فاجأ الناخب الوطني رابح سعدان المتتبعين ومحبي الخضر في الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أول أمس بقاعة المحاضرات التابعة لملعب 5 جويلية، من خلال عودته إلى تحفظه عند تطرقه إلى الأهداف المسطرة وتأكيده أن الهدف المتفق عليه مع الحاج محمد روراوة يتمثل في تأهيل المنتخب الوطني إلى نهائيات "كان 2012" التي ستنظم في الغابون وغينيا الاستوائية، بعد أقل من شهر عن اشتراط الحاج روراوة بلوغ النهائي للإبقاء على الناخب الوطني، ما يكشف عمق الهوة وعدم تواجد الرجلين على نفس الموجة. تصريح يعيد إلى الأذهان ما نشرته مختلف وسائل الإعلام غداة الإبقاء على سعدان ناخبا للخضر، حيث أجمعت التقارير والأخبار الواردة من قصر دالي إبراهيم على أن الشيخ مطالب بقيادة زياني ورفاقه إلى نهائي النسخة القادمة من الكان وليس النهائيات ، وهو هدف أعتبره الجميع منطقيا وواقعيا في ظل التطور الصارخ لمنتخبنا و القفزة النوعية لكرتنا في السنتين الأخيرتين. وإذا كان الحديث عن هدف بلوغ النهائي والتنافس على اللقب القاري يقتضي بالضرورة اقتطاع تأشيرة التأهل إلى دورة الغابون وغينيا الاستوائية، فإن خرجة الشيخ صبيحة الاثنين صدمت الكثير من المتفائلين بقدرة المنتخب الحالي على تحقيق مزيدا من الانجازات وإطالة أفراح الجزائريين الذين لن يرضوا بالتأكيد بنتائج متواضعة تعيدهم سنوات إلى الوراء وتطفئ لديهم شعلة الحماس والأمل.والغريب أن تأكيد الشيخ على هدف التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، يأتي بعد دورتين ناجحتين عالميا ( المونديال) وقاريا ( الكان) وامتلاك الشيخ وأشباله الوقت الكافي لمعالجة النقائص ومراجعة الذات، ومن ثمة اتجاه الخضر نحو اكتساب مزيدا من النضج، في ظل الرعاية المميزة التي توليها الدولة للمنتخب الوطني .والأغرب أن هذا الطرح يذكرنا بالمونديال ووفاء الشيخ المطلق لمبادئه بإصراره في كل مرة على ضرورة اللعب بحذر من خلال تعزيز المواقع الخلفية وعدم تلقي الأهداف ، ما أنسى دوليينا الأهم والمتمثل في تسجيل الأهداف وإحراز الانتصار الذي غاب عن قاموس الخضر منذ أزيد من نصف عام. وبعبارة أخرى فإننا نخشى أن يتحول تذكير اللاعبين بضرورة الإبقاء على الأرجل فوق الأرض، إلى هاجس يحد من طموحاتهم ويقتل لديهم روح الإبداع، فتتحول مهمة الدفاع عن الألوان الوطنية و إفراح الجزائريين إلى مجرد تأدية واجب بعودة شعار السنوات الخوالي المهم المشاركة.