افترق أمس، اتحاد عنابة وجمعية الخروب على تعادل، يمكن اعتباره منطقيا بالنظر إلى «فيزيونومية» اللعب، رغم أن «لايسكا» جانبت الفوز، لأنها كانت الأكثر صنعا للفرص أمام «الطلبة»، الذين سددوا فاتورة مقاطعة التدريبات طيلة هذا الأسبوع، بسبب طفو إشكالية المستحقات. المباراة شهدت انطلاقة بطيئة، بانحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، مع تفوق طفيف للزوار، الذين كانوا الأكثر مبادرة للعمل الهجومي، على اعتبار أن أبناء «بونة» كانوا متأثرين من الناحية البدنية، وعليه فقد كانت أولى الفرص للجمعية عند الدقيقة 13، لما سدد رميتة من على مشارف منطقة العمليات، لكن الحارس بوضياف تألق في إنقاذ مرماه من هدف محقق، ليكون رد فعل العنابيين عن طريق بلحر برأسية محكمة، أجبرت الحارس بوشكر على استعمال كامل رشاقته لإبعاد الكرة إلى الركنية. تحكم «الخروبية» في زمام الأمور على مستوى منطقة وسط الميدان، مكنهم من تهديد مرمى الحارس بوضياف في العديد من المناسبات، كانت أخطرها في الدقيقة 25، عندما أساء المدافع تومي تقدير مسار الكرة، فاستغل بيوض هذه الفرصة ليتخلص من المراقبة، غير أنه لم يتمكن من افتتاح باب التسجيل، بسبب قلة التركيز. على عكس مجرى اللعب، نجح اتحاد عنابة في أخذ الأسبقية في النتيجة، بعد حملة هجومية مضادة، أنهاها المهاجم بلهاني بتسديدة أرضية استقرت في الركن السفلي الأيمن لمرمى الحارس بوشكر، وكان ذلك في الدقيقة 30، وهو الذي دفع بالزوار إلى الرمي بكامل ثقلهم في الهجوم سعيا للعودة في النتيجة، وقد كان بيوض قريبا من الوصول إلى المبتغى بعد 5 دقائق فقط، لكن براعة الحارس بوضياف أبطلت مفعول تلك المحاولة، بينما أهدر بلهاني فرصة مضاعفة النتيجة للمحليين في آخر أنفاس المرحلة الأولى، بعدما تخلص من المراقبة، وحاول استغلال تقدم الحارس بوشكر عن مرماه، إلا أن تسديده اصطدمت بالعارضة الأفقية. الشوط الثاني، سار في اتجاه واحد، على وقع سيطرة مطلقة للزوار، الذي توجهوا كلية صوب الهجوم، مستغلين انهيار المحليين من الناحية البدنية، الأمر الذي جعلهم يتراجعون إلى الدفاع، بنية المحافظة على التفوق، ولو أن الملفت للانتباه أن الحارس بوضياف لعب دورا كبيرا في إنقاذ فريقه من عدة أهداف محققة، بالنظر إلى الفرص التي صنعها رميتة ورفاقه، والتي كانت أخطرها في الدقائق 66 بواسطة بيوض، و72 عن طريق فنيري. وتواصل المد الهجومي للزوار إلى غاية النجاح في تعديل النتيجة في الدقيقة 79، عندما انفلت فنيري من المراقبة، فوجد نفسه وجها لوجه مع الحارس بوضياف، الذي تقدم عن مرماه، وهي الوضعية التي استغلها مهاجم «لايسكا» فأسكن الكرة بذكاء في الشباك، معيدا الأمور إلى نصابها، ولو أن «الخروبية» كانوا الأقرب للفوز، بالنظر إلى الفرصة التي أهدرها فنيري في الدقيقة 84، حيث انفرد بالحارس، لكنه فشل في التسجيل، وقد شهدت اللحظات الأخيرة، إشهار الحكم صخراوي البطاقة الحمراء في وجه لاعب من كل فريق، بينما أضاع بلهاني كرة الفوز في آخر دقيقة من المباراة، حيث بقي التعادل قائما.