الرجل الهادئ الذي أعاد المجد للفيلة ولد مرشح الاشتراكيين فرانسوا هولاند (57 سنة) بمدينة روان وهو خريج المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة (ENA) سنة 1980، وقد ترأس الحزب الاشتراكي الفرنسي من 1997 إلى 2008، كما شغل أيضا منصب عمدة مدينة ”تول” من 2001 إلى 2008، قبل أن يصبح مرشح الاشتراكيين للرئاسيات الفرنسية في 16 أكتوبر 2011، وذلك بعد فوزه على مارتين أوبري خلال الانتخابات الاشتراكية. ويواخذ الكثيرون على النائب عن الدائرة الأولى لمنطقة “كوريز” قلة خبرته في تولي مناصب حكومية، غير أنه أظهر ثباتا في آدائه ونال مصداقية لدى الفرنسيين، كما أصبح شيئا فشيئا المرشح الأكثر حظا للفوز بالرئاسيات. ويؤكد آخرون أن هولاند عرف كيف يستثمر في عثرات ساركوزي الذي وصف أسلوبه في الحكم بأنه “فظ”، كما اتهمه في العديد من المرات بتأليب نصف الفرنسيين ضد النصف الآخر، هولاند الذي لم يكثر من الوعود شكّل بذلك فرصة الاشتراكيين للعودة إلى الرئاسة بعد عشريتين كاملتين، وقد أكد في خطاباته أنه سيكون رئيسا معتدلا مع تكريسه لرئاسة “طموحة” للفرنسيين.ويعرف مرشح الاشتراكيين وسط حزبه بأنه رجل مرن وغامض، حيث يؤكد بعض مقربيه أنه “لا يخفي شيئا” فيما يقول آخرون أنه “رجل استراتيجي يحب أن يفهم الناس الذين حوله دون أن يخسر أفضلية السبق عليهم”، فيما يقول خصومه السياسيين أن مظهره مخادع . ومنذ سنتين كان هولاند يجوب ربوع فرنسا ليروّج لصورته الجديدة وليمحي ما كان يروّج عنه بأنه يهاب المواجهة والمجابهة، حيث عمل على إظهار نفسه بمظهر الرجل الصلب، وهي الحملة التي تسبّبت حسب المقربين منه في إرهاقه وخسارته لأكثر من عشرة كيلوغرامات من وزنه خلال هذه الفترة .ورغم أن أغلبية استطلاعات الرأي أعطته الأفضلية في الدور الأول والثاني، إلا أن رفيق المرشحة التعيسة السابقة سيغولان روايال وأب أبنائها بقي متحفظا حتى اللحظات الأخيرة لاقتراع أمس، قبل أن تكشف النتائج الأولية أنه نال على 28.4 من الأصوات في الدورة الأولى. هشام-ع