مستعدون لتعزيز التعاون في مجابهة التحديات المشتركة    رئيس الجمهورية: سنة 2027 ستكون حاسمة للجزائر    تعزيز التكفّل بجاليتنا وضمان مشاركتها في تجسيد الجزائر الجديدة    تعزيز المجهودات من أجل تطوير برامج البحث العلمي    الجزائر..خطى واثقة نحو تحقيق الأمن الغذائي    الجامعة الجزائرية الجديدة.. طريق العلم صناعة الثّروة    اتفاق بين سوناطراك وإيني    الجيش الصحراوي يستهدف جنود الاحتلال المغربي بقطاع السمارة    إيران : قد يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى منطقة حادث المروحية    الطّلبة الجزائريّون..الرّجال أسود النّزال    سكيكدة - عنابة..تنافس كبير منتظر في المرحلة التّاسعة    تتويجنا باللّقب مستحق.. ونَعِد الأنصار بألقاب أخرى    نقاط مباراة اتحاد العاصمة أكثر من مهمّة    الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بباتنة توقيف مسبوقا قضائيا وحجز 385 قرصا مهلوسا    جامعة الجزائر 1 "بن يوسف بن خدة" تنظّم احتفالية    رئيس الجمهورية: القطب العلمي والتكنولوجي بسيدي عبد الله مكسب هام للجزائر    سكيكدة.. نحو توزيع أكثر من 6 ألاف وحدة سكنية    الاتحاد العربي للحديد والصلب يبحث تعزيز التكامل الصناعي بين الدول العربية    توصيات بإنشاء مراكز لترميم وجمع وحفظ المخطوطات    تحسين التكفل بالمرضى الجزائريين داخل وخارج الوطن    الإحتلال يواصل سياسة التضييق و الحصار في حق الفلسطينيين بقطاع غزة    العدوان على غزة: هناك رغبة صهيونية في إستدامة عمليات التهجير القسري بحق الفلسطينيين    اعتقال 18 فلسطينياً من الضفة بينهم أطفال    قسنطينة: إنقاذ شخصين عالقين في صخور الريميس    الطارف : مديرية السياحة تدعو المواطن للتوجه للوكالات السياحية المعتمدة فقط    إبراهيم مازة موهبة جزائرية شابة على أعتاب الدوري الإنجليزي    نادي الأهلي السعودي : رياض محرز يقترب من رقم قياسي تاريخي    عبد الوهاب بن منصور : الكتابة علاج تقاسم للتجربة الشخصية مع الآخرين    اختتام الطبعة ال9 للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة    عرفت بخصوصية الموروث الثقافي المحلي..أهم محطات شهر التراث الثقافي بعاصمة التيطري    الثلاثي "سان جيرمان" من فرنسا و"أوركسترا الغرفة سيمون بوليفار" الفنزويلية يبدعان في ثالث أيام المهرجان الثقافي الدولي ال13 للموسيقى السيمفونية    الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل إلى الناحية العسكرية الأولى    بن قرينة يرافع من أجل تعزيز المرجعية الفكرية والدينية والموروث الثقافي    مشروع "فينيكس بيوتك" لتحويل التمر يكتسي أهمية بالغة للاقتصاد الوطني    نقل بحري : ضرورة إعادة تنظيم شاملة لمنظومة تسيير الموانئ بهدف تحسين مردودها    سيساهم في تنويع مصادر تمويل السكن والبناء: البنك الوطني للإسكان يدخل حيز الخدمة    الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الإشتراكية من تيزي وزو: يجب الوقوف ضد كل من يريد ضرب استقرار الوطن    بتاريخ 26 و27 مايو: الجزائر تحتضن أشغال المؤتمر 36 للاتحاد البرلماني العربي    بلقاسم ساحلي يؤكد: يجب تحسيس المواطنين بضرورة المشاركة في الانتخابات    ميلة: استلام 5 مشاريع لمكافحة حرائق الغابات قريبا    بمشاركة مستشفى قسنطينة: إطلاق أكبر قافلة طبية لفائدة مرضى بين الويدان بسكيكدة    رئيس الجمهورية