نجح أمس، اتحاد عنابة في التمسك بحظوظه في تفادي شبح السقوط، بفضل الانتصار الصعب والثمين الذي أحرزه على حساب الضيف اتحاد الحراش، في قمة مثيرة، جرت أمام مدرجات مكتظة عن آخرها من أنصار الفريقين بملعب العقيد شابو، وحسمها "الطلبة" بانتفاضة في الشوط الثاني، مكنتهم من مواصلة تعبيد طريق النجاة. المقابلة، سارت على وقع انطلاقة سريعة من جانب المحليين، الذين توجهوا منذ الوهلة الأولى صوب الهجوم سعيا للنيل مبكرا من شباك الحارس عمارة، لكن طريقة اللعب التي انتهجها مدرب الحراش شارف امتصت اندفاع "الطلبة"، خاصة بعد فرض الرقابة اللصيقة على لاعبي عنابة، الأمر الذي أبقى ثنائي الهجوم حمزاوي وبلهاني معزولا وسط دفاع الزوار. محاولات العنابيين، كانت في معظمها عن طريق حمزاوي، الذي لم يحالفه الحظ في الوصول إلى الشباك عند الدقيقة السابعة، بتسديدة من على مشارف منطقة العمليات تألق الحارس عمارة في التصدي لها، ليكون رد الضيوف محتشما، واقتصر على مناورة هجومية فعلية وحيدة في هذا الشوط، قام بها قادري في الدقيقة 17، لكن التموقع الجيد للحارس مدور أبطل مفعولها، لتتواصل باقي أطوار هذه المرحلة على وقع سيطرة مطلقة لأصحاب الأرض على مجريات اللعب، إلا أن الفعالية غابت، أمام منافس أظهر انضباطا تكتيكيا كبيرا في خياراته الدفاعية، وذلك بسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس عمارة، من خلال تشكيل جدارين للدفاع، انطلاقا من وسط الميدان، مما حتم على العنابيين اللجوء إلى الحلول الفردية، فكانت محاولة عيسى الباي في الدقيقة 31 خطيرة، كما تألق عمارة في إنقاذ مرماه من هدف محقق في الدقيقة 37، بعد تصديه لقذفة حمزاوي، فأبعد الكرة إلى الركنية ببراعة. مع بداية المرحلة الثانية، عمد المدرب لكناوي إلى إقحام سياب سعيا لتفعيل القاطرة الأمامية، وهو التغيير التكتيكي الذي زاد من العمل الهجومي لاتحاد عنابة، وقد كاد بوعزيز أن يفك شفرة التكتل الدفاعي للزوار في الدقيقة 48 لولا براعة الحارس عمارة، ليتكرر نفس "السيناريو" بعد 15 دقيقة، لما حاول بلهاني المخادعة بقذفة باتجاه الزاوية البعيدة للمرمى، قبل أن يكون "الجوكير" سياب بمثابة المنقذ، لأنه تمكن من الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 68، بعد عمل جماعي، أنهاه بقذفة مباغثة، استقرت من خلالها الكرة في شباك الحارس عمارة، ليفجر فرحة هيستيرية في المدرجات. الدقائق المتبقية من عمر اللقاء شهدت إقحام مدرب الحراش شارف الثنائي بلحاج ولعور على أمل النجاح في العودة في النتيجة، إلا أن تكتل المحليين في وسط الميدان حال دون تشكيل خطورة على مرمى الحارس مدور، بل أن النجاعة كانت من جانب المحليين، الذي ضاعفوا النتيجة في الدقيقة 87 عن طريق بلهاني من مرتدة هجومية سريعة، قاتلا بذلك المباراة، ليكون بعدها إطلاق الحكم بوترعة صافرة النهاية بفوز منطقي وثمين للعنابيين.