما الآن أنا أسعى للتواجد في معسكر جوان، بعد حصولي على فرص لعب أكثر، وأعتقد أنني أظهرت مستوياتي الجيدة». وتألق عبد اللي بشكل ملحوظ في آخر الجولات، بدليل مساهمته في أربعة أهداف كاملة في آخر أربعة لقاءات، بعد تسجيل هدفين عالميين في مرمى كل من مونبوليي وتروا، بينما قدم تمريرتين حاسمتين أمام كل من موناكو ومارسيليا، وهو ما عجل بدخوله لحسابات بلماضي، الذي يراه أفضل خليفة لقادري. ويعتبر حيماد المولود عام 1999، لاعبا صاحب بنية مرفولوجية قوية، كما أنه يعد خريج أحد أفضل المدارس الكروية في فرنسا، ويتعلق بلوهافر التي تدرج في مختلف أصنافها، قبل أن يغادرها الصائفة الماضية صوب نادي أونجي. بالمقابل، سيسجل متوسط ميدان نادي ليون حسام عوار حضوره الأول مع المنتخب الوطني، بعد أن غيّر جنسيته الرياضية شهر مارس الماضي، وإن كان آنذاك لم يستطع تلبية الدعوة، في ظل انشغاله بحسم مستقبله، إذ أمضى مؤخرا مع نادي روما، وهو ما سمح لمدرب الخضر بإدراجه ضمن قائمة جوان. عوار البالغ من العمر 24 سنة، سيكون إضافة قوية لوسط ميدان المنتخب الوطني مستقبلا، لما يتمتع به من مؤهلات، حيث سيجربه بلماضي في منصب سفيان فغولي الذي عانى مدرب الخضر من غيابه في الفترة الأخيرة، وإن كان خريج مدرسة ليون بحاجة إلى الوقت، في ظل تراجع مستواه لقلة مشاركاته. عودة مستحقة لفيكتور لكحل لم تقتصر المفاجآت على استدعاء بعض لاعبي الاتحاد فقط، إلى جانب موهبة نادي أونجي حيماد عبد اللي، بل امتدت إلى قائد نادي لوهافر فيكتور لكحل الذي سجل عودته من جديد إلى قوائم الخضر، بعد غياب دام لأربع سنوات كاملة، حيث تعود أول وآخر مشاركة له إلى مباراة تونس الودية التي تعرض خلالها إلى قطع في الرباط الصليبي. وتبدو دعوة فيكتور لكحل جد مستحقة، جراء العروض المبهرة التي يبصم عليها مع ناديه لوهافر الذي قاده إلى العودة إلى «الليغ 1»، بدليل اختياره ضمن التشكيلة المثالية للموسم الكروي، كما أنه نافس على جائزة أفضل عنصر في البطولة. واستغل فيكتور لكحل الغياب الاضطراري لبن ناصر المصاب على مستوى الركبة، حيث سيكون إلى جانب نبيل بن طالب وراميز زروقي في الاسترجاع، في انتظار نيله الفرصة لتأكيد أحقيته بالعودة إلى صفوف المنتخب من جديد. فيكتور لكحل البالغ من العمر 29 سنة، حقق أرقاما جد مقبولة هذا الموسم، حيث نجح في تسجيل 6 أهداف خلال 36 مباراة بمعدل دقائق 3172 بتقييم 7.57. وكان لفيكتور لكحل تصريحات في ميكروفون « دي زاد فوت» على هامش حفل توزيع الجوائز المنظم مؤخرا من طرف الرابطة الفرنسية لكرة القدم، قال فيه عن إمكانية عودته إلى الخضر:» أفعل كل شيء للعودة إلى المنتخب الوطني إن شاء الله، المدرب هو صاحب القرار الأول والأخير، الأمر متروك لي للعمل أكثر». الإصابة تُغيب بن ناصر وعطال ودولور وتم الاستنجاد بسبعة أسماء جديدة خلال المعسكر التحضيري المقرر انطلاقته بداية من 12 جوان، بسبب قلة جاهزية البعض ومعاناة البعض الآخر من الإصابة، لا سيما الثلاثي إسماعيل بن ناصر ويوسف عطال وأندي دولور، إذ كان من المستحيل إدراجهم ضمن القائمة، في ظل تواجدهم في فترة علاج. وأجرى بن ناصر عملية