طارق طرقان يحلّق بجمهور قسنطينة على أجنحة الذكريات فجّر أول أمس، الفنان العربي من أصول جزائرية طارق العربي طرقان، شلالا من ذكريات الطفولة خلال حفل كبير أحياه بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، رفقة فرقته المكونة من أبنائه الثلاثة، و قد اتحدت حول موسيقاه المخصصة لشارات الرسوم المتحركة، حناجر أكثر من ثلاثة آلاف شخص حضروا الفعالية التي طبعها ضعف في التنظيم و شابتها الفوضى. حفل انتظره الجمهور بفارغ الصبر، كما أكد العديد ممن تواجدوا بالقاعة رفقة عائلاتهم أو في مجموعات شبانية، وقال بعضهم بأنهم قدموا من ولايات أخرى كعنابة، سكيكدة و سطيف و من مدن قريبة منها عين البيضة و شلغوم العيد إضافة إلى جمهور قدم من العاصمة أيضا. تنوع كبير في الأعمار وانصهار بين حلقات سلسلة من ثلاثة أجيال، فأبناء الثمانينيات رددوا دون انقطاع شارات « فولترون» و « فلة « و « الكبتن ماجد» و « تاما»، و انسجم مواليد التسعينيات مع شارة « ريمي» كما اهتزت المدرجات على وقع إيقاعات شارتي « كونان و باتمان»، أما جيل الألفية فقد ردد شارة « هزيم الرعد» بحناجر أقوى من كل السنوات التي لم تلغ الحنين إلى زمن طفولة طبعتها أفلام «سبيس تون قناة شباب المستقبل». طرقان، الذي اعتلى المنصة بعد تأخير لحوالي ساعة ونصف من الزمن، اعتذر للجمهور لأن وضعه الصحي لا يمسح له بتقديم الأفضل، و اكتفى بمرافقة التسجيلات الجاهزة وغنى دون أوركسترا بعكس ما كان مبرمجا و ما أعلنت عنه الجهة المنظمة، كما واجهت الفرقة مشاكل تقنية تعلقت أساسا بضبط الصوت و الإيقاع، وقد بدا جليا انزعاج أفرادها بعدما تكرر الخلل مرارا، مع ذلك كانت فرقة « براعم توقز» الشبانية، قد حمست الجمهور لفقرته و قدمته بطريقة جميلة تواصلت مع عرض شريط وثائقي قصير عن مساره وبداياته في مجال الغناء و الدبلجة و إعداد شارات الرسوم المتحركة، وقد تضمن الوثائقي إشارة إلى أصول الفنان الجزائرية و حديثا عن انتقال عائلته من موطنه الأم إلى الشام سنة1910. ورغم المشاكل التنظيمية التي رافقت دخول الجمهور إلى القاعة و تواجده داخلها وما تلا ذلك من مضايقات، إلا أن الحماس لم يخب و انفجر بمجرد اعتلاء الفرقة للمسرح لتضيء وجوه الحضور فرحة، و تنطلق أمسية من الفرح والغناء استمرت إلى غاية منتصف الليل، قدم خلالها الفنان وأبناؤه أشهر أعمالهم بداية بشارة « ماوقلي» التي قال بأنها صنعت شهرته و قدمته للجمهور، ثم « فولترون»، وهي أغنية كتبها ولحنها وسجلها في يوم واحد، لتبث في افتتاح قناة سبيس تون، كما صرح به، قبل أن يهدي الحضور شارة « فرحان»، التي قال إنها أول عمل جمعه بأبنائه سنة 1996، حيث أهداها خصيصا لمواليد الثمانينيات، قبل أن يواصل السهرة التي عزفت خلالها الفرقة كل أغاني وشارات مسلسلات الكرتون التي قدمها الفنان وحده وأدتها الفرقة كاملة، وكان أكثرها طلبا أغنية «رمي» لابنته المغنية و المدبلجة ديما العربي طرقان، و «هزيم الرعد»، أما نجم السهرة فكان ابنه محمد الذي أشعل الأجواء حماسة. هدى طابي * طارق العربي طرقان حفلي