محتجون يقطعون الطرقات للمطالبة بالسكن و الماء و تحسين وضعية الطرقات عرفت نهار أمس ولاية قسنطينة جملة من الاحتجاجات و قطع الطرقات بكل من بلدية الخروب، حي القصبة، بودراع صالح و بلدية حامة بوزيان للمطالبة بالإفراج عن قوائم السكن الاجتماعي، توزيع استفادات قاطني المدينة القديمة، تقليص حجم الممهلات ببودراع صالح و مياه الشرب. فبالخروب تجمع العشرات من سكان المدينة داخل مقر الدائرة للمطالبة بالإفراج عن قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي، غير أن رفض استقبال رئيس الدائرة للسكان أثار حفيظتهم حسب ما أكدوه لنا و كان وراء قرار غلق الطريق المؤدي إلى وسط الخروب و تحديدا بمنطقة الموزينة باستعمال حواجز بشرية و كذا أغصان الأشجار و العجلات المطاطية. المحتجون الذين كانوا نساء و رجالا، شبابا و شيوخا و مرضى على تأخر الإفراج و تعليق قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي المقدرة بأزيد من 1200 حصة يؤكدون بأنها جاهزة بنسبة 100 بالمائة، غير أن السلطات المحلية تتعمد تأجيل توزيعها على السكان الذين يعيشون معاناة صعبة وسط ظروف معيشية مزية من ضيق البيوت و الأموال الكبيرة التي يدفعونها مقابل الإيجار التي أثقلت كاهلهم في حين تعيش عائلات كثيرة بدون مأوى مثل السيدة التي اتخذت من جدار ديوان الوالي في اليومين الماضيين مقرا لها. المحتجون الذين رفضوا مغادرة المكان إلى حين حضور الوالي، طالبوا رئيس الدائرة بالإفراج عن القوائم خلال الأسبوع الجاري خاصة و أنه سبق و أن وعد العام الماضي في حركة احتجاجية مماثلة بتوزيع السكنات بداية الشهر الجاري، و هو ما اعتبروه تحايل و تماطل من السلطات المحلية التي قالوا بأنها تتعمد تأجيل العملية إلى حين انتهاء عهدة المجلس الشعبي البلدي الحالي و مغادرة رئيس البلدية، و هو ما قالوا بأنه لن يخدمهم و من شأنه أن يؤثر بالسلب على ملف السكن العالق منذ سنة 2004 ببلدية الخروب. و قال محدثونا بأن القطرة التي أفاضت الكأس هي العائلات التي سكنت أمس ببعض عمارات ماسينيسا ذات الطابع الاجتماعي، حيث أكدوا بأن بعض القائمين على ملف السكن قاموا بتوزيع استفادات ليلة أمس الأول على بعض العائلات التي انتقلت أمس و سكنت هذه البيوت، كما تحدثوا عن تأخر الأشغال الخارجية بالعمارات التي قامت ببنائها شركة تركية، و هو ما قالوا بأنه تحايل لتأجيل توزيع السكنات. و في ذات اليوم قام سكان بحي القصبة بوسط مدينة قسنطينة بقطع الطريق الداخلي للحي احتجاجا على إقصائهم من قوائم المستفيدين من السكن، حيث طالبوا بتمكينهم من الاستفادات التي يعتبرونها من حقهم خلال اليومين المقبلين، قبل أن يعيدوا فتح الطريق أمام حركة السير بعد تلقيهم وعودا بالتكفل بالأمر. أما سائقو سيارات الأجرة بحي بودراع الصالح الذين دخلوا في إضراب مفتوح و انضم غليهم سائقو سيارات الأجرة بداية من يوم السبت احتجاجا على وضع 17 ممهلا لا تخضع للمقاييس، فقد قاموا صبيحة أمس و طوال ساعتي زمن بقطع الطريق و تحديدا بحي سميحة أسفل شارع قيطوني عبد المالك للمطالبة بتقليص حجم الممهلات، و هي الأشغال التي شرع فيها مباشرة بعد فتح الطريق بوعد بتحسين الوضع من قبل المسؤولين المحليين. سكان حي بشير و عين بن سبع ببلدية حامة بوزيان أيضا و خلال نفس الفترة قاموا بقطع الطريق الوطني الرابط بين قسنطينة و جيجل احتجاجا على انقطاع مياه الشرب عن منازلهم، حيث أكدوا بأنه و على الرغم من دفع كافة المستحقات شهر أوت من السنة الماضية، إلا أنهم في معاناة دائمة دون ماء منذ ذلك التاريخ، حيث طالبوا بالتعجيل في ضخ المياه خاصة و أنهم يعانون في جلبها من الآبار و الحنفيات العمومية أو المنابع الطبيعية. و قد رفض رئيس دائرة الخروب التحدث إلينا بحجة انشغاله، أما السلطات المحلية بقسنطينة فقد تمكنت من امتصاص غضب سائقي سيارات الأجرة ببودراع صالح و شرعت مباشرة في أشغال تقليص حجم الممهلات، و بالنسبة للمقصيين بحي القصبة فقد تعذر علينا الاتصال بالقائمين على العملية، في حين قالت مصالح سياكو بأن شركة المقاولة قد انتهت نهار أمس الأول من أشغال توصيل الشبكة للحيين ببلدية الحامة، و أكدت تلقيها مراسلة من المير يطالب فيها بتعجيل إيصال الماء لهذه العائلات أمس الأول، و هو ما يرتقب تجسيده فعليا خلال الأسبوع الجاري أو المقبل على أبعد تقدير. إيمان زياري