جراحية مستعجلة على مستوى الركبة ستبقيه دون منافسة لستة أشهر كاملة، فيما يعاني ديلور من إصابة عضلية، بينما أصيب عطال في آخر جولة، ليواصل الحظ العاثر مطاردة خريج أكاديمية نادي بارادو. استبعاد منطقي لبلايلي وآيت نوري وزرقان وقادري وإلى جانب الثلاثي المصاب، فضل الناخب الوطني استبعاد أسماء أخرى تعاني نقص المنافسة، بداية بلاعبي الدوري البلجيكي آدم زرقان وعبد القهار قادري، اللذين أنهيا الموسم مبكرا مع فريقيهما شارل لوروا وكورتري على التوالي ( لعبا آخر مقابلة رسمية يوم 23 أفريل الماضي)، فيما يتواجد يوسف بلايلي دون فريق، وهو ما عجل بخروجه من الحسابات، خاصة مع المستوى الكبير الذي يبصم عليه منافسه في الرواق الأيسر سعيد بن رحمة المتألق مع ناديه ويست هام الانجليزي الذي قاده لنهائي دوري المؤتمر الأوروبي، دون نسيان الغياب الملفت للوافد الجديد ريان آيت نوري، الذي ذهب ضحية تهميشه المتواصل مع ناديه وولفرهامبتون، حيث لم يخض خلال آخر 12 مباراة سوى شوطا واحدا. جدير بالذكر، أن بلايلي متواجد مع المنتخب بصفة متواصلة منذ قدوم بلماضي عام 2018، حيث لم يغب عن أي معسكر. مشوار مبولحي مع المنتخب يصل خط النهاية واصل بلماضي استبعاد الحارس المخضرم رايس وهاب مبولحي عن صفوف المنتخب الوطني، ليغيب عن ثاني معسكر على التوالي، وهو ما فسرته بعض الجهات، بأنه نهاية مشوار مبولحي مع الخضر، خاصة مع امتلاك الناخب الوطني لخيارات متألقة في هذا المركز الحساس، في صورة حامي عرين نادي كون أنطوني ماندريا، وحارس نادي ضمك السعودي مصطفى زغبة، ناهيك عن المتوهج مع ناديه في الفترة الحالية أسامة بن بوط الذي عوض ألسكندر أوكيدجة. ويعتبر مبولحي من أساطير المنتخب الوطني، كيف لا وهو الذي يدافع عن ألوان الخضر منذ عام 2010، حيث شارك في نسختي مونديال، إلى جانب خوضه لعدة كؤوس إفريقية، لعل أهمها كان 2019 التي نال خلالها القفاز الذهبي. علما، وأن آدم وناس واصل الغياب هو الآخر، في ظل عدم استعادته لمستوياته السابقة، إذ لا يزال متأثرا من كثرة الإصابات التي عانى منها هذا الموسم. سمير. ك القائمة المستدعاة حراسة المرمى: أنتوني ماندريا (كون الفرنسي)، مصطفى زغبة (ضمك السعودي)، أسامة بن بوط (اتحاد العاصمة). المدافعون: كيفن قيتون (باستيا الفرنسي)، مهدي ليريس (سامبدوريا الإيطالي)، عيسى ماندي (فياريال الإسباني)، محمد أمين توغاي (الترجي التونسي)، زين الدين بلعيد وهيثم لوصيف (اتحاد العاصمة)، رامي بن سبعيني (بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني)، جوان حجام (نانت الفرنسي)، أحمد توبة (باشاك شاهير التركي). لاعبو الوسط: هشام بوداوي (نيس الفرنسي)، حيماد عبد اللي ونبيل بن طالب (أنجي الفرنسي)، فيكتور لكحل (لوهافر الفرنسي)، رامز زروقي (تفينتي أنشخيده الهولندي)، حسام عوار (أولمبيك ليون الفرنسي). المهاجمون: رياض محرز (مانشستر سيتي الإنجليزي)، سعيد بن رحمة (وست هام يوناتيد الإنجليزي)، فارس شعيبي (تولوز الفرنسي)، بدر الدين بوعناني (نيس الفرنسي)، محمد أمين عمورة (لوغانو السويسري)، بغداد بونجاح (السد القطري)، أيمن محيوص (اتحاد العاصمة).