اقتحم أمس جيش الاحتلال الصهيوني مستشفى الشفاء بمدينة غزة وحوله إلى ثكنة عسكرية بعد عدة أيام من حصاره، وحدث ذلك قبل يومين من اقتحام مستشفى الرنتيسي بشمال القطاع، وأجبر جيش الاحتلال المرضى والأطقم الطبية على إخلائه، ورغم تأكيدات المقاومة وممثلي وزارة الصحة الفلسطينية بغزة بعدم وجود مسلحين أو أنفاق تستخدم لأغراض عسكرية، إلا أن الاحتلال استمر في مخططاته الهمجية بقصف محيط المستشفيات ثم اقتحامها، والوصول إلى تلفيق أدلة بوجود أسلحة فيها. وأكد أمس شهود عيان بمحيط مجمع الشفاء في تصريحات صحفية بأن جيش الاحتلال لما اقتحم مجمع الشفاء لم تطلق رصاصة واحدة من داخل المستشفى، وهو ما يؤكد ما صرحت به وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عدة مرات بعدم وجود مسلحين داخل المستشفيات أو استغلالها لأغراض عسكرية. وفي هذا السياق نفت حركة حماس في بيان صدر أمس إدعاءات الاحتلال الصهيوني بوجود أسلحة في مجمع الشفاء، وقالت بأن زعم جيش الاحتلال كذب مفضوح ومسرحية لم تعد تنطلي على أحد، وأضافت الحركة حسب نص البيان بأن ادعاء الاحتلال بوجود أسلحة في مجمع الشفاء، ما هو إلا استمرار للكذب والدعاية الرخيصة التي يحاول من خلالها الاحتلال إعطاء مبرر لجريمته الرامية لتدمير القطاع الصحي في غزة، وهي نفسها الدعاية التافهة التي ساقها أثناء اقتحامه لمستشفى الرنتيسي للأطفال، حيث يقوم الاحتلال حسب نفس البيان بوضع أسلحة في المكان، ثم نسج مسرحية هزيلة لم تعد تنطلي على أحد، كما كررت حماس دعوتها للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتشكيل لجنة دولية للإطلاع على أوضاع المستشفيات والوقوف على كذب رواية الاحتلال وادعاءاته الباطلة، وممارسته التضليل للتغطية على جرائمه بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل. وفي الإطار ذاته اعتبر المكتب الإعلامي لحركة حماس بغزة في الملخص اليومي الذي يصدره حول العدوان الصهيوني أن اقتحام الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي، كما تحدث نفس المصدر عن القصف المروع الذي نفذه الاحتلال في محيط مجمع الشفاء قبل اقتحامه، وقطع جميع الاتصالات عن المستشفى، وترويع المرضى والنازحين والطواقم الطبية، وعزلهم تماما عن العالم الخارجي، كما تحدث المكتب الإعلامي لحماس بغزة عن تحويل مجمع الشفاء إلى ثكنة عسكرية وانتشار القناصة على أبنيته، والدبابات في ساحاته، وتفجير جدرانه وأبوابه الداخلية في انتهاك فاضح للقانون الدولي، وحملت الحركة الكيان الصهيوني وقادته النازيين الجدد، وإدارة بايدن، كامل المسؤولية عن تداعيات هذا الاقتحام، وما يتعرض له الطاقم الطبي وآلاف المرضى والنازحين، وأكدت حماس بأن البيت الأبيض والبنتاغون منحا الاحتلال الضوء الأخضر لاقتحام مستشفى الشفاء، عبر التبني الكامل للرواية الصهيونية الكاذبة حول المستشفيات في قطاع غزة، وهو ما يشكل شراكة فعلية في هذه الجريمة النكراء، وأضافت حركة حماس بأن كل ما يسوقه الاحتلال كانجازات، ما هو في الحقيقة إلا جرائم حرب، تجري أمام مرأى ومسمع العالم، وبدعم وغطاء الإدارة الأمريكية، الشريكة في هذه الانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية. وفي السياق ذاته كشف الملخص اليومي للمكتب الإعلامي لحماس بغزة عن محاصرة الاحتلال الصهيوني آلاف النازحين والمرضى والجرحى والأطقم الطبية داخل مستشفيات القدس والشفاء، كما يحاصر أكثر من مائة شخص داخل مستشفى الحلو للتوليد، دون ماء وغذاء وكهرباء، وفي نفس الوقت أفرغ الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال من المرضى والطواقم الطبية بقوة السلاح وتحت التهديد وإطلاق النار بغرض القتل أو الترهيب، وأكد نفس المصدر بأن خطوات الاحتلال اليوم هي تفريغ مستشفى الشفاء بعد اقتحامه، وعزله عن العالم، وعبرت حماس عن تخوفها من ارتكاب جرائم فيه بحق الطواقم الطبية أو النازحين فيه، وكشفت حماس عن إجبار الاحتلال طاقم مستشفى الرنتيسي خلال إخلائه قسريا على ترك ثلاث أطفال على أجهزة التنفس الصناعي، وقد فقد هؤلاء الأطفال الثلاثة حياتهم بقرار وحشي من جنود الاحتلال، وتحدث نفس المصدر عن دفن 170 شهيدا بمقبرة جماعية أول أمس الثلاثاء في ساحة مجمع الشفاء، بسبب منع الاحتلال من دفنها خارج المجمع، كما لا تزال عشرات الجثث تتناثر في الشوارع القريبة من مستشفى الشفاء دون التمكن من انتشالها، وفي نفس الوقت يواجه عشرات الأطفال الخدج خطر الموت بفعل انقطاع التيار الكهربائي ووفاة عدد منهم، كما يجهل مصيرهم ومصير عشرات المرضى والمئات من النازحين بعد اقتحام جيش الاحتلال لمستشفى الشفاء.