أحصت ولاية قسنطينة، أرقاما مخيفة من حيث عدد حوادث المرور السنة الفارطة، ما وضعها ضمن أكثر 6 ولايات تسجيلا للحوادث على المستوى الوطني، ب 101 حالة وفاة وإصابة أزيد من ألف شخص، ما استدعى تكثيف الحملات التحسيسية للمندوبية الولائية للأمن عبر الطرق. وأكدت فرقاتي نوال، ممثلة عن المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق التابعة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، للنصر، خلال الصالون الوطني للسيارات المنظم في قسنطينة أول أمس، أن المندوبية ارتأت المشاركة من أجل المساهمة في تحسيس وتوعية السائقين، خاصة بعد ارتفاع عدد حوادث المرور في هذه الولاية على غرار العديد من الولايات الوطنية. وأوضحت المتحدثة، أن الإحصائيات والأرقام المسجلة بخصوص حوادث المرور في قسنطينة، تجعل المندوبية الوطنية تدق ناقوس الخطر، خاصة وأن هذه الولاية لوحدها سجلت السنة الفارطة، 713 حادث مرور، محتلة المرتبة السادسة وطنيا، فيما بلغ عدد القتلى 101 ما يضعها في المرتبة 11 وطنيا، أما عدد الجرحى فقد بلغ 1076 ليضع هذا الرقم قسنطينة في المرتبة السادسة وطنيا. واعتبرت ممثلة المندوبية الوطنية، أن هذه الأرقام والإحصائيات مخيفة للغاية، موضحة أنه وجب استغلال برمجة مثل هذه الصالونات من أجل تسليط الضوء على الظاهرة التي تحصد أرواح الآلاف على المستوى الوطني، مضيفة أن المندوبية تعمل على ترجمة إستراتجيتها وسياستها الوطنية بالتحسيس والتوعية. وذكرت المتحدثة، أن العامل البشري يعتبر السبب الرئيسي والمباشر في ارتفاع عدد حوادث المرور، إلا أنها نوهت بأهمية صلاحية المركبات للسير، مؤكدة أن هذا العامل مهم جدا ويعتبر أيضا سببا في وقوع بعض الحوادث، منوهة بمشاركة شركات إنتاج قطع الغيار في الصالون وهو ما سيسهل أكثر من تحسيس المواطنين بضرورة القيام بعمليات الصيانة الدورية للحفاظ على مركباتهم وبالتالي على سلامتهم، خاصة أن الكثير من السائقين يغفلون القيام ببعض عمليات الصيانة، ما تسبب في وقوع حوادث مرور لهم. كما أفادت السيدة فرقاني، أن عدد الحوادث المميتة بلغ 3628، بينما خلّف 33 ألفا و995 حادثا جرحى، موضحة أنه بالمقارنة بسنة 2022 فإن نسبة الحوادث ارتفعت ب8.05 بالمئة، وهو رقم كبير، بعد كل المجهودات التي يقوم بها مختلف الفاعلين والمتدخلين. وأضافت المتحدثة أن السيارات ذات الوزن الخفيف تشكل النسبة الأكبر في حوادث المرور ب63.71 بالمئة، أما المركبات ذات الوزن الثقيل فشكلت 8.92 بالمئة، فيما مثلت بقية النسبة الحافلات وسيارات الأجرة والقطارات، مذكرة أن جل الحوادث وقعت في المناطق الحضرية. من جهة أخرى، أكد شاحد فؤاد مفتش رخصة السياقة والأمن عبر الطرق، أن المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق أنشئت من أجل المساهمة في تخفيف عدد حوادث المرور، وذلك بموجب المرسوم التنفيذي الصادر في 10 نوفمبر 2019، تحت رقم 19/303، حيث تتولى تنفيذ السياسة الوطنية للوقاية والأمن في الطرق من الناحية العملية أي ميدانيا، موضحا أنها تضم اللجنة القطاعية المشتركة التي تضم 16 عضوا، من بينهم ممثلون عن الأمن الوطني و وزارة الدفاع الوطني والدرك الوطني ووزارتي المالية والعدل وغيرها، ومهمتها ضبط الاقتراحات والتوصيات المرتبطة بالسياسة المتعلقة بالأمن والوقاية في الطرق، والمساهمة في تنسيق وتنشيط الأعمال. من جهته، أكد الملازم شبيرة فاتح مسير خلية الإعلام والاتصال بمديرية الحماية المدنية بقسنطينة، أن مصالحه شاركت في الصالون بهدف مواصلة الحملة التحسيسية في فائدة الحضور، وتوجيههم من خلال إلقاء جملة من التدابير الوقائية الخاصة بأخطار حوادث المرور، موضحا أن الحماية المدنية دأبت على تحسيس وتوعية السائقين سواء من خلال برمجة حملات ميدانية بالطرق أو من خلال مثل هذه الصالونات والمعارض، في محاولة منها لغرس الثقافة الوقائية لدى المواطنين بصفة عامة والسائقين بصفة خاصة.