أكد الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الدكتور لزهر بديدة، أن مجازر 8 ماي 1945 ، شكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ الحركة الوطنية، موضحا في هذا الصدد، أن الجميع فهم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وليس بالمظاهرات والمطالبات السلمية، حيث بدأ التأسيس للثورة الشاملة، وأضاف أن هذه المجازر، جريمة دولة معتمدة وأركانها واضحة وثابتة وأنها عملية كانت مبرمجة وممنهجة من قبل الاستعمار الفرنسي وتهدف إلى إلزام الجزائريين بعدم المطالبة بحقهم في تقرير المصير . وأوضح الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الدكتور لزهر بديدة في تصريح للنصر، أن الحركة الوطنية، شهدت خلال الفترة من 1939 إلى 1945 نشاطا كبيرا وأدى إلى تأسيس ما يعرف بحركة أحباب البيان والحرية، مضيفا في هذا السياق، أن الحركة الوطنية مجتمعة من خلال حزب الشعب وأنصار فرحات عباس وجمعية العلماء، اتحدت وعملت كل ما بوسعها للضغط على فرنسا لتطبيق مبدأ تقرير المصير. وذكر المؤرخ، أن السلطة الفرنسية، عملت على ترهيب الجزائريين، حتى يتراجعوا عن مطلبهم وارتكاب المجازر، بالإضافة إلى محاولة ترغيب لبعض قيادات الحركة الوطنية . وأشار المتدخل، إلى أن عملية الترهيب لم تبدأ في 8 ماي 1945 ولكنها انطلقت في أحداث أفريل 1945 ، حيث وقعت مجازر واعتقالات واضطهادات ضد الجزائريين. وأضاف أن هذه المجازر هي مقدمات لما وقع لاحقا في 1 ماي 1945، عندما خرج الجزائريون للاحتفال كبقية الشعوب بالفاتح ماي، حيث وقعت اغتيالات واعتقالات للجزائريين واستمرت العملية بشكل فظيع إلى غاية 8 ماي 1945 والتي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، لافتا إلى أن الاعتقالات والمحاكمات والملاحقات لم تتوقف واستمرت حتى مطلع سنة 1946 . وأكد الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، أن المجازر ، كانت عملية مبرمجة وممنهجة وهادفة إلى إلزام الجزائريين بعدم المطالبة بحقهم في تقرير المصير . وتابع قائلا: إنها جريمة أركانها واضحة وثابتة وهي جريمة دولة معتمدة من طرف السلطة الفرنسية .وأوضح أن المجازر شملت كل الجزائر و خاصة في شرق الجزائر بشكل أكبر وواضح، معتبرا أن هذه الحقبة كانت نقطة تحول في تاريخ الحركة الوطنية، وأوضح أن ما وقع في ماي، سيعطي طمأنة للجانب الفرنسي، أنه قضى على مطالب الحركة الوطنية، لكنها بالمقابل غرست الانطلاقة الحقيقية للثورة الجزائرية و بدأ التأسيس للثورة الشاملة، حيث فهم الكل أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وليس بالمطالبات السلمية والمظاهرات . وأكد المؤرخ ، أن مجازر 8 ماي 1945 من أفظع وأبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي وهي دليل إدانة للمستعمر الفرنسي، حيث أنها كانت علنية وبدون محاكمات وكان القتل جهارا نهارا و طال الجميع، الشيوخ والنساء و شملت عمليات الإبادة حتى الحيوانات و أيضا حرق المحاصيل الزراعية وكل ما كان يمتلكه الجزائريون، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام في تلك الفترة سجلت ودوّنت هذه المجازر البشعة.