يهنّئ فريق مولودية الجزائر    ميدالية ذهبية للجزائرية نسيمة صايفي    الاتحاد الإفريقي يتبنى مقترحات الجزائر    رتب جديدة في قطاع الشؤون الدينية    الجزائر عازمة على أن تصبح مموّنا رئيسيا للهيدروجين    هذا موعد أول رحلة للبقاع المقدسة    تكفل بالملاكم موسى مع إمكانية نقله للعلاج بالخارج    المطالبة بتحيين القوانين لتنظيم مهنة الكاتب العمومي    مباراة متكافئة ومركز الوصافة لايزال في المزاد    610 تعدٍّ على شبكات الكهرباء والغاز    إعادة افتتاح قاعة ما قبل التاريخ بعد التهيئة    الحجاج مدعوون للإسرع بحجز تذاكرهم    نفحات سورة البقرة    الحكمة من مشروعية الحج    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    الدعاء.. الحبل الممدود بين السماء والأرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشاركون في الملتقى الدولي حول مجازر 8 ماي يدعون لمحاكمتها أمام الهيئات الدولية: فرنسا ارتكبت جرائم إبادة و تطهير عرقي
نشر في النصر يوم 07 - 05 - 2024

دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول مجازر 8 ماي 1945 المنعقد بجامعة قالمة أمس الثلاثاء، إلى تشكيل جمعيات وطنية، خارج الدوائر الحكومية الرسمية، تضم باحثين و مؤرخين و محامين، لرفع دعوى ضد الدولة الفرنسية أمام المحكمة الجنائية الدولية، و محاكمتها عن ما وصفوه بجرائم الإبادة و التطهير العرقي، و جريمة الترهيب و الإخضاع الشامل، و الجرائم ضد البيئة و الحياة، المرتكبة في الجزائر منذ احتلالها و خلال مظاهرات 8 ماي 1945 و ثورة التحرير، التي كشفت عن الوجه الحقيقي للاستعمار، الذي عمل كل ما في وسعه لتغيير الواقع الديمغرافي بالجزائر، من خلال القتل الجماعي و التهجير القسري و التجويع و طمس الهوية التاريخية و الدينية.
و قال الباحث محمد الأمين بلغيث من جامعة الجزائر1 بن يوسف بن خدة، بأنه مادامت الحكومة الفرنسية ترفض الاعتراف بجرائمها المرتبكة بالجزائر، فقد حان الوقت لتكوين جمعيات من النخب الوطنية لرفع دعوى قضائية ضدها أمام المحكمة الجنائية الدولية و محاكمتها عن جرائم ضد الإنسانية، ارتكبتها في حق المدنيين الجزائريين في شهر ماي 1945 و قبله في مناطق أخرى من الوطن المحتل، ثم جاءت ثورة التحرير لتكشف عن بشاعة الاستعمار الفرنسي و الدولة الفرنسية التي وصفها بعدو الماضي و الحاضر و المستقبل.
و أضاف محمد الأمين بلغيث بأن ما يحدث في غزة اليوم هو صورة مصغرة لما حدث بالجزائر في ماي الأسود، و طيلة الاحتلال الفرنسي، موضحا بأن المصادر التاريخية التي توصل إليها تؤكد بان ضحايا مجازر شهر ماي من سنة 1945 تتجاوز 70 ألف قتيل من المدنيين الجزائريين العزل بسطيف و قالمة و خراطة و مناطق كثيرة من الوطن مازالت لم تنل حقها بالدراسة و التوثيق.
عدد ضحايا ماي الأسود تجاوز 70 ألف قتيل
و ذكر المحاضر بأن تقريرا لمجلة المارينز الأمريكية، المقدم الى الجامعة العربية عند تأسيسها في مارس 1945 يصف ما حدث في شهر ماي بالجزائر بأنه ثورة مجهضة و أن عدد الضحايا من الجزائريين بلغ 70 ألف قتيل.
و قدم الباحث آخر ما توصل إليه من وثائق حول مجازر ماي 1945 بينها كتاب للباحث الأزهر بوغنبوز، يتحدث عن جرائم الدولة الفرنسية، و فيه تفاصيل مهمة عن الكثير من المجازر عبر مختلف مناطق الوطن المحتل، و على مدى سنوات الاحتلال وصولا الى شهر ماي 1945 و ثورة التحرير.
