المغرب يفضل عرقلة العمل الأممي بسحب ثقته من كريستوفر روس أكدت الجزائر دعمها التام للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية ، و للجهود التي مازال يقوم بها من أجل التوصل إلى تسوية سلمية و عادلة للنزاع تمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. و يأتي تأكيد الجزائر على موقفها الثابت من المساعي التي تقودها الأممالمتحدة على المسار التفاوضي بين طرفي النزاع منذ سنة 2007 ، بعد أن أعلن المغرب أول أمس عن سحبه لثقته من المبعوث الأممي بزعم أن هذا الأخير متحيز في مواقفه. وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، عمار بلاني، في تصريح صحفي أول أمس "ما يمكنني قوله الآن هو أن الجزائر دعمت دائما الجهود الدؤوبة التي يبذلها السفير كريستوفر روس لمرافقة الطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو في البحث عن حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين والذي سينص على تقرير مصير شعب الصحراء الغربية". وأكد بلاني أن التحديات الحقيقية التي تواجه البعثة والتي أخذت بعين الاعتبار في التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، تستحق بالتأكيد فحص شجاع وواضح في ضوء تعزيز عهدة هذه البعثة، وفقا للقرار الذي اعتمد في 24 أفريل الماضي من قبل مجلس الأمن. وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت في وقت سابق من أول أمس، سحب ثقتها رسميا من المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، الذي اتهمته بالتحيز، وقال بيان صادر عن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إنه تم "استنتاج مفارقات في تصرفات المبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر روس أنه تراجع عن المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وسلوكه لأسلوب غير متوازن ومنحاز في حالات عديدة". وتشن الصحافة المغربية منذ أيام حملة ضد السفير روس متهمة إياه بكونه وراء التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الذي أكد في لائحته رقم 2204 على حل يسمح "بتقرير مصير الشعب الصحراوي" مبرزا ضرورة منح كامل الحرية لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في تحركاتها. و الواقع أن الحكومة المغربية التي لم تتخل عن طروحاتها الاستعمارية في الصحراء الغربية، تعاملت على الدوام بذات العقدة مع مبعوثي الأممالمتحدة إلى المنطقة، و لم تكف عن عرقلة بعثة المينورسو. و الملفت أن الموقف المعلن أول أمس من طرف الحكومة المغربية ، حتى و إن كان لا يحمل مفاجأة بالنظر إلى المواقف المتمردة على الشرعية الدولية التي تحاول الرباط من خلالها الهروب إلى الأمام، يأتي في الوقت الذي يتأهب فيه روس للقيام بجولة جديدة إلى المنطقة تشمل الأراضي الصحراوية المحتلة التي تقوم فيها السلطات المغربية بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. يذكر، أن الدبلوماسي الأمريكي، كريستوفر روس، تم تعيينه في جانفي 2009 كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة . من جهتها وجهت البوليزاريو انتقادات حادة لموقف الحكومة المغربية الذي يسعى إلى نسف المساعي الأممية، و الجهود التي يقوم بها المبعوث الشخصي كريسوفر روس من أجل إيجاد تسوية سلمية للنزاع تفضي إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. و أكدت أمس الجمعة أن قرار المغرب سحب ثقته من كريستوفر روس لا اساس له وأنه اعتباطي. واعلنت وزارة الاعلام الصحراوية ان البوليساريو ترى أن قرار المغرب اعتباطي ولا اساس له عندما سحب ثقته من السيد روس لمواصلة مهمته في البحث عن حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأضافت أن هذا القرار الخطير وغير المبرر، يعد بمثابة تحد جديد غير مقبول من المغرب للمجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي الذي اعتبر في قراره 2044 الصادر في 24 أفريل الماضي أن استمرار الوضع الراهن غير مقبول، وجدد تأكيد ثقته في روس وما يبذله من جهود من أجل تسهيل المفاوضات بين الاطراف. و شددت البوليساريو على أن "المغرب يريد بوقاحة أن يفرض حق الاملاء على الأمين العام فحوى تقاريره إلى مجلس الامن الدولي وأن يقرر التصرف الذي يجب أن يسلكه"، مشيرة في ذات السياق إلى أن الرباط تريد القضاء على مصداقية وحيادية عمليات بعثة المينورسو. الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لم يقف مكتوف الأيدي، حيث سارع إلى تجديد ثقته التامة بكريستوفر روس ، حسبما أعلنه مساء أول أمس المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي، وكان بان كي مون يرد على إعلان الحكومة المغربية سحب ثقتها من المبعوث الاممي إلى الصحراء الغربية. و كانت الأممالمتحدة قد أصدرت قبل أسابيع تقريرا ضمنته انتقادات حادة للسلطات المغربية اتهمتها فيها بتعقيد عمل مهمة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية. كما كان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في 24 أفريل الماضي قرارا مدد بموجبه مهمة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية( المينورسو) سنة إضافية، وطلب من المغرب "تحسين وضع حقوق الإنسان" في هذه المنطقة التي يحتلها منذ 1975. للإشارة فإن الاجتماع غير الرسمي التاسع بين جبهة البوليزاريو و المغرب الذي عقد في مارس الماضي بمانهاست (نيويورك) لم يحرز أي تقدم في المفاوضات بين الطرفين اللذين سيلتقيان في جولتين غير رسميتين جديدتين في جوان و جويلية المقبلين.