وصلت، أول أمس الخميس، المساعدات الجزائرية إلى سكان غزة، بما تتضمنه من أدوية وألبسة وأفرشة ومواد غذائية، تم حشدها وجمعها من قبل هذه الهيئة التي تمثل الدراع الإنساني للدولة الجزائرية بقرار من رئيس الجمهورية، تضامنا مع الشعب الفلسطيني المضطهد. وتم استلام المساعدات الإنسانية الجزائرية بعد مرورها من معبر رفح على متن شاحنات من الحجم الكبير من طرف الهلال الأحمر الفلسطيني، على أن يتم توزيعها على عدد من المستشفيات بقطاع غزة، لاسيما ما تعلق بالأدوية والوسائل الطبية المخصصة لعلاج المصابين والجرحى جراء القصف المتواصل للمجمعات السكنية في القطاع منذ 7 أكتوبر المنصرم. وتندرج الحملة التضامنية التي أشرف على تأطيرها الهلال الأحمر الجزائري بقرار من السلطات العليا للبلاد، في إطار الدعم اللا مشروط للشعب الفلسطيني من قبل الجزائر نصرة للقضية الفلسطينية، وذلك بحشد الأطنان من الإعانات الاستعجالية، وتوضيبها وتجميعها على مستوى مخازن الهلال الأحمر. ويذكر بأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمر بإرسال مساعدات إنسانية هامة واستعجالية لفائدة سكان غزة المحاصرين والمضطهدين، متمثلة في مواد غذائية وطبية وخيم وأفرشة وألبسة وحليب للرضع، عبر جسر جوي مكون من عديد الطائرات التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي، تأكيدا على تضامن الجزائر الدائم مع الشعب الفلسطيني. ولقيت المبادرة الإنسانية للجزائر استحسانا كبيرا من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي عبر عن شكره لما قدمته السلطات الجزائرية للشعب الفلسطيني، مؤكدا بأنها ستساهم في صمود المنظومة الصحية الفلسطينية، بعد أن يتم توزيع الإعانات على المؤسسات الاستشفائية في القطاع التي تضررت كثيرا من طول أمد العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين العزل. وتم تجميع المساعدات الإنسانية على مستوى المركز الوطني للاستجابة السريعة للكوارث بسيدي راشد بولاية تيبازة، وتضمنت في مجملها 60 طنا من الإعانات، من بينها 6 أطنان من الأدوية التي تحتاجها المؤسسات الاستشفائية بغزة، بطلب من الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي حدد طبيعة الإعانات الاستعجالية التي يتم الطلب عليها لمواجهة الحروب والكوارث عبر مراسلات مستعجلة. وكانت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي أكدت في تصريح «للنصر» الاستعداد التام للجزائر لتقديم يد العون للمحاصرين في غزة، موضحة بأن مخزون الأمان التابع لهذه الهيئة الإنسانية يتوفر على مختلف الاحتياجات والمستلزمات الضرورية لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة وبالكميات الكافية، وأن إيصالها إلى القطاع مرهون بفتح معبر رفح. وحطت الطائرات التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي بمطار العريش بجمهورية مصر يوم 23 أكتوبر المنصرم، محملة بالمساعدات الإنسانية، التي تم إيصالها إلى معبر رفح الذي يستقبل الإمدادات والإعانات المختلفة التي ساهمت بها عدة دول وهيئات لفائدة سكان غزة المحاصرين. وتهدف المساعدات التي خصصتها الجزائر للفلسطينيين في الأساس إلى الحفاظ على صمود المنظومة الصحية في قطاع غزة التي تضررت كثيرا جراء العدوان الإسرائيلي السافر الذي استهدف المنشآت والمباني والمرافق العامة، من أجل إحباط معنويات الشعب الفلسطيني المقاوم وتهجيره قسرا من أرضه. وتجدر الإشارة إلى أن الهلال الأحمر الجزائري أبدى استعداده لتقديم مزيد من الدعم لسكان غزة، وتم لأجل ذلك الإعلان مؤخرا عن إنشاء تنسيقية تضم حوالي 100 جمعية ذات طابع محلي ووطني، من أجل تكثيف الجهود وحشد القوى لدعم الشعب الفلسطيني في إطار منسجم تحت راية الهلال الأحمر الذراع الإنساني للدولة الجزائرية. وكانت الجزائر من أوائل البلدان التي سارعت إلى إرسال مساعدات إلى الفلسطينيين، من بينها إعانات ذات طابع استعجالي، لاسيما ما تعلق بالأدوية والمحاليل الطبية لمعالجة الجرحى والمصابين الذين يصلون تباعا إلى المؤسسات الصحية الفلسطينية، خاصة من الأطفال، أكبر المتضررين من العدوان الإسرائيلي على غزة.