و تحدث محمد الأمين بلغيث عن الكثير من الكتب و المصادر التاريخية التي وصفها بالوثيقة تتحدث كلها عن جرائم الإبادة و التطهر العرقي بالجزائر، و هي وثائق مفيدة لرجال القانون عندما يحين الوقت لرفع دعوى ضد فرنسا أمام الجنائية الدولية، بينها كتاب قدمته عائلة الأمير عبد القادر لرجال القانون فيه شهادات لفرنسيين يتحدثون عن مجازر فضيعة ترقى لجريمة الإبادة و التطهير العرقي، مضيفا بأن هذا المصدر المهم موجود بين أيدي رجال القانون الذين سيقومون بمحاكمة الدولة الفرنسية .
و أرجع المحاضر تركز جرائم الاستعمار بالمناطق الشرقية و مناطق الأطراف المحيطة بالوسط، الى كون سكان هذه المناطق لم يتأثروا بالمسخ الاستعماري و ظلوا رافضين له رغم القمع و الترهيب و القتل و التهجير.
و قدم الباحث العايب علاوة من جامعة الجزائر تعريفا لجرائم الإبادة و الجرائم ضد الإنسانية التي تكتسي أهمية بالغة لما تتسم به من خطورة و انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، كجرائم العدوان و جرائم ضد السلام، و جرائم الحقد و الكراهية و العنصرية.
و قال المتحدث إن كل التعاريف القانونية تنطبق على الاحتلال الفرنسي الذي ارتكب أيضا جرائم ثقافية و دينية و جرائم في حق البيئة و الحياة بالتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية، موضحا بأنه يمكن محاكمة فرنسا عن هذه التفجيرات المضرة بالبيئة و الحياة.
و خلص الباحث إلى القول بان ما يجري في غزة اليوم من جرائم إبادة هو ما عرفته الجزائر خلال مرحلة الاحتلال، من قتل جماعي للسكان و تدمير البنى التحتية و الممتلكات و تهجير قسري.
مأساة مالبو المنسية..جريمة الترهيب و الإخضاع الشامل
و تحدث سفيان لوصيف، أستاذ التاريخ بجامعة سطيف، عن مأساة ساحل مالبو المنسية التي وقعت ببجاية يوم 22 ماي 1945 عندما جمعت فرنسا سكان جبال بابور و مناطق أخرى و طلبت منهم التوجه إلى شاطئ مالبو مشيا على الأقدام، لمسافات طويلة وسط تضاريس وعرة، فمات منهم الكثير بسبب الجوع و المرض، منهم نساء حوامل، و من وصل منهم إلى شاطئ مالبو وقع في دائرة الحصار و الانتقام و الترهيب بالبوارج الحربية و الطائرات التي كانت تستعرض قوتها و نيرانها الفتاكة أمام أعين هؤلاء العزل المنهكين، الذي كانوا يستمعون الى الجنرالات الذين كانوا يتوعدون و يظهرون قوة فرنسا التي لا تقهر.
و وصف الباحث ما جرى في ساحل مالبو بأنه جريمة إخضاع و ترهيب و قتل، مارستها فرنسا بدعم من مقاتلي اللفيف الأجنبي و فرقة السنغاليين و الطابور المغربي، حيث ضاعف الجيش الفرنسي من حدة القمع الذي بلغ حدودا لا يمكن تخيلها، و أظهر الوجه القبيح لاضطهاد القوي للضعيف بكل بشاعة، حيث قرر العدو خلال الأيام التي تلت 8 ماي إطلاق العنان للقتل و ملاحقة و اصطياد كل من يتحرك، و وصل الوضع حسب المحاضر، الى حد الاستئصال الجماعي لدواوير بأكملها تم حرقها و قتل أهلها، بالقصف الجوي و البحري على جبال وادي المرسى في بجاية، و جبال البابور بين سطيف و جيجل، اعتقادا من العدو بان هذه الجبال تأوي الفارين، و بغرض السيطرة التامة على هذه القبائل المتناثرة التي يصعب التحكم فيها و مراقبتها كان الترتيب لعملية الخضوع الشامل، و ذلك بتجميع السكان عنوة لدفعهم للاستسلام الجماعي بشاطئ مالبو.
