أرجعت مصالح مديرية النقل بقسنطينة، العزوف عن النشاط ببعض الأقطاب الحضرية إلى ضعف المردودية، جراء قلة الكثافة السكانية وكذا نقص الحركة التجارية بهذه المناطق، فيما أكّدت أنّه تمّ منح التراخيص ل 20 حافلة للنشاط عبر خط عين عبيد باتجاه محطة زعموش، أين يعاني قاطنو حي 4000 مسكن من صعوبات في إيجاد وسائل النقل. وذكر المكلّف بتسيير مديرية النّقل، صالح تجاني، أنّه تمّ منح ترخيص ل 20 حافلة تنشط على مستوى خط عين عبيد قسنطينة، من بينها ثلاث حافلات رخّص لها النشاط مؤخّرا، كما أضاف المتحدّث أنّ الخط لا يزال مفتوحا للراغبين في الاستثمار فيه، فضلا عن ذلك هناك 19 حافلة تنشط في الميدان بين عين عبيد والخروب، منوّها بأنّ حركة النّقل مرتبطة بمدى وجود الحركة التجارية وكذا الكثافة السكانية، وهو ما يفسّر العزوف عن النّشاط بحي 4000 مسكن على اعتبار أنّه حديث النّشأة، حيث يمتنع المستثمرون عن العمل فيه رغم حيازتهم على التراخيص لضعف المردودية من وجهة نظرهم. ولفت تجاني إلى أنّه بأخذ هذا الأمر في الحسبان، تمّ وضع حي 4000 مسكن كنقطة عبور بغية التكفّل بساكنة المنطقة، كما تمّ منذ حوالي 15 يوما في إطار عملية تطهير الحظيرة، بالتنسيق مع مسيّر المحطة الحضرية زعموش، إحصاء الناقلين الممتنعين عن النشاط والحافلات التي لم تباشر العمل، حيث تمّت إحالتهم على لجنة العقوبات لاتّخاذ الإجراءات الرّدعية ووضع المركبات في المحشر، بهدف ضمان استمرار العمل، مشيرا إلى أنّ هذه العملية أدّت إلى استئناف البعض للنشاط. وقال المتحدّث إنّ المواطنين بإمكانهم التنقّل إلى محطة الخروب، ومنها إلى وجهاتهم، في انتظار تحسّن الوضعية مستقبلا، بحكم توفّر حافلات بأعداد كبيرة هناك، إذ توجد 10 ناشطة بخط الخروب نحو محطة زعموش، 70 حافلة على مستوى خط الخروب باتّجاه بوالصوف، وأيضا في الخروب نحو عين اسمارة تعمل 50 حافلة، تظل تشتغل بحسب بطاقة التوقيت إلى غاية التاسعة ليلا. وفي المقابل يشتكي قاطنو حي 4000 مسكن من النقص الحاد في النّقل، إذ يقول البعض إنّ هناك حافلتين فقط تنشطان على خط عين عبيد نحو محطة زعموش، كما يتوقّفان عن العمل عند الساعة الثالثة والنصف زوالا أو الرابعة على أقصى تقدير، وهو ما لا يلبي احتياجات السكان، بالإضافة إلى غياب بقية الخطوط، زيادة على أنّ سيارات الأجرة هي الأخرى غير متوفّرة، ما يستدعي التنقّل في غالب الأحيان عبر سيارات الناقلين غير الشرعيين، والتي يفضّل أصحابها النّقل بال«كورسة». وأردف السيد تجاني أنّ ضعف المردودية الذي يؤدي بأصحاب التراخيص لعدم النشاط، غير مطروح فقط بعين عبيد، فالقطب الحضري عين النحاس ببلدية الخروب يعاني من ذات المشكلة، إذ سبق للمديرية وأن قدّمت طلبا للراغبين في الاستثمار على مستوى خطي عين النحاس باتجاه المدينة الجديدة وأيضا عين النحاس نحو الخروب، لكن لم تتلقّ أية طلبات رغم أنّ الخطّين لا يزالان مفتوحين، وبخصوص منطقة الرّتبة أوضح المتحدّث أنّ امتناع سيارات الأجرة عن النّشاط يعود إلى تحديد التسعيرة المقدّرة وفق الطريقة القانونية ب 110 دنانير، عوض 115 دينارا التي كانوا يعتمدونها، مضيفا أنّ منح التراخيص للسيارات لا يحدد لأصحابها الخط الذي يستغلّونه، وبالتالي يستهدف السائقون الخطوط التي تدرّ عليهم مداخيل مُرضية. وتابع المتحدّث بأنّه وفي إطار محاربة ظاهرة انحراف الحافلات عن المسلك، تمّ خلال أفريل الماضي تفعيل نص قانوني، يتعلّق بالسّحب المؤقت لوثائق الاستغلال لمدّة ثلاثة أشهر، في حالة القيام بالمخالفة مرّتين خلال سنة واحدة، وفي هذا الخصوص تمّ السحب ل 8 مستغلين، مشيرا إلى أنّ هذه الظاهرة تسجّل على مستوى ثلاث نقاط تتمثّل في كوحيل لخضر، الزيادية، والدقسي. ونوّه المسؤول أنّه قد تمّ تحويل 91 فوجا من المتكوّنين الخاصين بسيارات الأجرة أغلبها تضم 30 مترشّحا، بعدد ملفات يساوي 2661، وهو تكوين مفتوح لكافة الدوائر، لافتا أنّ عدد المتحصّلين على شهادة الكفاءة المهنية لسائق سيارة الأجرة يفوق عدد رخص الاستغلال المتوفّرة للكراء.