نجح أمس، اتحاد الشاوية في ضرب عدة عصافير بحجر واحد، من خلال الفوز المحقق ببرحال على حساب حمراء عنابة، لأن هذا الانتصار مكنه من تمرير الإسفنجة على التعثر الأخير في عقر الديار، بعد احتواء مشكل إضراب اللاعبين، فضلا عن النجاح في الأخذ بالثأر من هزيمة الذهاب بأم البواقي أمام ذات المنافس، كما أن هذه النقاط سمحت لأبناء سيدي أرغيس، بمد خطوة عملاقة نحو ترسيم البقاء، بعد مباراة احتفظت بأسرارها إلى غاية الأنفاس الأخيرة، ليكون «الجوكير» لوصيف حاسما بهدف قاتل. المقابلة والتي تأخرت انطلاقتها بعشر دقائق، بسبب إشكالية جهاز قياس رجفان القلب، قبل أن يتم احتواء الوضع بإحضار سيارة إسعاف مجهزة بكامل المعدات الطبية، ليعطي الحكم مكفوجي صافرة البداية، وقد كان اللعب متكافئا في منطقة وسط الميدان، لأن مدرب اتحاد الشاوية شيبان عمد إلى تعزيز خطي الدفاع والوسط، مع ترك المناورة الهجومية للمخضرم صاحبي، الذي كاد أن يفتتح باب التسجيل في الدقيقة 13، إثر سوء تقدير المدافع المحوري للحمراء عبود، ليجد صاحبي نفسه وجها لوجه مع الحارس العابد، إلا أن تسديدته جانبت إطار المرمى بقليل. رد فعل المحليين، كان عن طريق المحاولات الفردية لكل من مخالفة وبورزام، لكن دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس ياحي، الذي كان له أول تدخل ساخن عند الدقيقة 23، لما سدد مخالفة كرة من على مشارف منطقة العمليات، إلا أن حارس الاتحاد تألق في إبعاد الكرة إلى الركنية، ليطالب بها العنابيون بضربة جزاء، بعد سقوط مخالفة داخل المنطقة، غير أن الحكم مكفوجي، أمر بمواصلة اللعب وسط احتجاجات عارمة للمحليين، وكان ذلك في الدقيقة 38. أخر فرصة تستحق الذكر في الشوط الأول كانت لصالح الزوار، بعد هفوة ارتكبها الحارس العابد، إثر سوء تقديره لمسار الكرة، لكن العلواني فشل في إيداع الكرة داخل الشباك. المرحلة الثانية لم تختلف عن سابقتها، لأن الصراع التكتيكي بين المدربين بوعصيدة وشيبان، تواصل بالسعي للتحكم في منطقة وسط الميدان، ولو أن مدرب الحمراء حاول إعطاء ديناميكية أكبر لخط الهجوم بإقحام الثنائي جلطي وشخريط، إلا أن الزوار تراجعوا كلية إلى الخلف، بغية سد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس ياحي، وهو الخيار الذي شل القاطرة الأمامية للعنابيين، على اعتبار أن تكتل اللاعبين حول ثنائي الدفاع بوغدو وبوغاشيش، أبطل مفعول كل المحاولات التي قام بها مخالفة وجلطي، والتي كانت أخطرها عند الدقيقة 68، لما سدد شخريط كرة قوية، إلا أن الحارس ياحي استعمل كامل رشاقته لإبعاد الكرة إلى الركنية.مع مرور الدقائق، ظهر جليا تأثر عناصر حمراء عنابة من الناحية البسيكولوجية، لأن البحث عن هدف الفوز اصطدم بجدار دفاعي صلب للزوار، بدليل أن الحارس ياحي، كان محاطا بعدد معتبر من اللاعبين، لكن دون تشكيل خطورة. المباراة أخذت منعرجا مغايرا في الوقت بدل الضائع، لأن الاتحاد نجح في تسجيل هدف مباغت وعكس مجرى اللعب، بتسديدة قوية من البديل لوصيف، استقرت في الركن الأيسر لمرمى الحارس العابد، الذي اكتفى بمتابعة الكرة وهي تسكن شباكه، ليطلق بعدها الحكم مكفوجي صافرة النهاية بفوز الضيوف، مع تفويت الحمراء فرصة ثمينة لترسيم البقاء.