السينما و الفيلم الوثائقي..سلاح لكشف الحقيقة و تعرية الاستعمار
و تطرق الباحث التونسي عادل بن يوسف إلى دور السينما و الأفلام و الوثائقيات في الكشف عن جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر و غيرها من المستعمرات الأخرى، و قدم نماذج تتناول مجازر 8 ماي 1945، بينها زهرة اللوتس للمخرج عمار العسكري، ذاكرة 8 ماي، و ماي الآخر الذي يعبر عن وجهة نظر فرنسية مخالفة للواقع، و الخارجون عن القانون و أخيرا فيلم هليوبوليس للمخرج جعفر قاسم.
و دعا المتحدث الى مزيد من العمل التوثيقي و السينمائي الذي يتناول تاريخ الجزائر و ابرز الأحداث التي مرت بها، للمحافظة على الذاكرة و حث الأجيال القادمة على قراءة التاريخ و معرفة حقيقة الاستعمار، متطرقا الى نماذج من المثقفين و المؤرخين و السينمائيين الفرنسيين المساندين و الداعمين لكفاح الشعب الجزائري ، و قال بان السينما و الفيلم الوثائقي مصدر مهم لكشف الحقيقة و تعرية الاستعمار.
الطابور المغربي ساهم في تطهير القرى و المشاتي من السكان العزل
قال حسان مغروري من جامعة الجلفة، بأن منطقة قالمة كانت تتمتع بقدرات اقتصادية و على قدر كبير من الثقافة و الوعي السياسي، و لذا كانت سباقة للثورة على الاستعمار و بدأت التحضير لموعد 8 ماي منذ شهر مارس، بتجنيد الكشافة و المثقفين و مناضلي الأحزاب الوطنية، لكن رد فعل العدو الفرنسي و مليشيات آشياري، كان قويا و مدعوما من الفرقة 17 من الطابور المغربي، الذي شارك في تطهير القرى و المشاتي من السكان الثائرين على الاستعمار.
و عندما احتفل الفرنسيون بالانتصار على النازية، رفض سكان قالمة مشاركتهم و قرروا تنظيم مظاهرة و احتفالا خاصا بهم، رفعوا خلاله العلم الوطني، و لافتات تحمل عبارات يسقط الاستعمار، و تحيا الأمم المتحدة، و عبارة تقول من اجل حرية الشعوب، و عند هذه العبارة يقول المحاضر، يجب الوقوف و التفكير مطولا، لان الشعب الجزائري، و من خلال سكان قالمة، هو من أعطى المعنى الحقيقي لتقرير المصير في 8 ماي 1945 بشوارع و ساحات المدينة التاريخية، التي سالت فيها دماء الحرية، في ذلك اليوم الأسود، الذي ستبقى تداعياته تلاحق الدولة الفرنسية على مر الأجيال.
فريد.غ
رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل يؤكد
الاستعمار كان يهدف لتعويض الشعب الجزائري بشعب أوروبي
قال رئيس مجلس الأمة، السيد صالح قوجيل، أمس أن الاستعمار الفرنسي في الجزائر يختلف عن كل استعمار عبر العالم، لأن هدفه كان السعي لإبادة الشعب الجزائري وتعويضه بشعب أوروبي ومسيحي.
وأوضح السيد قوجيل في محاضرة ألقاها بقاعة المركز الثقافي لجامع الجزائر، بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة، والذكرى 79 لمجازر 08 مايو 1945، تحت عنوان: "الإسلام في الجزائر، القوة الروحية للوطن والموحدة للأمة" أن ما عاشه جيل نوفمبر يختلف عما عاشته كل الأجيال، مؤكدا أن بأن الاستعمار الفرنسي في الجزائر يختلف عن غيره عبر العالم لأن هدفه كان إبادة الشعب الجزائري وتعويضه بشعب أوروبي مسيحي، وأشار إلى أن "الإسلام في الجزائر كان مستعمرا أيضا".
