تنتهي في حدود الساعة الرابعة من مساء اليوم، الآجال المحددة لإيداع ملفات الترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تحسبا لانتخابات تجديد المكتب الفيدرالي المزمع تنظيمها أوائل شهر سبتمبر القادم، وسط «سيسبانس» كبير بخصوص معطيات سباق خلافة جهيد زفيزف على رأس الفاف، ولو أن المعطيات الأولية التي تحصلت عليها النصر تشير إلى أن التنافس على رئاسة أعلى هيئة كروية وطنية قد يكون ثنائيا، بدخول الناخب الوطني السابق مزيان إيغيل المعترك الانتخابي، وسعي وليد صادي للظفر بكرسي الرئاسة في مبنى دالي إبراهيم، بينما لم يكشف رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار عن قراره النهائي، وفضل التريث إلى غاية الأنفاس الأخيرة للإعلان عن موقفه. والملفت للانتباه، أن الترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أصبح مرهونا بجملة من الشروط القانونية الواجب توفرها سواء في المترشح لمنصب الرئاسة أو أعضاء قائمته، الذين سيشكلون تركيبة المكتب التنفيذي، خاصة وأن اللجنة المكلفة بالإشراف على تنظيم العملية الانتخابية برئاسة علي مالك عمدت إلى الشروع في التطبيق الصارم لنص المرسوم التنفيذي رقم 309 22، المؤرخ في 12 سبتمبر 2022، والمعدل والمتمم لنصوص المرسوم التنفيذي 330 14، سيما منها ما يتعلق بالشرط المقترن بالمستوى الجامعي، وإثبات ذلك بشهادة صادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لأن دخول هذه النصوص القانونية حيز التطبيق حتى قبل المصادقة على مشروع تكييف القانونين الأساسي والداخلي من طرف الجمعية العامة كان بمثابة العقبة القانونية التي اصطدم بها الراغبون في خلافة زفيزف على رأس المنظومة الكروية الوطنية. وفي هذا الصدد، فإن المعطيات التي تحصلت عليها النصر، تفيد بأن رحلة البحث عن أعضاء يستوفون شرط المستوى الدراسي ضمن القائمة الفعلية للجمعية العامة للفاف، حصرت المجال في فئة قليلة جدا، سواء من رؤساء الرابطات الجهوية والولائية أو حتى مسؤولي نوادي الرابطة المحترفة، الأمر الذي جعل الاحتكام إلى «التفويضات» كمخرج «قانوني» لتجاوز هذه القيود، في الوقت الذي كانت قد ارتسمت فيه معالم السباق الثنائي على كرسي الرئاسة مسبقا، وذلك بكشف وليد صادي عن نيته في تولي رئاسة الاتحادية، وإعلان إيغيل مزيان عن رغبته في خوض تجربة في منصب رئيس الفاف، بعدما كان في سابق السنوات قد قاد المنتخب الوطني، وأشرف على تدريب بعض الأندية من البطولة الوطنية. من هذا المنطلق، فإن صعوبة ضبط القائمة تسبب في تأخر كل مترشح في ترسيم دخوله السباق، لأن إعداد الملف الإداري يمر عبر حتمية جمع ملفات 17 مترشحا لعضوية المكتب الفيدرالي، ما بين أعضاء أساسيين وإضافيين، بشرط أن يستوفوا جميعا ما هو منصوص عليه في المرسوم التنفيذي 309 22، في شقه المقترن بالمستوى الدراسي، دون تجاهل باقي الشروط، المتمثلة أساسا في التواجد ضمن الهيئة المفوضة لمدة لا تقل عن سنة، وكذا إثبات مزاولة التسيير في الشأن الكروي لفترة 3 سنوات على أقل تقدير بالنسبة لكل مترشح لرئاسة الفاف، فضلا عن إيداع نسخة من برنامج العمل المسطر، وهي أمور أصبحت «ثانوية» بالمقارنة مع إشكالية ضبط قائمة المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي. واستنادا إلى مصدر جد مقرب من وليد صادي، فإن المعني بالأمر تمكن منتصف نهار أمس السبت من جمع ملفات 19 عضوا، أبدوا رغبتهم في التواجد معه في المكتب الفيدرالي، جلهم من الوجوه الجديدة، وأن صادي تحصل على تفويض رسمي من إدارة وفاق سطيف لتمثيل النادي في الجمعية العامة للفاف، مما يعني حيازته على صفة العضوية بصورة آلية، لكنه حسب مصدرنا أرجأ ترسيم ترشحه إلى غاية عقد جلسة عمل مع أطراف محسوبة على رؤساء سابقين في الاتحادية، لجس نبضهم بخصوص رغبته في العودة إلى الفاف، بعدما كان في وقت سابق قد تولى منصب مناجير عام للمنتخب الوطني. بالموازاة مع ذلك، أكد مصدر جد مقرب من مزيان إيغيل للنصر بأن القائمة التي يراهن عليها الناخب الوطني السابق للظفر برئاسة الفاف، تتشكل في الأساس من أعضاء يحملون تفويضات من رابطات وأندية من الرابطة المحترفة، في صورة عز الدين آيت جودي، الذي تحصل على تفويض من إدارة شبيبة القبائل، وكذا عراس هرادة، الذي سيمثل أولمبي المدية، فضلا عن حكيم مدان ومحمد معوش من المكتب الفيدرالي السابق، إضافة إلى أعضاء من 7 رابطات، من بينها الرابطة الوطنية لكرة القدم داخل القاعة وكذا رابطة عنابة الجهوية، إضافة إلى الرابطات الولائية لكل من سكيكدة، البليدة، غليزان، تيموشنت وبومرداس. على النقيض من ذلك، فقد ارتأى رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار التردد في الإعلان عن موقفه الرسمي بشأن الترشح لرئاسة الفاف، بعدما تم تداول اسمه كثيرا في الكواليس، مع المراهنة على كتلة رؤساء الرابطات كجناح مساند له، لكن المعي بالأمر لم يظهر كثيرا في الساحة، في ظل وجود كتلتين، مما يعني بأن مدوار قد يكون خارج السباق، من خلال عدم إعلان ترشحه، خاصة وانه كان ينتظر اتضاح الرؤية أكثر بخصوص قائمتي إيغيل وصادي، واللعب على ورقة «التفويضات» جرده من الكثير من الأصوات التي كانت محسوبة لصالحه. للإشارة فإن كل مترشح لمنصب الرئاسة يبقى مجبرا على إيداع ملف ترشحه لدى الأمانة العامة للفاف قبل الساعة الرابعة من زوال اليوم، على أن تتولى اللجنة التي يرأسها رئيس رابطة الهواة علي مالك دراسة الملفات يومي الاثنين والثلاثاء، مع إمكانية مطالبة كل مترشح سواء للرئاسة أو عضوية المكتب الفيدرالي بتكملة ملفه في آجال الدراسة، قبل الإعلان عن القائمة الرسمية عشية الثلاثاء، مقابل اعتماد مهلة للطعون تدوم 48 ساعة، لتتضح بعدها الرؤية تحسبا للجمعية العامة الانتخابية المزمع عقدها في الرابع سبتمبر القادم.