تم، أمس، الإعلان عن تأسيس تنسيقية للجمعيات الخيرية تحت إشراف الهلال الأحمر الجزائري، هدفها توحيد الجهود وتأطير العمل التضامني لفائدة شعب غزة المحاصر، وحشد أكبر قدر من المساعدات الإنسانية بإشراك كبريات المؤسسات الاقتصادية والمتعاملين. وتضم التنسيقية حوالي 100 جمعية ذات طابع خيري، اجتمعت بالمقر المركزي للهلال الأحمر الجزائري لوضع خارطة طريق حول سبل تثمين الجهود التضامنية لتخفيف المعاناة عن شعب غزة الأعزل الذي يواجه منذ عشرين يوما عدوانا سافرا في ظل صمت مطبق للمجتمع الدولي. وأفاد المستشار الإعلامي للهلال الأحمر الجزائري الدكتور بلعريبي في تصريح «للنصر» بأن الإطار الجديد الذي تم استحداثه يهدف لتوحيد جهود فعاليات المجتمع المدني، وإيجاد آليات لتنظيم العمل الميداني الرامي إلى دعم ومساندة فلسطين، لا سيما سكان غزة المضطهدين. ويذكر بأن المشاركين في الاجتماع من رؤساء الجمعيات خيرية ذات طابع محلي ووطني، ناقشوا طبيعة المساعدات التي يحتاجها سكان غزة، وكيفية حشدها وتجميعها، وتوصلوا في الختام إلى ضبط قائمة محددة للإعانات ذات الطابع الإنساني والاستعجالي التي يحتاجها المحاصرون في غزة، من مأكل وملبس ودواء وخيم وأفرشة وأدوية بناء على ما عبر عنه الهلال الأحمر في غزة من احتياجات. وأكد المصدر بأن دور الهلال الأحمر الجزائري يكمن في تنسيق العمل بين الجمعيات الخيرية، وتسخير مقراته والمخازن التابعة له، لا سيما المخازن الواقعة بمنطقة سيدي راشد بولاية تيبازة لتجميع المساعدات وحشدها تحسبا لإيصالها إلى معبر رفح عبر الجسر الجوي. وأضاف المصدر بأن التنسيقية ستحرص على تنظيم حملات تحسيسية لفائدة المتعاملين من أجل الانضمام إلى العمل التضامني الرامي إلى مساندة شعب غزة، مؤكدا بأن إشراك المؤسسات الاقتصادية والمتعاملين في العمل الخيري سيعطي الحملة التضامنية التي تسعى لتخفيف الغبن والمعاناة عن الفلسطينيين بعدا آخر. وأوضح المتحدث بأن الإعانات التي يتم العمل على جمعها تتمثل في المساعدات العينية، ولا تشمل المبالغ المالية، إلى حين فتح حساب جاري إن أمكن، قائلا بأن استحداث إطار موحد وواضح للعمل التضامني لإغاثة سكان غزة سيحول دون تشتيت الجهود والمبادرات بعد أن قامت جمعيات بإطلاق عمليات منفردة. ويكمن الدور الأساسي للهلال الأحمر في تجميع المساعدات على مستوى مقراته وتعليبها وتوضيبها استعدادا لنقلها عبر جسر جوي إلى معبر رفح، فضلا عن التواصل مع السلطات المصرية حول موعد إيصال المساعدات والكميات التي يمكن إدخالها عبر المعبر الذي يتم فتحه لسويعات خلال اليوم. وأكد السيد بلعريبي بأن قوافل الإعانات لم تنقطع على مستوى مخازن الهلال الأحمر الجزائري، الذي استقبل كميات هامة من المساعدات من مواد غذائية وأفرشة وأدوية، في انتظار حشد المزيد لتلبية احتياجات سكان غزة المتضررين من القصف الجوي اليومي والمستمر الذي أتى على المنازل والمرافق والمتاجر، وحصد المئات من الضحايا. وكان الهلال الأحمر الجزائري من السباقين لإرسال مساعدات إلى غزة بتعليمات من رئيس الجمهورية، وبتنسيق مباشر مع الجيش الوطني الشعبي، وذلك بإيصال الأطنان من الإعانات الإنسانية عبر الأسطول التابع للقوات الجوية إلى مطار العريش بجمهورية مصر، ثم إلى معبر رفح، في إطار التضامن اللا مشروط للجزائر قيادة وشعبا مع الشعب الفلسطيني. وأضاف المتحدث باسم الهلال الأحمر الجزائري الذي يمثل الذراع الإنساني للدولة الجزائرية، بأن كافة المساعدات التي تم تجميعها وصلت إلى قطاع غزة، بعد أن تم تحميلها على متن شاحنات من الحجم الكبير، في انتظار تنظيم حملات أخرى، لكنه أكد بأن ذلك يبقى مرهونا بتلقي الضوء الأخضر من الجانب المصري بشأن إمكانية توصيل مساعدات جديدة إلى المعبر.