وفي هذا الصدد أبرز رئيس مجلس الأمة، أنه في سنة 1870، أجرت فرنسا عملية إحصاء حول عدد السكان في الجزائر، فوجدت في ذلك الوقت ثلاث ملايين نسمة، وفي إحصاء ثان أجرته سنة 1910 وجدت أن عدد السكان قد تراجع إلى مليونين و 900 ألف نسمة، ما يبيّن - كما قال - وحشية الإبادة التي تعرض لها الشعب الجزائري، منذ دخول الاستعمار الفرنسي إلى بلادنا.
وأثناء تطرقه للحديث عن مجازر الثامن ماي 1945، التي تعرض لها الشعب الجزائري في سطيف وقالمة وخراطة، عندما خرج للتعبير عن فرحته بانتهاء الحرب العالمية الثانية، والمطالبة بتقرير مصيره، أبرز أن الإدارة الاستعمارية عمدت وفي خرق صارخ لكل القوانين الدولية، بتسليح المعتقلين الألمان والإيطاليين وجندوهم لتصفية المتظاهرين الجزائريين.
وفي سياق ذي صلة تحدث السيد رئيس مجلس الأمة، مطولا عن محطات مختلفة من التحريرية المجيدة والنضال التحرري الجزائري خلال فترة تشكيل الحركة الوطنية، في مواجهة بشاعة المستدمر الفرنسي وآلة البطش الاستعمارية والمخططات الدنيئة التي كانت ترمي إلى سحق الهوية الوطنية وتعويض مرجعيتنا الدينية الأصيلة، ناهيك عن سعيها الحثيث إلى محو الانتماء العريق للأمة الجزائرية.
واستحضر في هذا الصدد شمائل وقيم المجاهدين وبطولات وعبقرية مفجري الثورة وكيف كان العمل الجماعي مبدؤهم ومنطلق عملهم وضالته، وما تحلوا به من بُعد نظر وتمسّك منقطع النظير بالوحدة الوطنية ونبذ الخلافات وتجاوزها، الأمر الذي سمح لهم – كما قال - بالانتهاء إلى احتواء كافة الأزمات داخليا، دون تدخل من أي جهة خارجية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجزائر كانت قد تلقت خلال حرب التحرير، مقترحات للوساطة مع فرنسا "عرضها وقتذاك رؤساء دول شقيقة وصديقة، تم رفضها كلها بلباقة".
وقال " من المبادئ الأولية التي تمسكت بها الثورة الجزائرية عدم ترك الفرصة لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤونها لأن قادة الثورة كانوا مصرين على إخضاع فرنسا الاستعمارية للتفاوض معهم بشكل مباشر دون وساطة من أحد".
ولفت رئيس مجلس الأمة إلى الترابط الموجود بين الدين والجهاد في سبيل الوطن واعتبرهما توأمان لا غنى لأحدهما عن الآخر، وأن بيان أول نوفمبر سيظل على الدوام مرجعيتنا الأبدية.
ووجه السيد قوجيل بذات المناسبة عبارات الشكر و التقدير لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، نظير مساعيه الدؤوبة ولما يوليه من حرص ومتابعة وعناية لملف الذاكرة الجماعية للأمة، وما أعقب ذلك من اعتزاز وفخر لدى عموم الجزائريات والجزائريين، موصلاً في ذات الوقت تقديره وشكره إلى مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني باضطلاعه البطولي لجميع مهامها الوطنية في مختلف المراحل والحقب، وقال "إن الجيش الوطني الشعبي هو جيش في خدمة الوطن والشعب".
وقد حرص وزير الدولة عميد جامع، محمد المأمون القاسمي الحسني، على تكريم المجاهد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، من منطلق الوفاء لذكرى الشهداء الأبرار، الذين اصطفوا في مظاهرات الثامن ماي 1945.