القادم في وهران و سأغني بالدارجة قال المؤلف والملحن و المغني طارق العربي طرقان، بأن حفل قسنطينة، كان من بين الأجمل في حياته ولا يقل روعة عن حفل العاصمة، و إنه كان يتوقع تفاعلا و حضورا كبيرين لكن الجمهور أبهره جدا بحفظه لكافة الأغاني و ترديدها دون توقف. وكشف الفنان، عن مشروع للغناء باللهجة الجزائرية، حيث يعتزم تسجيل أعمال جديدة قريبا، كما تحدث عن برمجة حفل في وهران، قال إن تاريخه مرهون بتوفر قاعة كبرى تتسع لما يفوق 1500 شخص، على أن يكون الموعد القادم مع الجمهور بالأغواط، تمهيدا لإحياء حفلات أخرى عبر كافة ولايات الوطن شمالا وجنوبا شرقا وغربا، معربا عن سعادته الكبيرة بالغناء في الجزائر التي أوضح، بأن له فيها جمهورا كبيرا جدا من مختلف الأعمار والأجيال وأنه يعتبر الجميع أبناءه. الفنان، أشار إلى أن ما يقدمه من فن مختلف ولكنه أسهم بطريقة غير مباشرة في ترقية اللغة العربية من خلال التعليم عن طريق الغناء، وهو فخور لأنه علم أجيالا نطق و ترديد كلمات أغانيه التي تتحدث عن الشجاعة و الصداقة والقيم بلغة فصحى سليمة، مؤكدا بأنه كان يعتقد أن أثر شارات الرسوم ينتهي بعد سنتين أو ثلاثة لكنه، أدرك مؤخرا بأنه رافق الكثيرين لأزيد من ثلاثين سنة. ه.ط * ديمة العربي طرقان مغنية و مدبلجة انبهرت بتراث بلدي و سأروّج له أكثر عبّرت مغنية الفرقة، ديما العربي طرقان، عن سعادتها البالغة بالغناء في الجزائر، وقالت إن لقاء جمهور البلد كان بمثابة حلم، و بأنها اكتشفت خلال هذه الزيارة إلى موطن والدها تراثا هاما، خاصة ما تعلق باللباس التقليدي الجزائري، حيث ارتدت في أولى حفلاتها «الكاراكو» العاصمي، ثم وقعت كليا في حب «قندورة القطيفة» التي صممها المصمم رياض تلمساني. و اعتبرت الفنانة، بأنه من دواعي الفخر أن تطل باللباس التقليدي الذي يعكس جزءا من هويتها كابنة للجزائر، مؤكدة بأنها ستعمل أكثر على الترويج له و تعريف العالم برقيه وتميزه كلما أتيحت لها الفرصة للظهور به، شاكرة الجمهور الذي استقبلها بكثير من الحب، و مضيفة بأنها منبهرة بروعته و حفظه لكل الأغاني و بالحماس الكبير الذي لمسته خلال حفلتي قسنطينة والعاصمة. ه.ط * تالا العربي طرقان مغنية بالفرقة سنزور الجزائر أكثر لأجل الفن والسياحة كشفت تالة العربي طرقان، العضو الثاني في الفرقة، بأنها بصدد التحضير لمشروع خاص، يتمثل في تسجيل أغان شبابية اجتماعية إنسانية ستكون باللغة العربية الفصحى وبالدارجة الجزائرية، وقالت بأن زيارتها هذه المرة إلى الجزائر عززت الشعور بالانتماء لديها. وأضافت الفنانة، بأنها سعيدة جدا بحفاوة الاستقبال وبالحماس و الحب الكبيرين اللذين حظي بهما كل أعضاء الفرقة، وقالت إنها أحبت الجمهور جدا تماما كما أحبت البلد ولذلك فقد قررت زيارته أكثر مع الفرقة و مع عائلاتها كاملة سواء لأجل إحياء حفلات أو نشاطات فنية، أو لأجل السياحة أيضا، وذلك بعدما سحرتها قسنطينة بجمالها، و جعلتها تدرك أن هذه القطعة من الأرض تستحق الاكتشاف، كما تحدثت عن نيتها في الترويج لها سياحيا بشكل أكبر مستقبلا.