تعرف محلات بيع مستلزمات الطرز و الخياطة نشاطا ملحوظا هذه الصائفة، مسجلة حضورا قويا لحرفيات و هاويات وجدن في الكثير من الأنشطة اليدوية فرصة لملء الفراغ و توفير دخل إضافي. تصادفنا إعلانات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تخص منتجات حرفية كالسلال و المفروشات و الوسائد، و حتى الزرابي التقليدية وكلها مصنوعة يدويا، وعليها إقبال كبير هذا الموسم بوصفها موضة كرست عودة قوية للحرف اليدوية التي طلقتها النساء لسنوات طويلة لتقررن العودة إليها مجددا، من باب الجمع بين التقليدي و العصري لإنتاج تحف فنية تستغل في ديكورات المنازل. أكدت شابة جامعية صادفناها بأحد المحلات بزنقة العرائس بالجزائر العاصمة، بأنها تمارس الحياكة كهاوية و تحب تعلم كل ما يتعلق بالحرف اليدوية خارج أوقات الدراسة، وقد دفعها شغفها للعمل بجهد و استغلال التكنولوجيا للاستثمار في هوايتها، من خلال الإطلاع على جديد صناعة "الماكرامي" التي تمارسها منذ سنوات، فتعمل على تطوير تصاميمها و تعرضها للبيع على السوق الإلكترونية، حيث عرفت نفسها كحرفية مبتدئة، وقالت بأن الطلب على منتجها كبير خاصة من قبل النساء. كريمة البالغة من العمر 32 سنة، عينة أخرى حدثتنا عن نشاطها الصيفي، وقالت إن هوايتها التطريز على القماش بمختلف أنواع الخيط و الإبر، و هي هواية عملت جاهدة على تطويرها، و إدخالها في الكثير من القطع التي تستغل في ديكورات البيوت و حتى الألبسة، ما فتح أمامها الباب ليتحول عملها من هواية تصنع من خلالها منتوجات لها و لأقاربها دون مقابل إلى نشاط تجاري، إذ تبيع الكثير من القطع حسب الطلب، وأضافت محدثتنا، بأن موضة المنتجات اليدوية رائجة جدا هذا الموسم.أما رقية، فقالت بأنها تشتغل في صناعة و تزيين السلال و المرايا الشموع و الديكورات الصغيرة التي توضع في المنازل أو تستغل في الحفلات و الأعراس، مستعينة بوسائل عمل تقتني الكثير منها من محلات الخردوات كالحبال و الغراء و بعض القطع المعدنية، فيما تشتري الباقي من محلات الطرز و الخياطة لإضفاء لمسة جمالية أكثر على قطعها التي أكدت أنها تلقى رواجا كبيرا خاصة في فصل الصيف، مما يجبرها على العمل بجهد أكبر خلال هذه الفترة لاستغلالها في تطوير نشاطها وتوفير مال أكبر من عائدات البيع.من جانبه، أكد صاحب محل لبيع مستلزمات الطرز و الخياطة بساحة الشهداء بالعاصمة، أن الإقبال على هذه الأغراض يتزايد بشكل كبير صيفا ، معترفا أن هذا العام سجل طلبا منقطع النظير بحسب تعبيره وهو ما أرجعه إلى توفر الكثير من المستلزمات خاصة المستوردة التي تدخل في صناعة السلال و الحقائب و ديكورات الحائط، و هي منتوجات ذات نوعية جيدة تساعد الحرفيات على إنتاج قطع جميلة لا تقل قيمتها عما يتم عرضه على المواقع الإلكترونية و لا يتوفر في السوق الوطنية مما يشكل أرضا خصبة حسبه،لبعث نشاطات حرفية كثيرة، خاصة وأن الكثير من الحرفيات يحرصن على إضفاء اللمسة الجزائرية التقليدية على منتجاتهن حتى إن تعلق الأمر بتقليد تصميم مستوى من ثقافة أخرى كما هو الأمر بالنسبة لزينة جدران غرف النوم الرائجة " دريم كاتشر".