عبد الحكيم أسابع
عميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي يؤكد
الجزائر قادرة اليوم على تثبيت دعائم استقلالها
أكد وزير الدولة عميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، أمس، أن الجزائر التي كانت مثلا يحتذى في الصمود والمقاومة والجهاد، قادرة اليوم على أن تكون مثلا في تثبيت دعائم استقلالها، وتحقيق ذاتها، والتخلص من كل أنواع التبعية لغيرها، وكل ذلك من مبادئ نوفمبر، وأهداف الاستقلال، ولا سيما ما يتعلق منها بمقومات أمتنا وثوابتها: عقيدة، ولغة، وثقافة وطنية، وقيما روحية وأخلاقية، داعيا إلى ضرورة تحقيق التواصل بين جيل الجهاد وجيل الاستقلال، وربط الجيل الجديد بماضيه المجيد، وتأهيله لحفظ أمانة الاستقلال.
وفي كلمة افتتاحية لندوة علمية نظمتها مؤسسة جامع الجزائر، بعنوان "الإسلام في الجزائر: القوة الروحية المحررة للوطن، والموحدة للأمة"، نشطها رئيس مجلس الأمة المجاهد صالح قوجيل، بالمركز الثقافي للجامع، بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة المصادف لل 08 ماي من كل سنة، شدد السيد العميد على ضرورة تحقيق التواصل بين جيل الجهاد وجيل الاستقلال، وربط الجيل الجديد بماضيه المجيد، وتأهيله لحفظ أمانة الاستقلال وتجنيده نحو أهداف سامية لخدمة دينه ووطنه، وإذكاء الحس الوطني في نفسه، وتعزيز الشعور بالانتماء لديه، حتى لا يتنكر لهويته وثوابت أمته، وينقلب خصما لدينه ووطنه.
وأكد في ذات السياق على أهمية الوفاء لرسالة الشهداء وتبليغها إلى الأجيال المتعاقبة، لتبقى مآثر ثورة التحرير المجيدة، التي قادت إلى استرجاع السيادة الوطنية، حية في ذاكرة الأمة، على مدى الأيام، تتفاعل معها، وتعمل لتجسيد أهدافها وبلوغ غاياتها.
وأبرز في هذا الصدد بأن أمانة الاستقلال هي الجزائر، بوحدة شعبها ووحدة أرضها، التي يشعر كل مواطن فيها أنها وطن لجميع أبنائها، في أي بقعة من أرضها، تتكافأ فيها فرصهم، وتتساوى حقوقهم، على اختلاف جهاتهم وانتماءاتهم، وتعدد ألسنتهم وتنوع اختياراتهم، وأن تبقى لغة القرآن توحد فكرهم وخطابهم، ورابطة الإسلام تجمعهم وتؤلف بينهم.
كما بين في ذات الوقت أهمية بقاء الأجيال المتعاقبة متشبعين بقيم الثورة من خلال ما ينقل إليهم حول ماضي بلادنا الحافل بالأمجاد وحاضرها المتطلع إلى التجديد، من أجل بناء المستقبل على أسس متينة وقواعد صحيحة ترتكز على القيم الروحية والوطنية التي كان التحامها سر تماسك شعبنا، عبر الأجيال، ولاسيما في أوقات المحن والشدائد في عهد الاحتلال.
كما أبرز أهمية ربط الحديث عن الثورة بالحديث عن الإسلام باعتباره القوة الروحية المحررة للوطن والموحدة للأمة، مشيرا إلى أن بيان أول نوفمبر، قد جاء متضمنا لهذه القيم، وعبر عن مبادئ وأهداف، كان أهمها توضيح هوية الدولة الجزائرية، بعد استعادة الاستقلال، واعتبار الإسلام الإطار الحضاري والمقوم الأساسي للهوية الوطنية، حيث نص على: "إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية، ذات السيادة، ضمن إطار المبادئ الإسلامية"، وتحقيق وحدة شمال إفريقيا، في إطارها الطبيعي العربي الإسلامي، فكان ذلك إعلانا صريحا أكد
–كما أضاف - الانتماء الحضاري للشعب الجزائري الذي اختار هويته، منذ أربعة عشر قرنا، "فلم يبغ عنها حولا، ولن يرضى بغيرها بديلا".
