محمد عادل مغناجي أنتظر زيتونة تمشي على قدمين ساحرتين أصابعها أمل ضاحك في اللقاء وقلبها سماء تسبقها لملاقاة عطورها القديمة أنتظرك وأعرف أنني قميص جاف وكمزقة ملقاة على شاطئ مجهول أنتظرك وأعرف أنني وردة مغتصبة الربيع أثوابها مدلاة على شفاه الوقت وحنينها كطفل يتيم على حافة نهر غاضب أنتظر تأتين أولا تأتين لا أستطيع تحديد وجهة المشاعر من منا يحدها أو يرسمها بلون التفاح أو الحمأ من منا يقدر أن يرش عبق الفتنة على نار قلبه أو على مواقد قلوب الآخرين لا أملك تحديدا صافيا المهم عينايا انتظار وجسدي حبل أشكل الجبل العائم أعوم في خضم الحروف والاحتراقات وأطلع كالصباح الجديد بقدرة الله على أكف المسارات والمهالك منورا كجميلة في عرسها الأبدي متزوجة بالخيال باللحظة بالنشوة ملونا بالأبنوس والزبرجد الأخضر وعلى رأسي بضع ياقوتات وأفكار طفلة ليس لها لسان ولو كان لها قول لبكت أو تذكرت موطنها الأصلي أنتظرك على عتبة الماء على عتبة البكاء الشامخة للعتبات قيم كالحريات والجمال والحق والجنة والحب للعتبات نوافير للحديث والعطر وأحرف من سجاد الذهب ولها أسرار كما أن للأسماء والأشخاص والورود والنساء والعصافير والفصول أسرارها الأبدية والصوفية ألقي بي في مهوات الآهات كأنني صوفي له عمامة الشعر أو ناسك يبحث عن النور في مقامات الصدق والحيرة والتنسك أتأبّى أن أرد مشاويرك البهية على وجهي أينما وجهت روحي فثمة الحنين كأشجار السرو العالية وكتوت البيوت يسقط من حين لآخر مع مطر الفكرة والفكرة والعاطفة إلى أسرة النوم والبهاء دون شعور من الحكايات هكذا أنتظرتك طويلا أو قصيرا ولم تأتي أعلو ذرًا من التفكرات التي كالطرق الملتوية وأعود مصطدما بمأساتي الداخلية بسيزيفي الملون بي الذي يتخذ شكلي وحالتي وهكذا أشعلت كل ثواني الفرح يا التي كانت بجانبي واحتجت وتكفّفت ثوانيّ أخرى محترقة أو خضراء المهم كتبت ما استطعت على وجه الحقيقة إنني منتظر.