أطلقت مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، مشروعا هاما لإنجاز محطة للرفع بسيبوس على عمق 12 مترا، لحماية المنطقة من الفيضانات، باعتبار أن حي سيبوس الذي يقطنه 26 ألف ساكن، يقع في مستوى سطح البحر قبالة الشاطئ، وأصبح نقطة سوداء، حيث تضرر بشكل كبير خلال الأمطار التي سقطت شهري أفريل وجوان الماضيين وأدت إلى شلل بعض الشوارع، كما منعت المواطنين من الخروج من منازلهم. واستنادا لمديرية الموارد المائية، فإن هذا المشروع يعتبر مهما جدا من الجانب التقني، لاستيعاب المياه القذرة ومياه الأمطار في نفس الوقت، حيث يتم إنجاز محطة للرفع لأول مرة بالحي للحد من تأثيرات الفيضانات بالمنطقة والتمكن من ضخ المياه اصطناعيا، عند منع أمواج البحر من الوصول إلى مصب واد سيبوس، كما وقع في فيضانات 2019، بانسداد قنوات الصرف الصحي واختلاط المياه القذرة مع الأمطار الراكدة، ما زاد الوضع سوءا. وحسب ذات المصدر، فإن تجمعات كبوعي محمد، 120 سكنا، مختاري إبراهيم، ملوح محمد الصالح وحسيني بوجمعة، تعد الأكثر تضررا من الفيضانات، حيث تم إنجاز محطة الرفع بالجهة الخلفية للحي ضمن مشروع إزالة مصبات مياه الأمطار وقنوات التطهير، باتجاه موقع توسعة ميناء عنابة. كما أرجع مواطنون بحي سيبوس، الفيضانات، إلى اهتراء قنوات صرف المياه والصرف الصحي، التي يعود تاريخ إنجازها إلى سنوات السبعينيات وأخرى للعهد الاستعماري، كونه حي شعبي عتيق مقابل لشاطئ البحر، لم تشمله مشاريع إعادة تهيئة القنوات. وحسب مديرية الموارد المائية، فإن محطة الرفع ستساهم في جمع مصبات المياه القذرة والأمطار بمحيط ميناء عنابة وحماية حي سيبوس من الفيضانات ومحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه وتحسين عمل محطة تصفية المياه القذرة بلعلاليق، مع حماية المدخل الرئيسي لمدينة عنابة من الفيضانات. من جهته أكد مدير ديوان التطهير بعنابة، بوصبع نبيل، للنصر، أهمية إنجاز محطة الرفع في حماية المناطق المنخفضة من الفيضانات، أين توجد 36 محطة تتمركز أغلبها في وسط المدينة كونها واقعة في منخفض. وأشار المتحدث، إلى أن الديوان يتكبد خسائر فادحة في إصلاح الأعطاب والصيانة بمحطات الرفع والضخ، جراء رمي النفايات الصلبة داخل مجاري مياه الأمطار والمياه القذرة وحتى الوديان، حيث تتسبب النفايات الحديدية، الخشب، المواد البلاستيكية وعجلات السيارة التي ترمى بشكل عشوائي، في إتلاف محركات التصفية والضخ وتعطيل نظام شبكة الرفع بالمحطات التي أنجز أغلبها قبل 30 سنة، حيث استفاد أغلبها من عملية إعادة تأهيل وأخرى تم توسيعها على غرار محطتي الريم ومدخل البوني. وأضاف، بوصبع، أن مصالح مديرية الموارد المائية أطلقت مشاريع جديدة لإنجاز محطات للتطهير وكذا الرفع، منها قرب إنجاز محطة لتصفية المياه القذرة القادمة من المدينة الجديدة ذراع الريش والتي تصب بمجرى وادي العنب، بعد تحولها إلى مصدر تهديد للحقول والبساتين، خاصة في موسم الاصطياف، في ظل انعدام مصب مهيأ للمياه القذرة. حسين دريدح