وبيّن الشيخ القاسمي الحسني، أن "الجزائر بالإسلام اهتدت، و به جاهدت وانتصرت، وأن روح أمتنا هو الإسلام، وقوام حياتها الإسلام، ولا يضمن وحدتها وتلاحمها إلا الإسلام"، مؤكدا بأن الشعب الجزائري متمسك بالإسلام، منذ أن هداه الله إليه، لأنه عرف في هذا الدين الحنيف السماحة والكرامة والمساواة والإنسانية، ووجد فيه العدالة الاجتماعية. عبد الحكيم أسابع
الباحث في تاريخ الجزائر الدكتور لزهر بديدة للنصر
مجازر 8 ماي 1945 جريمة دولة مبرمجة وممنهجة
أكد الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الدكتور لزهر بديدة، أن مجازر 8 ماي 1945 ، شكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ الحركة الوطنية، موضحا في هذا الصدد، أن الجميع فهم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وليس بالمظاهرات والمطالبات السلمية، حيث بدأ التأسيس للثورة الشاملة، وأضاف أن هذه المجازر، جريمة دولة معتمدة وأركانها واضحة وثابتة وأنها عملية كانت مبرمجة وممنهجة من قبل الاستعمار الفرنسي وتهدف إلى إلزام الجزائريين بعدم المطالبة بحقهم في تقرير المصير .
وأوضح الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الدكتور لزهر بديدة في تصريح للنصر، أن الحركة الوطنية، شهدت خلال الفترة من 1939 إلى 1945 نشاطا كبيرا وأدى إلى تأسيس ما يعرف بحركة أحباب البيان والحرية، مضيفا في هذا السياق، أن الحركة الوطنية مجتمعة من خلال حزب الشعب وأنصار فرحات عباس وجمعية العلماء، اتحدت وعملت كل ما بوسعها للضغط على فرنسا لتطبيق مبدأ تقرير المصير.
وذكر المؤرخ، أن السلطة الفرنسية، عملت على ترهيب الجزائريين، حتى يتراجعوا عن مطلبهم وارتكاب المجازر، بالإضافة إلى محاولة ترغيب لبعض قيادات الحركة الوطنية .
وأشار المتدخل، إلى أن عملية الترهيب لم تبدأ في 8 ماي 1945 ولكنها انطلقت في أحداث أفريل 1945 ، حيث وقعت مجازر واعتقالات واضطهادات ضد الجزائريين. وأضاف أن هذه المجازر هي مقدمات لما وقع لاحقا في 1 ماي 1945، عندما خرج الجزائريون للاحتفال كبقية الشعوب بالفاتح ماي، حيث وقعت اغتيالات واعتقالات للجزائريين واستمرت العملية بشكل فظيع إلى غاية 8 ماي 1945 والتي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، لافتا إلى أن الاعتقالات والمحاكمات والملاحقات لم تتوقف واستمرت حتى مطلع سنة 1946 .
وأكد الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، أن المجازر ، كانت عملية مبرمجة وممنهجة وهادفة إلى إلزام الجزائريين بعدم المطالبة بحقهم في تقرير المصير .
وتابع قائلا: إنها جريمة أركانها واضحة وثابتة وهي جريمة دولة معتمدة من طرف السلطة الفرنسية .وأوضح أن المجازر شملت كل الجزائر و خاصة في شرق الجزائر بشكل أكبر وواضح، معتبرا أن هذه الحقبة كانت نقطة تحول في تاريخ الحركة الوطنية، وأوضح أن ما وقع في ماي، سيعطي طمأنة للجانب الفرنسي، أنه قضى على مطالب الحركة الوطنية، لكنها بالمقابل غرست الانطلاقة الحقيقية للثورة الجزائرية و بدأ التأسيس للثورة الشاملة، حيث فهم الكل أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وليس بالمطالبات السلمية والمظاهرات .
وأكد المؤرخ ، أن مجازر 8 ماي 1945 من أفظع وأبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي وهي دليل إدانة للمستعمر الفرنسي، حيث أنها كانت علنية وبدون محاكمات وكان القتل جهارا نهارا و طال الجميع، الشيوخ والنساء و شملت عمليات الإبادة حتى الحيوانات
و أيضا حرق المحاصيل الزراعية وكل ما كان يمتلكه الجزائريون، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام في تلك الفترة سجلت ودوّنت هذه المجازر البشعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.