العدل الدولية تدعو الكيان الصهيوني إلى التنفيذ الفوري للتدابير المؤقتة دعت محكمة العدل الدولية الكيان الصهيوني إلى التنفيذ الفوري والفعال للتدابير المؤقتة التي أشارت إليها المحكمة في أمرها الصادر في 26 جانفي الماضي فيما يخص الأحداث الجارية في قطاع غزة، وأكدت المحكمة في قرار جديد أصدرته ليلة أول أمس الجمعة ، بناء على طلب دولة جنوب إفريقيا، أن تلك التدابير تنطبق على جميع أنحاء قطاع غزة بما فيها رفح، وبذلك لا يتطلب الأمر إصدار تدابير جديدة إضافية. وأكدت المحكمة أن الكيان الصهيوني ملزم بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والأمر الذي أصدرته المحكمة من خلال ضمان أمن وسلامة الفلسطينيين في قطاع غزة، واعتبرت المحكمة أن التطورات الأخيرة في قطاع غزة ورفح على وجه الخصوص، من شأنها أن تزيد بشكل كبير ما يعتبر بالفعل كابوسا إنسانيا ذا عواقب إقليمية لا تحصى. ورحبت حركة حماس بقرار محكمة العدل الدولية الداعي إلى التنفيذ الفوري للتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة في 26 جانفي الماضي، ودعت محكمة العدل إلى تطوير قرارها إلى أمر مباشر وواضح بوقف هذا العدوان الوحشي المفضي إلى الإبادة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة. وكشفت حركة حماس في بيان أمس عن استشهاد 2700 فلسطيني بفعل آلة القتل الإرهابية لجيش الاحتلال منذ أن أصدرت المحكمة قراراها بشأن التدابير الاحترازية، ما يؤكد حسب نفس البيان أن هذا الكيان المارق لا يكترث للمنظومة القضائية الدولية، ويواصل توسيع حرب الإبادة ضد المدنيين، متحديا كافة الدعوات التي تحذر من خطورة أي عملية عسكرية في مدينة رفح، ودعت حماس مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما يجري من جرائم في قطاع غزة، وأن يترجم حكم محكمة العدل الدولية فورا إلى قرارات فاعلة تلزم كيان الاحتلال الإرهابي بوقف حرب الإبادة التي يشنها ضد المدنيين في قطاع غزة، وتمنع توسع الكارثة الإنسانية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين. وفي إطار سلسلة الجرائم الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة، احتجز جيش الاحتلال قافلة مساعدات تابعة لمنظمة الصحة العالمية على بعد 50 مترا من مجمع ناصر الطبي، وتضم هذه القافلة شخصيات أممية رفيعة المستوى، وشاحنتين واحدة محملة بالوقود وأخرى محمة بالماء والطعام، كما يواصل جيش الاحتلال بمستشفى ناصر حسب التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة احتجاز عدد كبير من الكوادر الطبية والمرضى النازحين في مبنى الولادة ويخضعهم للاستجواب في ظروف قاسية وغير إنسانية، بعد أن حول المحتل هذا المستشفى إلى ثكنة عسكرية، كما تواصل قوات جيش الاحتلال حسب نفس المصدر احتجاز 5 كوادر طبية مع 120 مريضا في مبنى ناصر القديم، وتركتهم بلا ماء وطعام وكهرباء وأكسجين، مما أدى إلى استشهاد عدد من المرضى والجرحى. وفي السياق ذاته أشار التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى أن شمال قطاع غزة يتعرض لمجاعة بشعة، ولا يزال العالم عاجز عن إدخال الطعام والماء لتلك المنطقة، وأشار نفس المصدر إلى مسؤولية الجميع في إيصال المساعدات وإدخال الطعام والماء لمحافظتي غزة والشمال، لافتا إلى اشتداد المجاعة وتصاعد أعداد الوفيات بسبب الجوع والجفاف، ونفاد النقود من أيدي الناس في ظل تضخم أسعار المواد الغذائية لأكثر من 25 ضعف لبعض الأطعمة كالدقيق، كما جددت حماس تحذيرها من نوايا جيش الاحتلال الصهيوني المعلنة بمهاجمة واجتياح محافظة رفح جنوب قطاع غزة والتي تضم أكثر من 1.4 مليون فلسطيني بينهم 1.3 مليون نازح من محافظات أخرى، مما ينذر حسب نفس التقرير بوقوع كارثة ومجزرة كبيرة قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى. وعلى صعيد التطورات الميدانية في قطاع غزة يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية ضد المدنيين العزل من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال خلال 24 ساعة 9 مجازر ضد العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 83 شهيدا و125 جريحا، كما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، والاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم، لترتفع حصيلة الشهداء حسب بيان وزارة الصحة إلى 28858 شهيد و68677 مصاب منذ السابع أكتوبر الماضي، كما تحدثت الوزارة عن اعتقال جيش الاحتلال عددا كبيرا من الطواقم الطبية من مجمع ناصر الطبي في خانيونس الذي حوله إلى ثكنة عسكرية، وفي السياق ذاته تحدثت بلدية غزة عن تدمير الاحتلال عشرات المباني التابعة للبلدية خلال حرب الإبادة التي شملت مكاتب إدارية وأسواق ومحلات ومراكز ثقافية ومكتبات. وفي الإطار ذاته أشار الهلال الأحمر الفلسطيني عن استمرار جهود إغاثة المرضى والجرحى في مستشفى الأمل في خانيونس رغم استمرار الحصار الصهيوني، وأشار الهلال الأحمر إلى أن طواقمه في مستشفى الأمل تعرضت للتنكيل من طرف قوات الاحتلال التي صادرت الأموال وخربت الأقسام فيه، مؤكدا بأن ما تقوم به قوات الاحتلال في مستشفى الأمل جرائم حرب تعيق عملهم الإنساني. من جانب آخر أكد أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في تصريح صحفي بخصوص التهدئة في غزة أن المقاومة لن ترضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان، وانسحاب جيش الاحتلال خارج القطاع، ورفع الحصار الظالم وتوفير المأوى الآمن والمناسب للنازحين والمشردين بسبب جرائم الاحتلال، وعودة النازحين خاصة إلى شمال القطاع ووقف سياسة التجويع الهمجية والالتزام بإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن كل ما دعت إليه المقاومة متطلبات إنسانية ومحل إجماع في الأممالمتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وقرار محكمة العدل الدولية وعلى الاحتلال أن ينصاع لها، مضيفا بأن تحقيق صفقة تبادل أسرى يتم من خلالها الإفراج عن الأسرى خصوصا القدامى وذوي الأحكام العالية، مؤكدا أن هذا هدف من أهداف المفاوضات ولا يمكن القفز عليه.