اختارت بعض العائلات بمدينة فرجيوة من أرصفة الطرقات متنزها ليليا لقضاء سهراتها و الهروب من حرارة و روتين المنزل ، حيث تفضل الخروج و التوجه إلى هذه الأرصفة الواقعة بالقرب من حظيرة البلدية ، حيث انه و بالرغم من توفر المنطقة على أماكن سياحية هائلة تضمن راحة أكثر وأمنا أوفر لهذه العائلات ، إلا أن هذا الاختيار الغريب قد أصبح ظاهرة في ارتفاع مستمر منذ حلول موسم الصيف ، يلفت أنظار جميع المارة وزوار المدينة الذين ابدوا استغرابا كبيرا حول هذه السلوكات الغير مألوفة لسكانها. فهذه الأرصفة لا تتوفر على أدنى شروط الأمن و الوقاية، كونها تقع على طريق مزدوج، يشهد حركة سير كبيرة لشاحنات نقل البضائع، إضافة إلى السرعة الفائقة التي يستعملها أصحاب السيارات، و هذا ما يتسبب في تلوث الجو و يشكل خطرا كبيرا على الأطفال.كما أن هذه الأماكن التي تتوجه إليها العائلات تحتوي فقط على منبع مائي، وينشط بها بعض الباعة الذين استغلوا فرصة تواجد هذه العائلات لكسب رزقهم.وفي حوار أجريناه مع بعض العائلات، أكدوا لنا أنهم يجدون كل راحتهم أثناء تواجدهم بهذا المكان، خصوصا و انه يتوفر على منبع مائي غير مبالين تماما بالخطر المحدق بهم. كما أكد بعضهم أنهم يتوجهون إلى هذا المكان من اجل تناول الذرة المشوية على الفحم أو" البلول " الاسم الذي يطلقه عليها سكان فرجيوة ، و التي يقوم بعض الباعة بتقديمها لزوار الأرصفة .و يعد الجانب المادي من العوامل الرئيسية في نمو هذه الظاهرة كما أكدته لنا بعض العائلات،لان توجهها إلى شواطئ البحر أو أماكن أخرى تتسم بصبغة سياحية صيفية يعد مكلفا ، خصوصا لتزامن فصل الصيف مع اقتراب شهر رمضان، أين تشهد المواد الاستهلاكية ارتفاعا كبيرات، وتلتهب أسعار الخدمات ،كون مدة عملها هذه السنة ضئيلة بسبب تزامن شهر الصيام مع فترة العطلة الصيفية. و هو ما أدى بهذه العائلات كما قالت لنا إلى الاستغناء عن موسم الاصطياف بالشواطئ القريبة ، و التي تمثل شواطئ مدينة جيجل الحيز الأكبر منها عند الفراجوة، و التوجه إلى أماكن أخرى تجد راحتها فيها بالرغم من عدم ملاءمتها.وقد أكد لنا مسؤولون محليون أن هذه الظاهرة تعد حديثة بالمنطقة ، كونها قد بدأت منذ أن قامت البلدية بإعادة تغيير قنوات المصدر المائي ، و نقله من محاذاة مصنع الرياض للحبوب إلى جانب مقر حظيرة البلدية. كما أكدوا لنا أنهم قاموا في البداية بمنع غسل السيارات بالمكان، إلا أن تجاوزات الغسل تحدث بشكل يومي خاصة في الليل ، مما أدى إلى تحول المصدر المائي إلى مكان يقصده الباعة و العائلات ليلا.